قومية "جموز" بإثيوبيا.. طقوس فريدة في الاحتفالات والخلافات
تعد قومية جموز إحدى قوميات شعوب إثيوبيا البالغ عددها نحو 83 قومية، حيث توجد بإقليم بني شنقول- جموز غرب البلاد.
وتتكون القومية من 10 أقاليم فيدرالية هي "تجراي، وعفار، وأمهرة، وأوروميا، والصومالي، وبني شنقول - جموز، وإقليم شعوب الجنوب البلاد، وجمبيلا، وهرري، وإقليم السيداما الوليد".
وتتميز قومية جموز بثقافتها وعاداتها وطقوسها الفريدة وأغنياتها التي لا تفارق أفراحها وأحزانها، والتي تستخدم فيها أدوات موسيقية محلية الصنع من الطبل والمزمار.
ويقع إقليم بني شنقول - جموز غرب إثيوبيا على الحدود مع السودان، ويحتضن 5 قوميات رئيسية هي "بني شنقول، جموز، شناشا، ماؤو، كومو" إلى جانب العديد من قوميات إثيوبيا الأخرى، كما يحتضن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، أكبر مشروعات البلاد، كما يذخر الإقليم بالذهب والرخام والعديد من المعادن فضلا عن الصمغ العربي.
وضمن احتفالات البلاد بالذكرى الـ125 لمعركة عدوة، شهد الإقليم مهرجانا احتفاليا شاركت فيه كاميرا "العين الإخبارية"، وأجرت لقاء مع أتومسا غبو، عضو الفرقة التقليدية لقومية جموز، إحدى أكبر قوميات الإقليم.
وقال غبو إن قومية جموز تتميز بثقافاتها وطقوسها الفريدة التي يفاخر بها أفرادها، فالجموز لهم أدواتهم الموسيقية الخاصة بهم، مشيرا إلى أن أغلبهم مزارعون ويعتمدون في غذائهم على المحاصيل التي يزرعونها بأراضيهم الغنية بمواردها.
وأضاف أن الغذاء الرئيسي هناك هو الذرة الشامية والسمسم والبطاطس الحلوة.
وتابع: "للجموز آلاتهم الموسيقية الخاصة من الطبل والمزمار والمصنوعة من أشجار الخيزران التي تذخر بها منطقتهم، كما للنساء ما يميزهن في الرقص حيث تربط المرأة على قدميها أدوات تصدر أصوتا مميزة أثناء الرقص".
ولفت مسؤول الفرقة الشعبية لقومية جموز إلى أن لشعب جموز مشروبا خاصا يعرف بـ"بوردي" ويصنع من الذرة، بجانب وجبتهم الرئيسية العصيدة المصنوعة من الذرة أيضا.
وتطرق إلى الفن والثقافة عند قومية جموز، وقال أتومسا غبو إن هذه القومية لها العديد من الأغاني والرقصات الشعبية الخاصة بها، فعادة ما تجدهم يبرزون ثقافاتهم في المناسبات والاحتفالات والأعياد كما ترتبط الأغاني والرقص بأفراحهم وأحزانهم، مشيرا إلى أن أزياءهم الخاصة يغلب عليها اللون الأبيض عند الرجال والنساء على حد سواء وإن اختلفت التطريزات والحياكة.
وأشار إلى أن هناك أغنيات مرتبطة بتشييع الميت في الجنازة، خاصة عندما يتوفى أحد أعيان القومية وزعماؤها وكبار السن، وقال: "عندما يتوفى الزعيم أو أحد كبار السن يتم ذبح 5 أبقار ويجتمع الناس من كل أطراف المنطقة ويتغنى المشاركون بأغنيات تعبر عن دور المتوفى وسط المجتمع، ويتحول الحفل إلى أفراح وسرور".
وأوضح مسؤول الفرقة الشعبية لقومية جموز لـ"العين الإخبارية": "الأغاني لها خصوصية لدى قومية جموز، فما من مناسبة وإلا لها أغنياتها الخاصة، حتى إن الفتاة عندما تصل مرحلة البلوغ، وتخبر أمها بذلك تقوم الأم بدورها بتنظيم حفل بهذه المناسبة".
وأضاف: "الكل يجتمع في الحفل ويتم تقديم المشروبات التقليدية وتذبح الذبائح، ويعتبر بلوغ الفتاة يوم فرح وبهجة".
ولفت غبو إلى أن المرأة تحتل مكانة مهمة عند قومية جموز في حل الخلافات، وقال: "عند وقوع أي خلاف أو مشاجرة بين اثنين أو مجموعتين من أفراد قومية جموز يتم عرض المشكلة أولا على النساء لحلها".
وتابع: "يتم إرسال امرأة إلى المتخاصمين حاملة معها عشبا أخضر وثمارا من المحاصيل وعظم حيوان، بعد أن يتحاور النساء حول كيفية حل المشكلة ويضعن حدا لها".
وأردف: "العشب الأخضر يقدم كخطوة أولى لقبول الحل وفي حالة تسلمه تقوم المرأة بالانتقال للخطوة الثانية بتقديم الثمار لأكلها وفي حالة أكلها يكون الأمر وصل إلى مرحلة الثقة بين الطرفين وتنتهي الأزمة".
وقال غبو: "المرحلة الأخيرة هي كسر العظم الذي أحضرته المرأة التي تتصدر حل الخلاف بين الأطراف ويشترك الطرفان في كسره كدليل للقضاء على المشكلة".
وأضاف: "بعدها يتم تبادل الزيارات بين أسر المتخاصمين تأكيدا لعودة الأمور إلى طبيعتها مهما كان حجم المشكلة وما ترتبت عنه".
ولفت غبو إلى أن هذه الطقوس التقليدية تعتبر صمام الأمان بين أفراد القبيلة وحفظها من الانقراض.
ويذخر إقليم بني شنقول غرب إثيوبيا بالذهب والثروات المعدنية، ويشتهر بزراعة المانجو والبرتقال وفواكه أخرى.
ومدينة أوصوصا هي كبرى مدن الإقليم وحاضرته حيث تبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بنحو 661 كيلومترا.