انخفاض غير مسبوق في عدد المواليد باليابان.. الأسر لا تستجيب لحوافز الإنجاب
تشير التوقعات الأولية للعام 2025 إلى أن اليابان شهدت انخفاضًا غير مسبوق في عدد المواليد.
وقال تقرير نشرته صحيفة الغارديان إنه من المتوقع أن يأتي رقم المواليد أقل من أدنى التقديرات الرسمية الصادرة عن الحكومة.
ويعكس هذا التراجع استمرار أزمة السكان التي تواجهها البلاد منذ عقود، وهو ما يثير مخاوف اقتصادية واجتماعية متزايدة.
مخاوف اقتصادية واجتماعية
وتواجه اليابان تحديًا مزدوجًا يتمثل في شيخوخة السكان وانخفاض معدلات الولادة، وهو ما يضغط على سوق العمل ويدفع الحكومة إلى التفكير في سياسات أكثر جرأة لدعم الأسر وتشجيع الإنجاب.
ووفق الخبراء، فإن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تقلص القوة العاملة بشكل كبير في العقود القادمة، ما قد يؤثر على النمو الاقتصادي والإنتاجية بشكل عام.
- النداء الأحمر الديمغرافي.. فرنسا على شفا أزمة سكانية كارثية
- انهيار معدل المواليد في اليابان يمزق صناعة حفاضات الأطفال
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المواليد في اليابان قد سجل انخفاضًا مستمرًا خلال السنوات الأخيرة، رغم جهود الحكومة لتقديم حوافز مالية للأسر، مثل دعم الأطفال وبرامج رعاية ما قبل المدرسة. ورغم ذلك، لا تزال هذه التدابير غير كافية لمواجهة الاتجاهات الديموغرافية العميقة والمتجذرة في المجتمع الياباني، بما في ذلك تفضيل الحياة العملية والاستقرار المالي قبل الزواج والإنجاب.
تحذيرات عديدة
وتحذر التحليلات من أن انخفاض عدد السكان الصغار سيؤدي إلى زيادة نسبة كبار السن في المجتمع، وهو ما يرفع من تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية على الحكومة ويضغط على برامج التقاعد. كما يشير الخبراء إلى أن الأثر الاقتصادي لهذه الظاهرة قد يمتد إلى القطاعات الإنتاجية، بما في ذلك الصناعات التقليدية والتقنية، التي تعتمد على القوى العاملة الشابة والماهرة.
في هذا السياق، تؤكد الحكومة اليابانية على ضرورة تبني استراتيجيات متكاملة لمعالجة أزمة السكان، تشمل ليس فقط الدعم المالي للأسر، بل أيضًا تحسين بيئة العمل وتشجيع الموازنة بين الحياة المهنية والعائلية، بالإضافة إلى تعزيز برامج الهجرة المنظمة لجذب الكفاءات الأجنبية.
وبالرغم من هذه الإجراءات، يظل التحدي كبيرًا، حيث تشير الدراسات إلى أن التغيير في العادات الاجتماعية والثقافية يستغرق سنوات طويلة، وقد لا تكون التدابير الحكومية وحدها كافية لتعديل مسار الانخفاض السكاني بشكل جذري. ومع استمرار هذه الاتجاهات، يبدو أن اليابان مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات الديموغرافية التي ستؤثر على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وبحسب التقرير، فإن انخفاض عدد المواليد المتوقع في عام 2025 ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو مؤشر على أزمة هيكلية تواجه اليابان، تستدعي إعادة التفكير في السياسات العامة وتبني استراتيجيات مبتكرة لضمان استدامة المجتمع والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز