إنفوجراف.. الإمبراطور إكيهيتو.. رمز وحدة اليابان يستعد للنزول عن عرشه
مجلس النواب الياباني أعلن موافقته على مشروع قانون يسمح للإمبراطور بالتنازل عن العرش في الثاني من يونيو/ حزيران 2017.
في الـ 8 من أغسطس/ آب الماضي، خرج إمبراطور اليابان إكيهيتو بخطاب نادر للشعب الياباني، معلنًا فيه رغبته للتنازل عن العرش، خوفًا من عدم التمكن لاستكمال مهامه بشكل جيد لكبر سنه وتدهور صحته.
وانتظر الامبراطور الـ 125 لليابان إجراء التعديلات المناسبة في دستور بلاده والتي تسمح له بإمكانية الاعتذار عن منصب الإمبراطور رمز اليابان، خاصة وأن القانون الياباني ينص على بقاء الإمبراطور بالمنصب حتى نهاية حياته.
وأعلن مجلس النواب الياباني موافقته على مشروع قانون يسمح للإمبراطور بالتنازل عن العرش في الثاني من يونيو/حزيران 2017، ليبدأ إكيهيتو في الاستعداد لأول قرار من نوعه منذ 200 عاما، بالتنازل عن العرش وفقًا لخطة محددة، تسمح له بترك المنصب دون المساس بصلاحيات الإمبراطور والمواد المتعلقة بالأباطرة القادمين.
إكيهيتو .. 3 عقود من الدبلوماسية
وحكم الإمبراطور إكيهيتو قرابة الثلاثة عقود، كرمز للدولة ونموذج لوحدة اليابانيين، وعمل على تشجيعهم الدائم لمواجهة الأزمات، واستمر في عمله الرسمي باليابان بالرغم من تدهور حالته الصحية، حيث خضع لعملية جراحية في القلب عام 2002، بالإضافة لخضوعه لعملية جراحية أخري نتيجة معاناته من سرطان البروستاتا منذ أربعة أعوام، ليقر في عام 2009 رغبته في تقليص المهام والواجبات المطلوبة منه خوفًا من حدوث خلل بالبلاد نظرًا لتقدمه في العمر وظروفه الصحية المتدهورة.
ولد إمبراطور اليابان في 23 ديسمبر/ كانون الأول 1933، واهتم في دراسته الجامعية بالعلوم السياسية والاقتصاد، بالإضافة لتعمق في دراسة أصول الدبلوماسية، رغبة منه لتأدية مهام الإمبراطور على أكمل وجه، المنصب الذي يتطلب المزيد من الدبلوماسية والحكمة في متابعة القضايا، والسفر والرحلات والبعثات الرسمية خارج اليابان، وهو الدور الذي استطاع إكيهيتو القيام به منذ توليه المنصب في 1989.
وربما كانت مواقف إمبراطور البابان صاحب الـ 84 عاما في دعم الشعب الياباني، والدعوة لتخليد ذكري الجنود والمحاربين الذين ضحوا بأرواحهم فداء الجيش الياباني وبلادهم، كانت سبب رئيسي في تأثر اليابانيين أثناء إلقاءه خطاب طلب التنازل عن العرش العام الماضي، ووقت إعلان مجلس النواب الموافقة على تعديلات الدستور التي تسمح له بالانسحاب من المنصب.
ونظرًا أن الإمبراطور الياباني يتبلور دوره في الزيارات الرسمية لخارج البلاد، وحضور الفعاليات الرئيسية داخل وخارج البابان، لذا قام إكيهيتو طوال فترة حكمه بعدة جوالات تضمنت 270 مهمة رسمية خلال عام 2016، بالإضافة لقيامه بزيارة 27 دولة، وما يقرب من 50 رحلة حول العالم كـ وليا العهد، ليقدم 47 زيارة أخرى رسمية خلال العقود الثلاثة، وحضور فعاليات رسمية مثل الاحتفالات الرياضية باليابان.
المواقف الإنسانية لإكيهيتو
وظهرت مواقفه الإنسانية في زيارته المتعددة للفلبين، حيث ركز في أغلب جوالاته الخارجية على التوجه للفلبين، حيث قتل حوالي 1.1 مليون جندي فليبني و518 جندي ياباني وأعداد من المدنيين بالحرب العالمية الثانية، ليذكر في كل جولة خارج اليابان جنود بلاده الذين قدموا أرواحهم في الحروب، تقديرًا لدورهم في أحداث الحرب العالمية الثانية، كما اهتم بتقديم الدعم المادي والمعنوي لضحايا تسونامي الذي ضرب طوكيو في 2011.
وطوال حكمه عمل على التوزان بين دوره الدبلوماسي الذي يرسخ لأواصر السلام داخل اليابان وخارجها، والابتعاد عن الدخول في الأمور السياسية والحرص على الالتزام بالدستور، ليحي ذكري الجنود الضحايا بعد مرور 70 عاما على الحرب العالمية الثانية، مقدمًا لهم التحية في احتفالية كبري، باعتبار هذه الذكري فرصة مناسبة لتعلم الدرس والاتجاه بالمستقبل بعيدًا عن الحرب.
اعتذار مكرر يقدمه إكيهيتو لكافة جنود القوات المسلحة باليابان في كل مرة يتحدث فيها عن الحروب، متمنيًا أن يعم السلام، وهو الأمر الذي اهتم الإشارة إليه خلال زيارته للصين في 1992، في عبارته الشهيرة هناك " نتمنى عقد صفقة جيدة مع الصينيين".
وفي أبريل/ نيسان 1953 خرج عن التقاليد، وتزوج من الإمبراطورة ميتشكيو، ولديهما ثلاث أبناء، ولي العهد الأمير ناروهيتو، والأمير أكيشينو، والأميرة ساياكو .