تحول تاريخي في اليابان.. الليبرالية تتراجع و«الشعبوية» تتقدم

بعد نحو 70 عاما من حكم الليبراليين لليابان، انعطف البلد الآسيوي ناحية "الشعبوية" التي بدأت تجد موطئ قدم في بلدان غربية عدة.
هذا التحول التاريخي، ظهر جليا في قرار رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عزمه الاستقالة قريبا، وفق ما أفاد الإعلام محلي الأربعاء.
ويأتي قرار إيشيبا بعد انتكاسة انتخابية تركت ائتلافه بدون أغلبية في غرفتي البرلمان.
وذكرت التقارير الإعلامية أن إيشيبا أبلغ المقربين منه بنيته التنحي عن منصبه، عقب إعلان اتفاق تجاري الأربعاء بين الولايات المتحدة واليابان.
وجاءت نتائج انتخابات مجلس المستشارين الذي يعد بمثابة مجلس الشيوخ في اليابان، التي جرت الأحد، كارثية بالنسبة إلى حزب إيشيبا الليبرالي الديمقراطي الذي يحكم بشكل متواصل تقريبا منذ العام 1955.
واختار الناخبون الذين يشعرون بالغضب حيال ارتفاع معدلات التضخم أحزابا أخرى، لا سيما حزب "سانسيتو" الذي يرفع شعار "اليابان أولا" والذي تحاكي حملته "المناهضة للعولمة" أجندات حركات شعبوية في بلدان أخرى.
وحزب "سانسيتو" محسوب على "أقصى اليمين"، ويدعو إلى "قواعد وحدود أكثر صرامة" على الهجرة، ويعارض "العولمة" وسياسات النوع الاجتماعي "الراديكالية"، ويريد إعادة التفكير في اللقاحات وخفض الانبعاثات الكربونية.
وذكرت صحيفة "ماينتشي" أن إيشيبا ينوي مغادرة المنصب بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل، وذكرت صحيفة "يوميوري" أنه سيعلن استقالته في في يوليو/تموز الجاري.
وأفادت تقارير أخرى بأن الدعوات لرئيس الوزراء البالغ 68 للاستقالة تزايدت ضمن صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وخلال انتخابات الأحد، فشل الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر "كوميتو" في المحافظة على الأغلبية بفارق ثلاثة مقاعد.
جاء ذلك بعد أشهر من اضطرار ائتلاف إيشيبا للدخول في حكومة أقلية في مجلس النواب الأكثر نفوذا، في أسوأ نتيجة يحققها الليبراليون الديمقراطيون منذ 15 عاما.
وشكلت نتائج الانتخابات الأخيرة "ضربة قاضية" لإيشيبا بعد انتخابات مجلس النواب في أكتوبر/تشرين الأول.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز