شباب
"جعفر العمدة" يُلهم المصريين.. مبادرة شبابية لاستعادة الأطفال المفقودين (حوار)
في إطار التفاعل الجماهيري الكبير مع مسلسل "جعفر العمدة"، دشن مجموعة من الشباب المصريين مبادرة للمساعدة في استعادة الأطفال المفقودين.
وجاء ذلك استغلالا لحالة التعاطف الشعبي الكبير مع المسلسل، بعد اختطاف "سيف" ابن البطل "جعفر" الذي يجسد شخصيته النجم محمد رمضان.
في حوار لـ"العين الإخبارية" قال محمد حمام أبو العلا، مؤسس المبادرة، إنّه سيتم العمل فيها بالذكاء الاصطناعي، لمطابقة تحاليل الـDNA للأطفال المفقودين بأسرهم، ولاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الكثيرون في نشرها على نطاق واسع من أجل تسجيل الأسر التي فقدت أحد أبنائها في المبادرة.
عن تفاصيل المبادرة، وكيف ستتمكن من لم شمل الأطفال الذين افترقوا عن عائلاتهم منذ الصغر مرة أخرى، والأشخاص المشاركين بها، كان لـ"العين الإخبارية" هذا الحوار مع مؤسس المبادرة..
ما هي فكرة المبادرة التي تقومون بها؟
فكرة المبادرة قائمة على القضاء على ظاهرة الأطفال المفقودين، ولم شمل الأطفال الذين افترقوا عن عائلاتهم منذ الصغر، من خلال عمل تحليل الحمض النووى "DNA" لجميع الأطفال والأشخاص المفقودين سواء كانوا متواجدين في دور الأيتام أو خارجها، وفي الوقت نفسه عمل تحليل "DNA" لجميع الأسر الذين فقدوا أطفالهم، ثم استخدام نظام قائم على الذكاء الاصطناعي لمقارنة نتائج تحليل الأطفال مع تحليل الأسر، لتحديد هوية الطفل أو الشخص المفقود بناءً على الحمض النووي المتوفر لدينا.
منذ متى بدأتم في هذه الفكرة؟
الفكرة بدأنا العمل عليها منذ أكثر من عامين ونصف العام، ولكنها ظهرت للرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع تأثر عدد كبير من الجمهور بقضية مسلسل "جعفر العمدة"، التي تتحدث عن الابن المفقود وعدم قدرة الأهل على الوصول إليه، بالرغم من بحثهم عنه لسنوات طويلة، وبرغم وجود الفتى أمامهم بالفعل، فإن الأب لم يتعرف على صغيره.
هل يشاركك أشخاص آخرون في هذه المبادرة؟
نعم. بدأت هذه المبادرة بالاشتراك مع الدكتورة تيسير الأمير دكتورة جامعية بجامعة جنوب الوادي، وهبة حمام مديرة أكاديمية تعليمية خاصة بالأطفال.
هل هذه المبادرة بإمكانها حل مشكلة الأطفال المفقودين بشكل نهائي؟
المبادرة بمثابة خطوة مهمة جداً لحل مشكلة أعداد كثيرة من الأطفال المفقودين، ونأمل في أن تكون سببا في عودة الكثير من الأطفال والأشخاص المفقودين إلى أسرهم من جديد بفضل الجهد المبذول في هذه المبادرة، وإذا تم تطبيقها على أرض الواقع ستكون سببا في حل مشكلة عدد كبير من الأطفال المفقودين بشكل نهائي، لذلك نطالب بتكاتف جميع الأفراد لإعادة الأطفال والأشخاص المفقودين إلى أهلهم مرة أخرى.
وفي حال تطبيقها.. كيف ستقومون بهذه المبادرة؟
تتواصل معنا أسرة الطفل أو الشخص المفقود أو الشخص نفسه، ومن ضمن الخطوات التي نقوم بها في هذه المبادرة هو ملء استمارة على "جوجل" تضم بيانات الأسر التي فقدت أطفالها وبيانات الأطفال والأشخاص المفقودين أيضاً، حتى يكون من السهل التعرف على ذوي الأطفال الحقيقيين وتجميع الأسر مرة أخرى، ونقارن البيانات المتشابهة من خلال خوارزمية معينة وفي حالة التطابق نعمل على إيصالهم ببعضهم البعض.
وماذا عن التكلفة المالية.. هل ستتحملها المبادرة أم أنها ستقوم بجمع التبرعات؟
بعد أن تتواصل معنا أسر الأطفال المفقودين أو الطفل المفقود، نبلغه بالتكلفة، ويأتي الوالدان اللذان فقدا طفلا ويجريان تحليل الحمض النووي "DNA" على حسابهما الشخصي، إذا كانت قدرتهما المادية تسمح بذلك، أما إذا كانا غير مقتدرين تعمل المبادرة على الوصول إلى أي شخص داعم لفكرتها، ليتكفل بثمن تحليل الطفل أو الأسرة غير القادرة على تحمل ثمن التحليل، ليتكاتف الجميع للمشاركة في هذه المبادرة والعمل على لم شمل العائلات التي فقدت صغارها، ولكننا لن نقوم بجمع أي تبرعات، وإنما التبرع يكون من خلال دفع التكلفة للمعمل المختص بإجراء تحليل الحمض النووي "DNA".
هل تواصل معكم أهالٍ أو أطفال مفقودون بعد تدشين هذه المبادرة؟
نعم. فالمبادرة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة فقط، ولكن تواصل معنا عدد كبير من الأسر والأهالي من أجل مساعدتهم في استعادة أطفالهم المفقودين، وتواصل معنا أيضا أشخاص كانوا متواجدين بدور الأيتام ويرغبون في التعرف على أهاليهم، وبلغ عددهم حوالي 100 طلب، وجميعهم يطالبون بإجراء تحليل الحمض النووي "DNA".
هل تواصلت معكم دور أيتام أو ملاجئ بعد تدشين هذه المبادرة؟
نعم. بالفعل بدأت بعض دور الأيتام والملاجئ في التواصل معنا منذ اللحظة الأولى من الإعلان عن هذه المبادرة، لرغبتهم في عمل تحاليل لجميع الأطفال المتواجدين بها، آملين أن يعودوا لأسرهم من جديد، وتواصل معنا أيضاً أكثر من 500 شخص للتكفل بثمن التحاليل للأشخاص غير القادرة على إجرائها.
هل كان مسلسل "جعفر العمدة" سبباً لتدشين هذه المبادرة؟
بالتأكيد المسلسل له فضل كبير في ظهور هذه المبادرة إلى النور خلال الأيام القليلة الماضية، فنحن عملنا عليها وفكرنا في تنفيذها منذ عامين ونصف، ولكن تعاطف عدد كبير من الجمهور مع "جعفر العمدة" ورغبتهم في أن يصل إلي ابنه "سيف" الذي فقده منذ سنوات طويلة، كان السبب الرئيسي في محاولة تطبيقها خلال الفترة المقبلة على أرض الواقع، ونقل المشاعر الدرامية تجاه المسلسل إلى مشاعر حقيقية يمكن أن ننقذ بها الكثير من الأطفال المفقودين، ووجدنا أن ردود الأفعال تجاه المبادرة إيجابية.
وماذا عن الإجراءات القانونية اللازمة لتطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع؟
بدأنا في اتخاذ إجراءات قانونية للعمل على تطبيق هذه المبادرة في القريب العاجل.