إمبراطورية تغيب عنها الشمس.. جامايكا تستعد لـ«إقصاء» الملك تشارلز
كحال المستعمرات الأخرى، احتفظت جامايكا، الدولة الكاريبية، بالملك البريطاني كحاكم للدولة بعد حصولها على الاستقلال في عام 1962.
لكن الحكومة الجامايكية اتخذت أول خطوة نحو إزاحة الملك تشارلز من منصب حاكم الدولة، حيث قدمت مشروع قانون إلى البرلمان لإلغاء الملكية الدستورية وتحويل البلاد إلى جمهورية، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
على الرغم من شرفية منصب الملك، وأنه لا يمنح بريطانيا أي سلطة في حكم جامايكا، إلا أنه يُنظر إليه غالبًا على أنه بقايا الحكم الاستعماري. وفي حال أقر البرلمان التشريع الجديد، سيصبح منصب الرئيس الجامايكي منصبا شرفيا.
وقالت وزيرة الشؤون القانونية والدستورية في جامايكا، مارلين مالاهو فورت، التي قدمت مشروع القانون يوم الأربعاء، إنه جاء استجابة لدعوات مستمرة من الجامايكيين لتغيير الدستور.
وطالما أطلق على بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إذ امتلكت مستعمرات في كافة أصقاع المعمورة ما جعلها عمليا تحت الشمس في أي وقت خلال اليوم.
وأضافت فورت: "في كل عام عندما نحتفل بعيد الاستقلال في 6 أغسطس/ آب، يُطلب من الأمة التفكير في إنجازاتها منذ الاستقلال وما يتبقى تحقيقه. وفي كل عام يُطرح السؤال: متى سنلغي الملكية ويكون للدولة رئيس جامايكي؟".
تحول الكاريبي نحو الجمهورية
لم تكن جامايكا الدول الأولى في منطقة الكاريبي التي تسعى للتحول للنظام الجمهوري، فقد تحولت أربع من المستعمرات السابقة الاثنتي عشرة إلى جمهوريات بالفعل، وهي: غيانا، وترينيداد وتوباغو، ودومينيكا، وأخيرًا باربادوس.
وشهدت المنطقة في الآونة الأخيرة، تحولًا في ردود الفعل الشعبية تجاه ملوك بريطانيا، حيث واجه أفراد العائلة الملكية احتجاجات ومطالب بالاعتذار عن أهوال العبودية عبر المحيط الأطلسي خلال زياراتهم لدول الكاريبي.
يأتي ذلك في أعقاب صعود حركة التعويضات، التي تحولت إلى قضية بارزة خلال اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في ساموا في أكتوبر/ تشرين الأول.
وطالبت دول الكاريبي وأفريقيا بأن تدرج مجموعة الكومنولث المكونة من 56 دولة خطة النقاط العشر للعدالة التعويضية عن العبودية، التي أطلقتها جماعة الكاريبي، على جدول أعمالها.
وترى الدكتورة سونجاه ستانلي نيا، مديرة مركز أبحاث التعويضات، أن مشروع القانون الجامايكي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقالت: "تقديم هذا المشروع هو إشارة مهمة إلى أن جامايكا ملتزمة الآن بهذا المسار … نريد أن ندعم تقدم السيادة الحقيقية، وأعتقد أن هذا التحرك يهدف إلى ذلك. إنه يدل على أن جامايكا تأخذ مسألة السيادة بجدية، والسيادة على مستوى تحديد شكل الحكومة الخاص بها."
اعتراف بخطايا العبودية:
اعترف تشارلز في خطابه الذي ألقاه أمام زعماء 56 دولة من الكومنولث في دولة ساموا بالمحيط الهادئ، بالجوانب "المؤلمة" من تاريخ بريطانيا، مشددًا على ضرورة فهم التاريخ لتحقيق مستقبل أفضل.
وأشار إلى أنه "لا يمكن لأحد أنْ يغيّر الماضي"، لكنّه دعا إلى الالتزام بتعلم دروسه، ورغم ذلك تجنب التطرق مباشرة إلى مسألة التعويضات عن العبودية، التي طالبت بها العديد من الدول الإفريقية والكاريبية.
ورغم رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تقديم اعتذار رسمي أو دفع تعويضات مالية عن دور بريطانيا في تجارة الرقيق، أبدى استعدادًا لدعم أشكال غير تقليدية من العدالة التعويضية.
بينما تباينت الآراء حول كيفية معالجة مسألة التعويضات، أكد جوشوا سيتيبا من ليسوتو، أحد المرشحين لمنصب الأمين العام للكومنولث، أنّ التعويضات يمكن أن تتخذ أشكالًا غير تقليدية، مثل تمويل المناخ، بهدف معالجة المظالم التاريخية.
aXA6IDMuMTM4LjEzNy4yMTIg جزيرة ام اند امز