في اليابان.. أناس يموتون بمفردهم وشركة تنظيف لتأهيل منازلهم
اليابان لديها شركة متخصصة في التنظيف بعد حالات "الموت وحيدا" تسمى "نيكست Next"
يحدث في كل بلاد العالم أن يموت كبار سن يعيشون بمفردهم في منازلهم، لكن لا دولة تشبه اليابان التي تعتبر الأكثر شيخوخة في العالم؛ حيث إن أكثر من ربع السكان تزيد أعمارهم على 65 عاما، وهذا الرقم سيزيد إلى 40% بحلول عام 2050.
وتختلف اليابان في أن لديها شركة متخصصة في التنظيف بعد حالات "الموت وحيداً" تسمى "نيكست Next".
أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً عمن يموتون بمفردهم في اليابان، بدأته بالحديث عن رائحة كريهة تنبعث من إحدى الشقق، وبداخلها كان هناك بقعة واضحة على الأريكة التي كان الجثمان موجوداً عليها، لكن كل من الأريكة والملابس والجرائد وتذاكر سباق الخيول كان يغطيهم الديدان والذباب.
كان الأمر ليكون أسوأ لو توفي الرجل في الصيف وتعفن لعدة أشهر في الحرارة الشديدة بدلًا من التجفف مع اقتراب فصل الشتاء.
تقديرات أعداد الأشخاص الذين يموتون بمفردهم من الصعب الحصول عليها، حيث لا تقوم الحكومة المركزية بجمعها، لكن الأرقام الإقليمية توضح زيادة كبيرة خلال العقد الماضي، حيث تظهر بعض التقديرات أن حوالي 30 ألف شخص في اليابان يموتون على هذا النحو سنوياً.
ومع تزايد أعداد الأشخاص الذين يموتون بمفردهم، تزداد أعمال قطاع التنظيف بعد الموتى الوحيدين. كثير من الشركات تقدم هذا النوع من الخدمة، وقد بدأت شركات التأمين في بيع بوليصات تأمين لحماية الملاك حال وفاة المستأجرين داخل شققهم، وتغطي المخططات تكلفة تنظيف الشقة وتقديم تعويضات عن خسارة الإيجار.
لكن كاواساكي من جنوب طوكيو لم يكن لديه مثل هذا التأمين، لذا كان يدفع لشركة "نيكست" 2250 دولاراً من أجل جعل الشقة الصغيرة قابلة للاستئجار مجدداً.
المستأجر هيرواكي (54 عاماً) تخلف عن سداد الإيجار لعدة أشهر، لذا ذهب إليه أحد ممثلي شركة العقارات لاكتشاف السبب، وعندما فتح الباب وجد هيرواكي ميتاً على الأريكة، وعلى الأرجح كان على هذا الوضع لحوالي 4 أشهر؛ حيث كان جسده جافاً إضافة إلى الأريكة والأرضية حوله.
على الرغم من أنه كان هناك ذباب وديدان في كل مكان إلا أن الرائحة لم تكن سيئة بالشكل الذي يجعلها تزعج الجيران أو المتجر الموجود أسفله مباشرة.
بعد إزالة الجثمان اتصلت شركة العقارات بشركة "نيكست"، التي حضر طاقم منها مكون من 4 أفراد ومعهم شاحنة فارغة ورداء واق للجسد.
أول شيء قام الطاقم بإزاحته كانت الأريكة، التي كان عليها آثار بنية وديدان والتي كانت المصدر الرئيسي للرائحة، وتم وضعها داخل حقيبة بلاستيكية ووضعها بالشاحنة.
كانت الشقة مثالًا على شخص يعيش حياته وحيداً، فقد كانت تحوي صحون "النودلز"، وزجاجات مشروبات غازية، وعلب قهوة فارغة، وأعقاب سجائر ملقاة بالمطفأة، وعشرات القداحات، وجرائد تعود لشهور، وملابس ملقاة في أكوام غير مرتبة.
تبين من الأوراق الخاصة بهيرواكي أن عمره 54 عاماً وأنه مطلق، وأنه عمل مهندس نظم لمدة 20 عاماً، بما في ذلك العمل لفترات محددة داخل شركات كبيرة مثل نيسان، ودائماً كان يعمل في وظائف تعاقدية مما يعني أنه لم يكن لديه مزايا، وكان في حاجة إلى رعاية اجتماعية تدعم دخله البسيط.
وتوضح صور جواز السفر أنه كان رجلًا عادياً؛ حيث شعره رمادي اللون مقسوم من المنتصف، ويرتدي نظارة، أيضاً تواجد بالشقة ألبومات صور لكن لا أحد منها كان به صور لهيرواكي.
لا تعلم شركة التنظيف كيف توفي هيرواكي أو سبب وفاته في هذا السن الصغير نسبياً، لكن كانت شقته ممتلئة بالأدوية.
عادة ما يتم اكتشاف وفيات كبار السن بعد مرور أشهر على الوفاة؛ إما بسبب امتلاء صناديق البريد الخاصة بهم أو تأخرهم عن دفع الإيجار أو أن الرائحة أصبحت ظاهرة جداً، لكن أيضاً تحدثت تقارير عن وجود أشخاص في الأربعينات من عمرهم يموتون بمفردهم أيضاً.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA=
جزيرة ام اند امز