جيني إسبر لـ«العين الإخبارية»: والدتي ودعتني في المنام قبل وفاتها
في لقاء حصري، تحدثت الفنانة جيني إسبر عن نشأتها بين أوكرانيا وسوريا، وتحديات دخولها عالم الفن، وتفاصيل علاقتها بأسرتها وشكل شخصيتها ونظرتها للحياة.
في لقاء حصري عبر بودكاست "العمر" على "العين الإخبارية"، تحدّثت الفنانة السورية جيني إسبر عن مراحل حياتها المختلفة، والصعوبات التي واجهتها، وكيف شكّلت تجاربها الشخصية والمهنية شخصيتها اليوم.
بدأت جيني حديثها عن طفولتها في أوكرانيا، موضّحة أن الحياة هناك كانت مختلفة عن الحياة السورية، سواء من حيث التربية أو النمط الاجتماعي. وقالت: "أنا تربّيت في بيئة غربية، لكن فيها أساس ومبادئ. كان هناك احترام للأسرة والترابط بين الأجيال، وشيء جميل أن الأسرة تهتم ببعضها".
أسرار جديدة من حياة جيني إسبر
وعن الفرق بين التربية الغربية والشرقية، أشارت جيني إلى أن الحرية في أوكرانيا كانت مشروطة بالتعليم على الصواب والخطأ، على عكس البيئة الشرقية التي تبقى فيها العائلة تتحكّم بمسار الأطفال بشكل أكبر حتى سن الثامنة عشرة. لكنها أكدت أن والديها كانا نموذجين متكاملين؛ فوالدها الديمقراطي كان يترك لها حرية اتخاذ القرار مع تحمّل مسؤولياته، بينما والدتها كانت صريحة ومباشرة، وهو ما شكّل فيها مزيجًا من الصراحة والدبلوماسية.
وتطرّقت إلى حياتها المبكرة في أوكرانيا وكيف انتقلت إلى سوريا مع عائلتها بسبب الوضع الأمني غير المستقر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينات، مما جعل والديها يحرصان على نقل الأسرة إلى بيئة أكثر أمانًا. وتحدّثت عن صعوبة التكيف مع المجتمع السوري بعد حياة متحررة نسبيًا في أوكرانيا، موضّحة: "كان صعبًا عليّ فهم طريقة تعامل الناس، خاصة فيما يتعلق بالعادات الاجتماعية ونظرة المجتمع للفتيات".
بداية جيني إسبر الفنية
عن دخولها مجال الفن، ذكرت جيني أن اسمها الأجنبي كان سببًا في تميزها، إضافة إلى خلفيتها في عروض الأزياء، التي كانت وقتها تجربة نادرة للفتيات السوريات. وقالت: "هذه العوامل ساعدت الناس على تذكر اسمي، لكن العمل الفني والاجتهاد هما ما يعكسان الجهد الحقيقي وراء الشهرة."
وعن التحديات التي واجهتها كفنانة، لفتت إلى التضحيات الشخصية، مثل الاستغناء عن بعض جوانب حياتها الخاصة، قائلة: "الفنان حياته كلها ملك لمهنته، عليك أن تعمل على نفسك باستمرار لتبقى موجودًا، وهذا مرهق جدًا".

حياتها الأسرية وفقدان والدتها
تحدّثت جيني أيضًا عن تأثير فقدان والدتها، مؤكدة أن فقدان الأهل لا يُعوَّض أبدًا، وأنها تخاف من أحلامها لأنها غالبًا تتحقق، مستذكرة حلمها الأخير الذي رأت فيه والدتها قبل وفاتها.
وعن شخصيتها في الصغر، قالت: "كنت متفائلة جدًا وأرى الحياة وردية، لكن التجارب علمتني أن حسن الظن بالناس ليس دائمًا في محله، وأن الغيرة والحسد من أسوأ الصفات الإنسانية، وهو ما جعلني أقصر دائرة معارفي ورفاقي". وأضافت: "مع النضوج تعلّمت الهدوء وإدارة العلاقات بشكل أفضل، واكتشفت أن تراكم التجارب الصعبة يعلّم الإنسان الكثير."
فيما يتعلق بالاندماج بالمجتمع السوري بعد العودة من أوكرانيا، أكدت أن الأمر لم يكن سهلًا، خاصة في الجامعة، حيث كانت تواجه صعوبات اللغة واللهجة والمواقف الاجتماعية. لكنها أكدت أنها استطاعت التكيف بمرور الوقت، وقالت: "استوعبت طبيعة المجتمع وتعلّمت كيف أتعامل معه، حتى أصبحت جزءًا منه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز