كنيسة القدس تتحرك قانونيا ضد الاستيطان الإسرائيلي
تثبت الأدلة الجديدة التي استطاعت بطريركية الروم الأرثوذكس الحصول عليها أن جمعية "عطيرت كوهانيم" وشركاتها قامت بتزوير وثائق
تقدمت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس بدعوى قضائية جديدة ضد جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية الإسرائيلية المتطرفة وشركاتها؛ بهدف إبطال قرارات قضائية إسرائيلية سابقة صادقت على صفقات وصفتها البطريركية بـ"المشبوهة" لتسريب فندقين في ميدان عمر بن الخطاب بباب الخليل ومنزل في المُعظمية ببلدة القدس القديمة.
وقالت البطريركية: "إنها في دعواها التي تقدمت بها الإثنين تفضح ممارسات الغش والخداع والرشوة التي تحاول جمعية "عطيرت كوهانيم" المتطرفة من خلالها السيطرة على أملاك البطريركية".
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قضت في شهر يونيو/حزيران الماضي بصحة صفقات حصلت بموجبها جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية على فندقي "إمبريال" و"بترا" في ميداني عمر بن الخطاب ومنزل الأعظمية في الحي الإسلامي ببلدة القدس القديمة.
وتنشط جمعية "عطيرت كوهانيم" في الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية ببلدة القدس القديمة في مسعى لمنع تحويلها إلى عاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا.
وكانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس حاولت على مدى عامين ماضيين إقناع المحاكم الإسرائيلية بأن صفقات "عطيرت كوهانيم" يشوبها فساد مالي وعمليات غش وخداع.
وقالت البطريركية في بيان أرسلته لـ"العين الإخبارية": "إيمانا منا بأن الحق لا بد أن ينجلي فإن البطريركية ومن خلال مستشاريها القانونيين والمحامين نجحت في الحصول على بيانات وأدلة دامغة تثبت بطلان وفساد الصفقة التي يرفضها غبطة بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوس الثالث والكنيسة جملة وتفصيلا".
وأضافت: "تبين للبطريركية أن جمعية "عطيرت كوهانيم" بواسطة مديرها العام المدعو ماتي دان اعتادت في ذلك الحين دفع الرشى؛ من أجل "تسيير أمورها" بخصوص عقارات البطريركية، كما تزامنت هذه الجهود مع قيام السلطات الرسمية الإسرائيلية مثل البلدية ودائرة الضرائب باتخاذ إجراءات تعسفية ضد مستأجري عقارات البطريركية بهدف التضييق عليهم".
ولفتت إلى أنه: "تثبت البيانات والأدلة الجديدة التي استطاعت البطريركية الحصول عليها أن جمعية "عطيرت كوهانيم" وشركاتها قامت بتزوير وثائق، وبتقديم إجراءات قضائية استنادا إلى هذه الوثائق المزورة، رغم علمها بأنها مزورة، كما تثبت هذه الأدلة أن الصفقات المشبوهة سنة 2004 تمت لقاء رشى دفعتها جمعية "عطيرت كوهانيم".
وقالت: "بعد استلام البينات الجديدة، قام طاقم المستشارين القانونين بالبطريركية بدراسة هذه البينات وتنقيحها وتقييمها، وخلصوا إلى نتيجة مفادها بأن هذه البينات التي حصلت عليها البطريركية بعد صدور قرار محكمة العدل العليا لصالح جمعية "عطيريت كوهانيم" المتطرفة من شأنها أن تدفع المحكمة على إعادة النظر في قرارها".
واعتبرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أن "الجمعية الاستيطانية المتطرفة "عطيريت كوهانيم" تحاول ضرب الوجود المسيحي الأصيل في مدينة القدس من خلال محاولاتها الاستيلاء على أملاك البطريركية في باب الخليل/ميدان عمر بن الخطاب وبيت المعظمية، وتؤكد البطريركية أن تغيير الوضع القائم "الستاتيكو" في البلدة القديمة من القدس خاصة في باب الخليل المدخل الرئيسي للبطريركيات وإلى كنيسة القيامة سيُخِل بالفسيفساء والتوازنات التي حافظت على علاقات طيبة بين أبناء المدينة من جميع الأديان طيلة مئات السنين الماضية".
وقالت: "تُشدد البطريركية على أن أملاكها الواقعة داخل أسوار القدس هي عقارات تابعة للكنيسة أعدت لخدمة حجاج المدينة المقدسة وزوار مقدساتها وعلى رأسها كنيسة القيامة. وستظل البطريركية تمارس حقها وواجبها في الحماية والدفاع عن نفسها وهذه المقدسات والإرث الكنسي".