جنين الفلسطينية محبوسة في "المنزل والحديقة"
غارات إسرائيلية جوية وبرية مكثفة على مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، في تصعيد يُنذر بارتفاع مستوى التوتر في الأراضي الفلسطينية.
الجيش الإسرائيلي يقول إن العملية العسكرية، التي بدأها يوم أمس، لا تستهدف المدنيين وستكون محدودة النطاق لغرض إعادة الردع الإسرائيلي وإنهاء استخدام جنين كمدينة ملاذ ونقطة انطلاق للمسلحين.
أما الجانب الفلسطيني فيقول، على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، إن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
وتتركز العملية الإسرائيلية، التي أطلق عليها اسم "المنزل والحديقة"، على مخيم جنين للاجئين، المكتظ بالسكان في المدينة التي تحمل الاسم ذاته.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارات الجوية والبرية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 25 آخرين، فيما ذكرت رواية الجيش الإسرائيلي أن العملية قتلت ما لا يقل عن سبعة أشخاص مستهدفين.
ووفق ما ذكرته وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، فقد بدأت القوات الإسرائيلية عمليتها على مدينة جنين ومخيمها، بقصف منزل وسط المخيم، ما أسفر عن مقتل الشاب سميح أبوالوفا وإصابة آخرين بجروح مختلفة.
ولاحقا، تعرضت عدة أهداف داخل المخيم وعلى أطرافه للقصف بالصواريخ، قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية مدنية جنين، مدعومة بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة.
تعزيزات إسرائيلية حاصرت المدينة والمخيم، وقطعت الطرق التي تربط بينهما، واستولت على عدد من المنازل المطلة عليهما، فضلا عن قطع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم، بحسب شهود عيان.
ووفق "وفا"، تحاصر القوات الإسرائيلية مخيم جنين من مختلف الجهات وتمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
كما ألحقت الجرافات أضرارا جسيمة بممتلكات المواطنين، ودمرت العديد من المركبات والطرق الرئيسية المؤدية إلى المخيم.
وفي بيان مشترك، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك إنهما هاجما مركز قيادة يقع بالقرب من مدرستين للأونروا وعيادة صحية في مخيم جنين للاجئين، "كان يستخدمه فصيل فلسطيني لاستهداف قواتنا".
وبحسب المصدر نفسه، كانت العملية قيد التخطيط خلال العام الماضي وتم تأجيلها مرتين، قبل أن يتم اتخاذ القرار أخيرا بعد عطلة عيد الأضحى.
من جهته، قال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل ستتخذ إجراءات حازمة في هجومها ضد أي شخص يحاول إيذاء الإسرائيليين.
مضيفاً على تويتر: "نحن نراقب أعداءنا عن كثب ومستعدون لأي احتمال".
جنين في سطور
تم إنشاء مخيم اللاجئين في شمال الضفة الغربية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان هدفا لغارات مميتة متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يقول إنه يرد على الهجمات التي تستهدف المدنيين داخل إسرائيل، و"التي تم التخطيط لها في جنين".
وقبل نحو عشرين عاما، شنت إسرائيل عملية كبيرة في جنين، قتل خلالها 53 فلسطينيا أكثر من نصفهم من المدنيين، إلى جانب مقتل 23 عسكريا إسرائيليا، في عشرة أيام من القتال العنيف.