جليلة التلمسي لـ"العين الإخبارية": لا أحب تقديم الشخصيات السهلة
الممثلة المغربية جليلة التلمسي تكشف عن تفاصيل تجربتها في فيلم "نساء الجناح ج"، وكيفية دخولها لعالم المرضى النفسيين
وسط نجوم السينما المغربية تظل الفنانة جليلة التلمسي صاحبة موهبة كبيرة يساندها ثقافة ووعي بأهمية دور الممثل في تشكيل وعي المجتمع، حيث اعتادت أن تبحث عن الأعمال التي تحمل قيمة فنية بصرف النظر عن مساحة الدور، لذلك تألقت في العديد من الأعمال المهمة أحدثها فيلم "نساء الجناح ج" الذي شارك في العديد من المهرجانات.
وفي حوراها مع "العين الإخبارية" تكشف جليلة التلمسي عن تفاصيل تجربتها في فيلم "نساء الجناح ج"، وكيفية دخولها لعالم المرضى النفسيين، وأعمالها الفنية المقبلة.
كيف تقيمين تجربتك في فيلم "نساء الجناح ج" مع المخرج محمد نظيف؟
أي عمل أشارك فيه أكون راضية عنه، ربما ليس بنسبة 100% لكن في النهاية يكون هناك رضا عنه، لأني لو كنت لست راضية لرفضت المشاركة منذ البداية، والممثل بتجربته وخبرته يكون لديه إحساس بما يقدمه، وأنا راضية عن تجربتي في "نساء الجناح ج"، وكل تجربة لي أخرج منها بأشياء أستفيد منها، وهذه ليست التجربة الأولى لي مع محمد نظيف، حيث سبق لي العمل معه كمنتج، كما سبق أن عملت مع كل الممثلات اللاتي شاركن في بطولة الفيلم، وجذبني للفيلم منذ بدايته موضوعه الذي يتناول مرض الاكتئاب لأنه مرض خطير ولا نعطيه الاهتمام الكافي، رغم أنه قد يؤدي إلى الانتحار، وهو من الأفلام القليلة إن لم يكن الوحيد الذي يتعرض لهذا الموضوع، لذلك أنا سعيدة جدا به، والفيلم شارك في عدد من المهرجانات منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو مهرجان كبير يضم أفلاما متميزة، كما شارك مؤخرا في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة.
ما الذي أعجبك في شخصية الممرضة التي قدمتِها ضمن أحداث الفيلم؟
أعجبني في الفيلم أنني أقدم من خلاله شخصية جديدة بالنسبة لي، وهي شخصية تمنحني مساحة للإبداع، وأنا أفضل تقديم الشخصيات المعقدة، فهي ليست ممرضة عادية تساهم في علاج مريضات بمستشفى للأمراض النفسية، ولكنها تعاني هي أيضا من الاكتئاب، فأنا لا أحب تقديم الشخصيات السهلة التي لا تحتاج لمجهود.
الفيلم يرصد عالم المرضى النفسيين وحكايات وراء أزماتهم النفسية، هل حاولت الدخول لهذا العالم قبل بدء التصوير؟
بالتأكيد، حيث تواصلت مع الطبيبة المختصة التي كان يتواصل معها المخرج، وقد وضحت لي العديد من الأشياء والتفاصيل الخاصة بالمرض النفسي، ونفس الطبيبة كان يتواصل معها المخرج محمد نظيف والفنانة أسماء الحضرمي أثناء كتابتهما للسيناريو، كما أنني كإنسانة تعرضت للاكتئاب، فكلنا نتعرض للاكتئاب بدرجات متفاوتة، والتصوير كان يتم في مستشفى وكان معنا أطباء طوال الوقت وأي شيء كنا نحتاج إليه كان من السهل اللجوء لهم، فضلا عن مجهودات الممثل نفسه ممثلة في البحث عن تفاصيل الدور.
غالبا وجود أكثر من نجمة في بطولة أي عمل قد يجلب بعض المشاكل، فكيف كانت أجواء التصوير؟
التجربة المغربية مختلفة عن التجربة المصرية، فمفهوم النجم في المغرب مختلف عن مفهوم النجم في مصر، كما أنني أؤمن بمقولة أنه ليس هناك دور كبير ودور صغير، ولكن هناك ممثل كبير وممثل صغير، وأنا كممثلة لا يضيرني تقديم دور عبارة عن مشهدين أو ثلاثة مشاهد، وحتى الآن أقبل أدوارا صغيرة بشرط أن تضيف لي، فالأدوار الصغيرة تسمح للممثل أن يحقق هدفه ويبرز قدراته في وقت قصير، فالممثل الحقيقي يكون تركيزه على ما سيضيفه للعمل، وعند مشاركتي في أي عمل سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون أؤمن بأن جميع الفنانين المشاركين هم أشبه بفريق لكرة القدم، فهناك من يمرر الكرة ومن يسجل الهدف، كذلك الحال في التمثيل هناك من يهيئ المناخ لكي نكون كلنا في مستوى جيد، والممثلات الأربعة المشاركات في الفيلم لو كان لدى إحداهن إحساس بأنها نجمة أو معروفة أكثر كان ذلك سيظهر في العمل.
في خطوة جريئة سبق لك أن حلقت شعر رأسك من أجل دور على الشاشة، إلى أي مدى يمكن أن تقودك الجرأة كممثلة؟
بالفعل سبق أن حلقت شعري من أجل تقديم دور في فيلم سينمائي، ولكن جرأتي تتوقف عند المجانية، فأنا على وعي بالمجتمع الذي أعيش فيه، فأنا واحدة من هذا المجتمع، ودور الفن هو توصيل رسائل قوية بطريقة فنية، وهنا أستحضر التجربة الإيرانية بالمشاكل السياسية التي يعيشها الفنانون، وأرى أن أفلامهم كلها رسائل يتم تقديمها ببساطة، وأكرر أن جرأتي تتوقف عند المجانية، لأنني أرفض مشاهد العري، وهذا عن اقتناع واختيار لي، مع كامل احترامي لاختيارات الزملاء.
هل يعاني الممثل المغربي الظلم لعدم انتشار الأعمال المغربية خارج بلاده؟
إطلاقا، فالمغرب يستقطب سنويا تصوير مجموعة من الأعمال العالمية في السينما والتلفزيون، وفي كثير من الأحيان ممثلون مغاربة يقدمون أدوارا مهمة بهذه الأعمال، ويكون لديهم حضور قوي بحكم أن مدينة ورزازات أو غيرها من المدن المغربية تعتبر جاذبة لتصوير أعمال عالمية، وبشكل شخصي كان لي تجربة في الفيلم الفرنسي المغربي المشترك "نعيمة أولادها" مع المخرج أوليفي كوسيماك، والفيلم عرض في المغرب وفرنسا، وشارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة، فالممثل المغربي حاضر ولا أستطيع القول إنه يتعرض للظلم، وهو يسعى للعمل في بلاده في المقام الأول.
ماذا عن أعمالك الفنية المقبلة؟
بعد انقطاع نحو 3 سنوات عن العمل في التلفزيون أعود للشاشة الصغيرة مرة أخرى من خلال الفيلم التلفزيوني "البالزة" الذي أقوم بتصويره حاليا مع المخرج حميد باسكيت، كما انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم "أسماك حمراء" إخراج عبدالسلام القلاعي.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg
جزيرة ام اند امز