حيوانات الجاجوار تعود إلى مواطنها.. رحلة أخيرة لمواجهة الانقراض
بات حيوان الجاجوار جاتوبازينيو البالغ 5 سنوات يعيش منذ بداية العام 2021 في موطنه الطبيعي في شمال شرق الأرجنتين.
يأتي ذلك في إطار خطة لإعادة هذا النوع المهدد بالانقراض إلى المناطق التي انقرض تقريباً فيها.
وأوضحت مؤسسة Rewilding Argentina البيئية التي تقف وراء المشروع، الجمعة، أن "البوابة فتحت" لهذا الحيوان، وهو ذكر يبلغ وزنه 90 كيلوجراماً، علماً أن وزن الجاجوار يمكن أن يصل إلى 110 كيلوجرامات.
وأصبح جاتوبازينيو موجوداً بالتالي في محمية إيستيروس دي إيبيرا الطبيعية الشاسعة التي تمتد على 12 ألف كيلومتر في شمال شرق الأرجنتين ، بالقرب من الباراجواي.
ومع أن الحيوان قد يحتاج إلى بعض الوقت ليعتاد على بيئته الجديدة، فإن "المهم هو أن يكون مطمئناً عندما يخرج، وأن يستكشف المنطقة.
أما إذا كان قلقاً، فقد يفقد اتجاهه ويضلّ طريقه"، على ما شرح المسؤول عن الحفظ في Rewilding Argentina سيباستيان دي مارتينو لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح أن إطلاق هذه الحيوانات في موائلها الطبيعية يستلزم "ألا يكون لها اي اتصال مع البشر" في موطنها المؤقت الذي عاش فيه جاتوبازينيو سنتين. كذلك ينبغي أن "تتقن الصيد"، وهو ما يتم تدريبها عليه في "منطقة الانتظار" هذه، عبر "توفير طرائد حيّة لها" لكي تصطادها.
ويتغذى الجاجوار من مجموعة متنوعة من الحيوانات، كالثدييات والعصافير والزواحف والأسماك.
ويوضح أن "توافر أنثى وطرائد للجاغوار في المنطقة" التي تشكّل موطنه الطبيعي، "يجعل بقاءه فيه منطقياً"، وهذا هو الهدف.
وجاتوبازينيو هو ثامن جاجوار "يعاد" إلى الحياة البرية في كوريينتس، وسبقته ثلاث إناث وأربعة أشبال.
كان جاتوبازينيو نحيفاً وضعيفاً عندما عُثر عليه عام 2018 في منطقة بانتانال البرازيلية، بعد عبوره نهر الباراجواي. وقد وُجِد بالقرب من مدرسة أُطلِق عليها اسم شجرة محلية هي جاتوبا.
ويُعتبر الجاجوار ثالث أكبر الهرائيات في العالم بعد النمر والأسد، وهو من الأنواع المحلية في القارة الأمريكية. وعندما جاء الأوروبيون لاستكشافها في القرن الخامس عشر، كان يعيش فيها أكثر من مئة ألف جاجوار، بحسب التقديرات، من المناطق شبه الصحراوية في أمريكا الشمالية إلى الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية.
ومع أن هذه الحيوانات انقرضت في الولايات المتحدة والسلفادور والأوروجواي وتشيلي، لا يزال نحو 173 ألفاً منها تعيش في 18 دولة في أمريكا اللاتينية، وفقًا لتقديرات المنظمة البيئية WWF، في بيئات متنوعة، تراوح بين الغابات الرطبة ومرتفعات الأنديز وأراضي السافانا الغنية بالأعشاب وتلك التي تنتشر فيها أشجار المانجروف.
يصنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN) حيوان الجاجوار ضمن الأنواع "شبه المهددة بالانقراض" في قائمته الحمراء. وانخفض عدد هذه الحيوانات بنسبة تراوح بين "20 و25% مدى ثلاثة أجيال، أي في 21 عاماً".
ويعود تراجع الأعداد هذا إلى تدمير الموائل من طريق إزالة الغابات أكثر مما تسبب به الصيد.
ويعيش ما بين 200 و250 حيوان جاجوار في الأدغال الشمالية للأرجنتين، بحسب التقديرات، لكنها انقرضت قبل 70 عاماً من مقاطعة كوريينتس ، حيث تسعى Rewilding Argentina لإعادتها.
ولكن على الرغم من كونها رمزاً، استعيض عن الجاجوار الذي يسمى ياجارتيه بحيوان البوما أو النمر الأمريكي ذي الوبر الأسمر والمتناسق، كشعار رياضي في الأرجنتين.
ويُطلق على المنتخب الوطني الأرجنتيني للرغبي اسم "بوماس" مع أن الحيوان الموجود على شعار الفريق ليس إلا جاجوار.
ويعود الالتباس إلى صحفي جنوب أفريقي خلط في مقالاته بين النوعيين الهرائيين خلال جولة للفريق الوطني الأرجنتيني في ستينات القرن العشرين.
ورأى دي مارتينو أن هذا الأمر "نوع من فقدان الهوية بالنسبة إلى أنواع" الحيوانات في الأرجنتين، لكنه أشار إلى أن تسمية الجاجوار أطلقت على منتخب الرغبي النسائي الأرجنتيني الذي استحدث أخيراً.
وقال الناشط البيئي "نحن بصدد استعادة النوع والهوية في آن واحد".
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز