الذكرى الـ125 لمعركة عدوة.. احتفالات إثيوبية بالانتصار على إيطاليا
أحيا آلاف الإثيوبيين بالعاصمة أديس أبابا الذكرى الـ125 لمعركة "عدوة" الشهيرة، التي انهزمت فيها قوات المستعمر الإيطالي عام 1896.
ويأتي ذلك فيما عرف بـ"معركة عدوة" في نهايات القرن التاسع عشر.
ومنذ الصباح توافد المئات من الإثيوبيين بأديس أبابا، نحو ساحة النصب التذكاري لضحايا الاستعمار، بميدان الإمبراطور "منليك الثاني"، وسط العاصمة أديس أبابا لإحياء هذه الذكرى، بحضور رئيسة البلاد سهلي ورق زودي، ووزيرة الثقافة والسياحة الإثيوبية هيروت كاساو، وعمدة مدينة أديس أبابا أدانيش أببي، ومسؤولين حكوميين، وقدامى المحاربين.
وقالت رئيسة إثيوبيا إن معركة عدوة كانت انتصارا لأفريقيا ومصدر إلهام لشعوب القارة من أجل التحرر وكسر شوكة المستعمر.
وأوضحت خلال كلمة لها بالاحتفالية: "مواجهة المستعمر وقتها وحدت الإثيوبيين وتركوا كل خلافاتهم من أجل الوطن وهو الموقف الذي نفاخر به اليوم وأصبح نموذجا للأفارقة جميعا من أجل التحرر".
وأضافت: "لقد أوضح الانتصار بمعركة عدوة أنه لا يوجد ما يمنع من الإطاحة بالمستعمر".
ودعت رئيسة البلاد الأجيال الصاعدة إلى الاستفادة من تجربة معركة "عدوة" في الحفاظ على الأمن والاستقرار في إثيوبيا، وقالت: "يجب أن نعمل من أجل التكامل والمضي قدما معا في مجال تنمية بلادنا"، مشيرة إلى أن سر الانتصار في معركة عدوة هو وحدة الإثيوبيين وتعاونهم.
وشهدت العاصمة أديس أبابا احتفالين كبيرين بالمناسبة أحدهما بميدان الإمبراطور "منليك الثاني"، والذي حضرته رئيسة البلاد، فيما نظم الاحتفال الآخر بميدان الصليب وسط العاصمة والذي شهد حضورا رسميا وشعبيا.
وتخللت الاحتفالات عروض عسكرية من قدامى المحاربين، والفرق العسكرية الشرطية، وتم وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري من قبل رئيسة البلاد وعمدة المدينة، في مشهد كرنفالي شاركت فيه فرق ثقافية لبعض القوميات والشعوب الإثيوبية.
وعشية الاحتفال بذكرى معركة عدوة، قال رئيس الوزراء آبي أحمد، إنه لا توجد بطولة أعظم من الجرأة للتصدي لعدو يستخدم مدفعًا بسيف فقط.
وفي رسالة وجهها آبي أحمد للشعب الإثيوبي بالذكرى الـ125 لمعركة عدوة، أكد: "انتصار عدوة هو حصيلة البطولة والوطنية وفن الحرب للإثيوبيين"، مضيفًا أنه لا يوجد شيء أعظم من تجاوز التباينات والعمل معا لمواجهة بنادق العدو بالسيف حبا ودفاعا عن الوطن.
وأشار إلى أن الإثيوبيين في معركة عدوة أظهروا قدرًا كبير من الحكمة والشجاعة في صد العدو الذي انطلق باستراتيجية الحرب ونظرية المؤامرة وحصل على دعم الآخرين.
وتابع أن إحياء ذكرى انتصار عدوة بطريقة استثنائية أمر ضروري، مشيرا إلى أن الانتصار في تلك المعركة رفع الأمة إلى مكانة أعلى لا يمكن لأحد أن ينالها ومنع محاولات النيل من مكانة إثيوبيا العظمى.
وتعود وقائع معركة عدوة التي يحتفل بها الإثيوبيون سنويا إلى مطلع مارس/ آذار عام 1896، حينما سعى الجيش الإيطالي الذي كان يسيطر حينها على جيبوتي (الصومال الإيطالي حينها) وإرتريا لتأمين وجوده بالتوسع غربا في الداخل الإثيوبي.
ووقعت المواجهة في منطقة عدوة وهي اليوم مدينة في إقليم تجراي شمال إثيوبيا على بعد حوالي 870 كيلو مترا شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إذ تتميز المنطقة باستراتيجيتها العسكرية، فمدينة عدوة التي شهدت المعركة محاطة بالجبال وأراض وعرة ربما كانت أحد أسباب انتصار الإثيوبيين إلى جانب وحدتهم وتماسكهم وعزيمتهم.
ونجحت إثيوبيا التي كانت تدعمها في ذلك الحين كل من فرنسا وروسيا في صد الهجوم الذي أودى بآلاف الضحايا، خلال ما بات يعرف بـ"الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى".
يذكر أن الجيش الإيطالي هُزم في تلك المعركة أمام الإثيوبيين بقيادة الإمبراطور منليك الثاني.
ويوجد وسط العاصمة أديس أبابا تمثال باسم الإمبراطور منليك الثاني تخليدا لدوره البطولي في قيادة إثيوبيا في تلك الحقبة، ويعد أبرز نصب تذكاري في أديس أبابا، شيّده الإمبراطور هيلا سيلاسي عام 1930 لإحياء ذكرى القيادة الحكيمة للإمبراطور منليك الثاني (17 أغسطس/آب 1844- 12 ديسمبر/كانون الأول 1913) الذي حشد الإثيوبيين لمحاربة جيوش الاستعمار الإيطالي في معركة "عدوة".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز