عزت أبو عوف.. رحيل "طبيب" الفن
ميول عزت أبو عوف الفنية دفعته لاقتحام عالم الموسيقى، وبدأها بتعلم العزف على أكثر من آلة موسيقية، ثم انضم لمجموعة من الفرق الموسيقية.
رحل الفنان المصري الكبير عزت أبو عوف، الإثنين، عن عالمنا بعد معركة شرسة مع المرض استمرت أكثر من 7 سنوات، انتهت بوفاته عن عمر ناهز 71 عاما، تاركا وراءه رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية، والسيرة الطيبة والمواقف الحسنة.
بدأ الممثل والموسيقي أبو عوف طريقه قبل 6 عقود تقريبا، وعلى الرغم من أن مسيرته لم تكن هادئة أو طريقه مفروشا بالورود، فإنه نجح وقتها في الاستحواذ على آذان الجمهور، قبل أن يقرر الاتجاه إلى عالم السينما ويخوض معركة شرسة ليسكن قلوب عشاق الفن، ويحفر اسمه في مصاف النجوم الكبار، ويصبح أحد رموز الفن وسفرائه.
ولد عزت 21 أغسطس/آب 1948 في القاهرة داخل أسرة شديدة الانضباط، لأب يعمل ضابطا في الجيش المصري، وكان الابن الوحيد في أسرة تضم 4 بنات أخريات، وعلى الرغم من ذلك فإن والده لم يبالغ في تدليله بل علمه التفوق والالتزام منذ صغره؛ لذا لم يكن غريبا التحاقه بكلية الطب.
ميول أبو عوف الفنية دفعته لاقتحام عالم الموسيقى، وبدأها بتعلم العزف على أكثر من آلة موسيقية، ثم انضم لمجموعة من الفرق الموسيقية منها: Les Petits Chats مع عمر خيرت وعمر خورشيد، و"بلاك كوتس"، قبل أن يؤسس مع شقيقاته الأربعة فرقة "فور إم" أواخر السبعينيات بعد وفاة والده.
نجحت فرقة آل عوف واستقبلها الجمهور بترحاب شديد، ومزج أبو عوف بين الموسيقى الغربية والشرقية بطريقة جديدة ومبتكرة، لكنها لم تدمْ طويلا نتيجة زواج البنات وانشغال كل منهن بحياتها.
التجربة القصيرة شجعت أبوعوف على اقتحام عالم الفن من بوابة السينما، والبداية كانت عام 1992 بمشاركته في فيلم "آيس كريم في جليم"، مع المخرج خيري بشارة وبطولة عمرو دياب.
توهج اسم أبو عوف في الوسط الفني وشق طريقه لعالم النجومية؛ ليقدم عشرات الأعمال بين مسلسلات وأفلام، أبرزها: "زيزينيا"، "هوانم جاردن سيتي"، "أوبرا عايدة"، "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، "الرجل الآخر"، "أرض الخوف"، "اضحك الصورة تطلع حلوة"، "إسماعيلية رايح جاي"، "طيور الظلام"، "أسرار البنات"، "بخيت وعديلة" و"ليلة ساخنة".
النجاح الكبير الذي حققه أبو عوف دفع وزير الثقافة المصرية الأسبق، فاروق حسني، لإصدار قرار بتعيينه رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي 2006، واستمر في منصبه نحو 7 دورات، استطاع خلالها رفع اسم المهرجان عاليا واستضاف نجوما عالميين، ومع انطلاق أحداث يناير 2011 رفض الاستمرار في موقعه؛ مؤمنا بمنح الفرصة لشباب جديد يحمل أفكارا براقة.
تدهورت حالته بعد وفاة زوجته فاتيما عام 2012، التي تزوجها من خارج الوسط الفني وأنجب منها مريم وكمال، وأصيب بحزن شديد أثر على صحته ليجري جراحة دقيقة في القلب، ثم توالت الانتكاسات الصحية وانتهت بإصابته بانخفاض مفاجئ في ضغط الدم مايو/أيار الماضي، ليرقد بأحد مستشفيات القاهرة حتى وفاته الإثنين.
عُرف داخل الوسط الفني بإنسانيته الشديدة ودعمه للمواهب الشابة، ورغم شهرته الكبيرة لم يحقق ثروة طائلة، لكنه نجح في استعمار قلوب كثيرين بهدوء طبعه وابتسامته الجميلة، وبإجمالي 204 أعمال فنية رحل الفنان متعدد المواهب، تاركا خلفه سيرة طيبة ونجاحا كبيرا ملهما لكثيرين.