حبس انفرادي وانتهاكات وتعذيب جسدي وجنسي وتجويع وضغوط وحظر للتواصل.. بعض من إدانات وتقارير لمنظمات حقوقية حول سجون أردوغان.
جاءت جريمة مقتل الفلسطيني زكي مبارك داخل السجون التركية لتزيل جزءًا من حالة التعتيم الذي تفرضه حكومة رجب طيب أردوغان حول تنامي ظاهرة التعذيب والقتل المشبوه الذي زادت حدته خلال السنوات الأخيرة.
وقتل المحتجز الفلسطيني (55 عاما) أمس الأحد، في سجون المخابرات التركية في ظروف غامضة، وسط ادعاءات السلطات بانتحاره، بينما اتهمت أسرته نظام أردوغان بتصفيته بعد فشلها في انتزاع اعترافات بجريمة التجسس التي لم يرتكبها.
حبس انفرادي وانتهاكات وتعذيب جسدي وجنسي وتجويع وضغوط وحظر للتواصل مع الأهل والمحامين.. بعض من إدانات وتقارير لمنظمات حقوقية وشهادات لنواب أتراك معارضين حول سجون أردوغان التي صنف أحدها بانه ضمن أبرز 10 سجون ذي سمعة سيئة.
120 حالة وفاة وانتحار
تحت عنوان "حالات الموت والانتحار المشبوهة في تركيا"، رصد مركز ستوكهولم للحرية (حقوقي غير حكومي مقره السويد)، ارتفاع عدد الوفيات المشبوهة في السجون ومراكز الاحتجاز التركية إلى 120 شخصا خلال العامين الأخيرين.
وأوضح أن السلطات التركية تمارس التعذيب وسوء المعاملة رغم إعلانها أنها حالات انتحار دون أي تحقيق مستقل وفعال.
وأشار إلى وقوع حالات قتل مشبوهة كذلك خارج جدران السجن، وسط ضغوط نفسية، وتهديدات بالسجن الوشيك والتعذيب، وأحيانا عقب إطلاق سراح المشتبه بهم أو قبيل احتجازهم.
نائبة برلمانية
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وصفت النائبة في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي ميرال دانش، الإجراءات التعسفية التي يقوم بها نظام أردوغان تجاه السجناء بأنه "مخالفة صريحة وواضحة لمقررات محكمة العدل الدولية بحق السجناء".
وفي كلمة لها بإحدى جلسات البرلمان، وجهت دانش اللوم إلى نائب رئيس البرلمان التركي أحمد أيدن لعدم الإنصات لنواب حزب الشعوب الديمقراطي بشأن السجناء الأتراك.
وأكَّدت على "معاناة السجناء من عمليات الحبس الانفرادي وما يتركه ذلك من أثر نفسي سيئ على معنويات السجناء، واعتبرت ذلك جريمة في حق الإنسانية".
هيومن رايتس ووتش
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، إنها وثقت العديد من حالات "التعذيب والاختطاف" على يد الشرطة التركية وطالبت السلطات المعنية في تركيا بالتحقيق في هذه الحالات.
وتحت عنوان "رهن الاعتقال، تعذيب الشرطة وعمليات الاختطاف في تركيا"، قال المنظمة، في تقرير سابق لها، إن هناك دلائل على أن التعذيب وإساءة المعاملة "مشكلة منتشرة كثيرا" في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة.
وحسب المنظمة، فإن المتضررين تحدثوا عن تعرضهم للضرب والتحرش الجنسي أو التهديد بذلك من قبل الشرطة.
وقالت المنظمة إن أغلب من تعرضوا لهذه المخالفات كانوا متهمين بأنهم على صلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز عام 2016 أو بالانضمام لمنظمات إرهابية.
ونقلت عن هؤلاء الأشخاص الذي تعرضوا للتعذيب أن الشرطة أرادت في كثير من الحالات الحصول منهم على اعترافات بابتزازهم.
سجن سيئ السمعة
وعدت منظمات حقوقية وتقارير إعلامية سجن ولاية ديار بكر الذي يقع جنوب شرقي تركيا ضمن أسوأ 10 سجون في الانتهاكات.
وأكدت على أن إدارة السجن تقوم بانتهاكات قصوى لحقوق الإنسان ضد السجناء، من خلال التعذيب الجسدي والتعذيب النفسي والاعتداء الجنسي.
وأشارت إلى أن الحقيقة الأكثر رعبًا عن هذا السجن، أن حتى الأطفال الذين يحتجزون داخله يواجهون عقابًا عنيفًا دون شفقة.
أبرز الحالات
وقبيل مقتل الفلسطيني زكي مبارك الذي اتهمته أنقرة بالتجسس رغم نفي عائلته وتأكيدها أنها تمتلك وثائق تثبت براءته وأن التهم الموجهة إليه مفبركة برزت حالات قتل مشابهة داخل السجون التركية عدتها أيضا السلطات التركية انتحارًا.
ونهاية الشهر الماضي، قتلت الناشطة الكردية، ميديا تشينار، داخل أحد السجون التركية وقبلها بأيام كانت المعتقلة زهراء صاغلام.
ومطلع الشهر ذاته، قتلت أيضًا المعتقلة آيتين باتشَت (28 عاما) بولاية كوجالي (شمال) بعد أكثر من 6 سنوات سجنا.
ومنتصف مارس/آذار الماضي، انتحر المعتقل الكردي زولقوف جزان داخل سجنه بولاية تكيرداغ (شمال غرب)؛ رفضا لقمع السلطات التركية، حيث كان قد حكم عليه بالسجن لمدة 100 عام، على خلفية اتهامه بـ"الانتماء لتنظيم إرهابي".
وبحسب وسائل إعلام تركية مختلفة، فإن غالبيتهم اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام لكيانات إرهابية دون سند، وتعرضوا للتعذيب والإهانات داخل سجون السلطة، ما دفعهم للإضراب عن الطعام؛ كي تصل أصواتهم للحكومة التي سدت آذانها عن صرخاتهم.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة رجل الدين فتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، كان الوزير ذاته قد أعلن أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز