أردوغان يواصل هذيانه: أبلينا بلاء حسنا بالانتخابات
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زعم، (السبت) أمام مؤتمر لحزبه، أنه لم يخسر الانتخابات المحلية في مدينتي أنقرة وإسطنبول
لا يزال هول الصدمة التي تعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر خسارته الانتخابات المحلية مستمرا، حيث واصل (السبت) هذيانه، زاعما أنه لم يخسر الانتخابات المحلية في مدينتي أنقرة وإسطنبول، وهو ما يخالف النتائج الرسمية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.
- رئيس المحكمة الدستورية التركية السابق: أردوغان أدمن انتهاك القوانين
- بعد نتائج الانتخابات.. الانقسامات تضرب حزب أردوغان
وفي 31 مارس/آذار الماضي، جرت الانتخابات المحلية في تركيا، ومني حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بهزيمة مدوية، بعدما خسر عددا من المدن الكبرى، منها أنقرة التي فاز بها منصور بافاش، وإسطنبول أكرم إمام أوغلو، والاثنان من حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها في اجتماع حزب العدالة والتنمية الحاكم الـ28 للمشاورة والتقييم بالعاصمة أنقرة، بحسب عدد من الصحف ووسائل الإعلام المحلية.
وذكر أردوغان أن "أي انتخابات هي بالنسبة لنا امتحان ونضال، ووسيلة لمحاسبة النفس، وهذه الانتخابات الأخيرة، الحمد لله أبلينا بلاء حسنا، وإن لم يكن ذلك في كل البلديات".
وواصل أردوغان مزاعمه قائلا "في انتخابات 31 مارس/آذار الماضي نجحنا بنسبة كبيرة، لقد خرجنا من هذا الصراع ونواصينا بيضاء، ووصلنا إلى 44.4% من نسبة الأصوات لحزب العدالة والتنمية".
وأضاف "هذه الإدارات المحلية هي ثاني أعلى نسبة حصلنا عليها في الانتخابات، وحقق حزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب نجاحا لا جدال فيه، لقد كلفنا الشعب بتولي 758 من أصل ألف و389 بلدية في بلدنا".
وتابع "ففي إسطنبول فزنا ببلدية 25 قضاء من أصل 39، وفي مجلس هذه البلدية لنا 176 عضوا من أصل 312، إلى جانب 4 أعضاء من حزب الحركة القومية (حليفه بالانتخابات الأخيرة) وفي أنقرة الغلبة في البلديات الصغرى لنا أيضا، إذ فزنا بـ19 بلدية من أصل 25".
واستطرد "كانوا يقولون إن الفارق في الأصوات ما بين أكرم إمام أوغلو (مرشح الشعب الجمهوري المعارض) وبن علي يلدريم 30 ألفا، ولكنه انخفض إلى 13 ألفا، هناك منظمة خطيرة (لم يسمها) هنا، والوثائق التي في أيدينا تشير إلى ذلك".
كما وجه أردوغان انتقادات لحزبه قائلا "نعرف جيدا ما حل بأجهزة الحزب، وهناك من ارتكبوا أخطاء من بيننا، وحينما يحين الوقت سنحاسب الجميع".
وجدد أردوغان تأكيده على مواصلة العملية القانونية للطعون التي قدمها حزبه بخصوص انتخابات إسطنبول، مضيفا "فأنقرة وإسطنبول مدينتنا تستحقان منا هذا الاهتمام".
وشهدت تركيا في 31 مارس/آذار الماضي انتخابات محلية شارك فيها 12 حزبا يتقدمها العدالة والتنمية الحاكم الذي مني بهزيمة ثقيلة في المدن الكبرى، ومن بينها العاصمة أنقرة، ومدينة إسطنبول التي فاز بها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو الذي تسلم يوم 17 أبريل/نيسان وثيقة تنصيبه رسميا، بعد 17 يوما من إجراء الانتخابات.
وأكدت اللجنة العليا فوز إمام أوغلو متفوقا بأكثر من 13 ألف صوت على منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم رئيس البرلمان والوزراء السابق.
وعن الهجوم الذي تعرض له زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، الأحد الماضي، من قبل أشخاص محسوبين على العدالة والتنمية، خلال مشاركته في جنازة عسكرية، قال أردوغان مخاطبا قليجدار أوغلو "لقد ذهبت إلى هناك من أجل استغلال الأمر سياسيا، وليس لمجرد المشاركة في الجنازة".
وكان هذا الحادث أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعلى جميع المستويات من سياسيين وفنانين وصحفيين ورجال قانون.
أما أردوغان فتأخر تعليقه على الحادث ليومين كاملين، قبل أن يخرج بعدها بالقول إنه "لا يمكن إقرار الاعتداء الذي تعرض له أوغلو، لكن الاحتجاج حق دستوري ولا يمكن اعتبار مجموعة من أناس غاضبين بشبكة إجرامية".
وفيما بعد طالب زعيم المعارضة التركية في تصريحات بعد الواقعة بإقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، محمّلا مسؤولية الاعتداء عليه للأمن، قائلًا "هناك ضعف كبير في الأمن، وعما قريب سيظهر هل هذا الضعف مقصود أم لا؟!".