حنان محمد.. عندما يمتزج الإبداع اليمني بالجمال الإثيوبي
حنان محمد، فنانة تشكيلية يمنية ولدت وترعرت في إثيوبيا، تحمل لوحاتها روعة الفن اليمني، وجمال الطبيعة الإثيوبية.
ذلك المزيج فتح الباب أمامها لأن تصبح إحدى الريشات الفنية بإثيوبيا التي تلقت بها جميع مراحلها الدراسية والتي توجتها بدراسة الفن التشكيلي بجامعة أديس أبابا، وضمن أعمالها وأنشطتها الفنية، نظمت الفنانة اليمنية حنان محمد، معرضا للفن في الخط العربي والجرافيك الإسلامي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
واستطاعت حنان محمد من خلال تجربتها الفنية في مجال الفن التشكيلي أن تجمع في لوحاتها الفنية الرائعة مزج الرسم بالخط العربي، وهو ما وجد استحسانا من المشاركين في افتتاحية المعرض الفني الذي شهدته أديس أبابا، وسط مشاركة واسعة من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.
وافتتح المعرض الفنان التشكيلي الإثيوبي الشهير ورقو غوشو، وزوجته البولندية باربارا، حيث أشاد بالمعرض والأعمال الفنية التي اختارتها الفنان اليمنية حنان محمد والتي عبرت عن تجربتها في مجال الفن التشكيلي.
وقالت حنان محمد، إنها درست الفن التشكيلي في أديس أبابا بإثيوبيا التي ولدت وترعت بها، مشيرة إلى أن تجربتها بفن الرسم مرت بمراحل مختلفة في حياتها من الفن التجريدي، ورسم مناظر طبيعية حتى وصلت إلى فن الخط العربي المدمج بالرسم والمطرز بعدد من الألوان.
وفي مقابلة خاصة أجرتها "العين الإخبارية" التي شاركت في افتتاحية المعرض، أوضحت حنان محمد أنها ترغب في أن توصل رسالة قوية للمتلقي ومحبي الخط العربي من خلال 54 لوحة فنية تحمل خلالها رسالة الفن العربي والإسلامي، وقالت إنها استخدمت مجسمات للتعبير عن حضارة وتاريخ الفن المعماري لليمن.
وتطرقت الفنانة حنان محمد خلال حديثها إلى تجربتها الفنية، وقالت: "الفن بالنسبة لي حياة وأعكس من خلاله ما بداخلي عبر لوحاتي"، مؤكدة أن الأسرة ساهمة في تجربتها من خلال التشجيع والدعم المعنوي في جميع أعمالها الفنية.
وعن بداياتها مع الرسم والفن التشكيلي قالت: "بداياتي كانت في المدرسة عندما لاحظ المدرسين ميلي نحو الرسم أكثر من المواد الأخرى".. وأولى أعمالها كانت بافتتاح أول معرض بمرحلة الثانوية، والمعرض وقتها تركز حول الطبيعة.
وترى أن الفن الإثيوبي واليمني بينهما مشتركات عديدة، وأن علاقة إثيوبيا باليمن قديمة جدا حيث تتجلى هذه العلاقة من خلال الفن التشكيلي من حيث اختيار الألوان.
وحول خطتها المستقبلية في مجال الرسم والفن التشكيلي، قالت: خطتي للمستقبل ستكون حافلة بالعديد من المعارض الفنية في كل من إثيوبيا و كندا.
ولفتت إلى أن الفن التشكيلي ممتع لكنه محفوف بالتحديات التي تتطلب جهد ومصابرة وعزيمة في الاستمرار من أجل تحقيق المزيد، وقالت إن الرسم بالنسبة لها غذاء روحيا، مشيرة إلى أنها تأثرت في تجربتها الفنية بالفنان السوري عبيده البنكي.
وحظي المعرض الذي أقامته حنان محمد بأديس أبابا، إعجاب الفنانين ومحبي الرسم وخاصة محبي الخط العربي الذي شكل حضورا واضحا في لوحاتها ذات البصمة التي تطغى عليها الحضارة اليمنية المعمارية العريقة، بلمسات تميزت بأسلوب تعبيري فريد جمع بين الرسم والخط العربي.
وأشاد الفنان التشكيلي الإثيوبي ورقو غوشو، بالأعمال التي زينت جنبات المعرض واصفا الفن الإسلامي بالجميل والإنساني، وقال: "من دواعي الفخر والإعزاز أن أكون مشرفا وحاضرا في هذا المعرض المزين بالفن الإسلامي الجميل والإنساني الذي يحمل رسالة قوية ومؤثرة".
ولفت غوشو إلى أن علاقة شعوب إثيوبيا والحضارة اليمنية والمصرية والدول الإسلامية والعربية الآخرى أثرت علي أعماله الفنية.