علاقات الإمارات واليابان.. تاريخ راسخ ومستقبل واعد
علاقات التعاون المشترك تعكس اتجاه وأهداف قادة ومسؤولي الإمارات واليابان، وسعيهم الدؤوب لتحقيق الأهداف المشتركة ومصالح الشعبين الصديقين.
تطور نوعي يفتح مجالاً أرحب للعلاقات بين الإمارات واليابان شهدتها السنوات الأخيرة، ليست آخرها الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الإمارات حاليا ولا الزيارة التاريخية التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى دولة اليابان خلال الفترة من 25 إلى 26 فبراير/شباط 2014.
زيارة رئيس الوزراء الياباني الحالية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تستمر على مدار يومين، ليست الأولى؛ فقد سبقتها زيارة أخرى في مطلع مايو/أيار عام 2013.
زيارات لا تتوقف تعبّر عن تاريخ ممتد من العلاقات الثنائية يعززها قادة الدولتين، وتنبئ عن عزمهم مواصلة تقوية الشراكة الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، لتعكس علاقات التعاون المشترك اتجاه وأهداف قادة ومسؤولي الإمارات واليابان، وسعيهم الدؤوب لتحقيق الأهداف المشتركة ومصالح الشعبين الصديقين.
جذور تاريخية
تعود جذور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى عام 1971، أعقبها افتتاح سفارة الدولة في طوكيو في ديسمبر/ كانون الأول عام 1973، بينما تم افتتاح سفارة اليابان في أبوظبي أبريل/ نيسان عام 1974.
وتوجت هذه العلاقات بالزيارة التاريخية التي قام بها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اليابان في مايو/ أيار 1990، في إطار جوله قام بها مؤسس الدولة رحمه الله شملت كلا من الصين وإندونيسيا إلى جانب اليابان.
كما زار اليابان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في عام 1970، حينما كان حينها ولياً لعهد أبوظبي، ليفتتح جناح الإمارات في إكسبو أوساكا، والتقى آنذاك ولي عهد اليابان في حينها إمبراطور اليابان الحالي أكيهيتو.
وبعد 20 سنة قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة ثانية إلى اليابان، وكان في استقباله إمبراطور اليابان أكيهيتو.
أما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فيزور اليابان بشكل منتظم، وكانت زيارته الناجحة لليابان عام 2007، حيث استقبله إمبراطور وولي عهد اليابان.
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دولة اليابان خلال الفترة من 25 إلى 26 فبراير/ شباط 2014.
وزار ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو وقرينته الإمارات في 24 يناير/ كانون الثاني من عام 1995.
وفي مطلع مايو/ أيار 2013 زار رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
زيارات متبادلة وتفاهم مشترك
شمل التعاون بين البلدين جميع مجالات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، فاليابان هي الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم، حيث بلغ حجم التبادل التجاري (غير النفطي) بين البلدين في عام 2016، 14 مليارا، و570 ألف دولار أمريكي، في حين بلغ عدد الشركات اليابانية المستثمرة في دولة الإمارات 111 شركة، وبلغ عدد الشركات الإماراتية المستثمرة في اليابان 5 شركات.
ولم تتوقف الزيارات الرسمية بين البلدين التي توثق وتعزز ذلك التعاون، حيث بلغت على مستوى المسؤولين بين البلدين منذ 2014 نحو 17 زيارة رسمية، شملت مختلف القطاعات من الاقتصاد إلى البيئة حتى التعليم والشباب والتجارة والدبلوماسية على مختلف المستويات.
كما قام عدد من رؤساء جمعية الصداقة بين دولة الإمارات واليابان بزيارات متعددة لدولة الإمارات، التقوا خلالها كبار المسؤولين بالدولة.
علاقات البلدين على صعيد التعاون المشترك أكدتها اتفاقيات ومذكرات تفاهم عديدة في مجالات التبادل الأكاديمي وفي المجال البترولي وفي مجال الجودة والمطابقة، واتفاقات بين غرف التجارة والصناعة في الإمارات واليابان التي أكدت جميعها أن دولة الإمارات مع اليابان تجمعهما علاقات كبيرة وقوية ومصالح مشتركة.
وأفاد تقرير سابق لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية ”جيترو”، بأن نسبة 40 % من توسع الشركات اليابانية تتركز في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوقعت المنظمة أن فوز دبي بتنظيم معرض إكسبو 2020 العالمي سيوجد فرصاً تجارية كبيرة للشركات اليابانية، خصوصاً قطاع البناء.
اتفاقيات ثنائية
في عام 2011، وقعت إمارة أبوظبي واليابان اتفاقية لإنشاء مجلس أبوظبي اليابان الاقتصادي، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية التبادل التجاري في قطاع السلع والخدمات، وتطوير الاستثمارات بين الجانبين لإرساء التعاون الاقتصادي وترسيخ استمرار تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الجانبين.
في فبراير/ شباط 2013 استضافت أبوظبي ملتقى "أبوظبي- اليابان" الاقتصادي 2013 الذي يؤسس لعلاقات اقتصادية واستثمارية استراتيجية، وتم على هامش الملتقى توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من الجهات الحكومية والتعليمية في البلدين.
في مايو/ أيار 2013 أيضاً خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لدولة الإمارات تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومؤسسة اليابان واتفاقية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما تم خلال نفس الزيارة توقيع اتفاقيتين لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب المفروضة على الدخل.
في يناير/ كانون الثاني 2014 زار وفد ياباني الاتحاد النسائي العام، وأشاد بجهود الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في دعم وتشجيع المرأة الإماراتية.
وثمن الوفد دور الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجالات العطاء الإنساني على المستوى العالمي.
وفي الشهر نفسه (يناير/ كانون الثاني 2014)، وقع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة طوكيو اتفاقية للتعاون الأكاديمي والبحثي، تمهيداً لإبرام شراكات متعددة ومثمرة بين الطرفين.
وتغطي المجالات التي تشملها الاتفاقية تبادل الباحثين من أعضاء هيئة التدريس والطلبة الخريجين وتنفيذ بحوث وندوات مشتركة وتبادل المنشورات والمعلومات والمواد البحثية، فضلا عن المحاضرات والدورات التي يديرها باحثون وأكاديميون.
وفي 2014 أيضاً أبدى الجانبان الإماراتي والياباني نيتهما لإقامة "حوار أمني شامل" بين الجهات المعنية بكلا البلدين، لمناقشة الأوضاع الإقليمية وقضية الأمن البحري، بما في ذلك أمن ممرات الاتصالات البحرية ومكافحة القرصنة ومنع الانتشار النووي ومحاربة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث.
وفي مارس/ آذار 2016 وقعت وكالة الإمارات للفضاء مذكرة تفاهم مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، بهدف تعزيز التعاون في أنشطة استكشاف الفضاء الخارجي والاستفادة منه في أغراض سلمية.