العرب ينتفضون بدعم أوروبي ضد قرار ترامب.. القدس لنا
التحركات العربية تتسارع داخل مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية للتصدي للقرار الأمريكي المزمع بنقل سفارة واشنطن للقدس
على الأرجح سيكون 6 ديسمبر/كانون أول 2017 يوما مفصليا في مسار النزاع العربي الإسرائيلي، مع عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
فمن المنتظر أن يعلن ترامب، في وقت لاحق اليوم الأربعاء قراره الذي قوبل، وفق ما رصدته "بوابة العين" الإخبارية، بانتقادات دولية وحتى أمريكية، بوصفه يقوض عملية السلام المتعثرة أصلا.
تحرك عربي بمجلس الأمن
وكان محور الاعتراض في الجامعة العربية التي طالب مجلسها في اجتماع طارئ لبحث القضية، أمس الثلاثاء، واشنطن وجميع العواصم بالالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، والتي تحظر تغيير الوضع القانوني في المدينة المحتلة.
وكلّفت الجامعة المجموعة العربية في نيويورك بدراسة الطرق الفعالة للتصدي لأية خطوة من هذا النوع، من خلال أجهزة الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن.
وتم الاتفاق أيضا على إبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد دائم، لمتابعة التطورات في هذا الشأن، مع النظر في الدعوة للانعقاد على المستوى الوزاري في أسرع وقت ممكن إذا اقتضت الحاجة.
وانتقدت الإمارات الخطوة بوصفها مخالفة للقرارات الدولية، إلى جانب كونها إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي.
وصرح أحمد عبد الرحمن الجرمن، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي بدولة الإمارات، أن القرار الأمريكي يمثل انحيازا غير مبرر في موقف واشنطن المحايد، في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل على تحقيق السلام.
ومن القاهرة، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على موقف بلاده الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
وفي محادثة تلقاها، أمس الثلاثاء، من ترامب، أبلغه فيها بخطته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أضاف السيسي أن الخطوة من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط، بحسب المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي.
وفي مهاتفة مماثلة أبلغ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس الأمريكي أن اتخاذ هذه الخطوة قبل الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة.
وأشار سلمان الذي تتبنى بلاده مبادرة منذ 15 عاما، لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وسط تعنت من قبل تل أبيب، أن قرار ترامب يُعد استفزازا لمشاعر المسلمين كافة، نظرا لمكانة القدس العظيمة عندهم.
وأكد أن سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.
تنسيق عربي إسلامي
فيما دعت المملكة الأردنية لعقد اجتماعين طارئين لمجلس وزراء الجامعة العربية، السبت المقبل، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في اليوم التالي، لتنسيق المواقف إزاء تبعات القرار الأمريكي.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد حذر، خلال اتصال هاتفي تلقاه الثلاثاء من ترامب، من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ورأى الملك عبد الله أن خطوة ترامب ستقوض جهود إدارته لاستئناف العملية السلمية، ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.
كما أعرب العاهل المغربي محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، عن قلق الدول والشعوب العربية والإسلامية إزاء نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.
وفي رسالة بعثها إلى ترامب، قال العاهل المغربي إن مدينة القدس تشكل أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.
الحق التاريخي
وخلال اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي بحث قضية القدس، أكد مندوب الكويت أحمد البكر على حق الفلسطينيين التاريخي في السيادة على المدينة المقدسة.
ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، دعا البكر، الولايات المتحدة لتغليب صوت العقل والحكمة في التعامل مع هذا الموضوع الحساس، والحفاظ على دورهم كوسيط نزيه بعملية السلام.
وفلسطينا، كثّف الرئيس محمود عباس، مطلع الأسبوع الجاري، اتصالاته مع زعماء العالم لإطلاعهم على ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وما هو المطلوب من أجل حماية مقدساتها.
وبعيدا عن المنطقة العربية، هدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس الثلاثاء، بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال تنفيذ ترامب لوعوده.
ووصف وضعية القدس بأنها "خط أحمر للمسلمين".
رفض أوروبي
ومن الغرب، حذر الاتحاد الأوروبي من عواقب سلبية لأية خطوات أحادية الجانب حول تغيير وضع القدس، مؤكدا تمسكه بعملية السلام في الشرق الأوسط.
ومن باريس، ذكر قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، عن "قلقه من احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب واحد".
وأكد ماكرون أن مسألة وضع القدس يجب حلها في إطار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام.
من جهته، حذر زيجمار جابرييل وزير خارجية ألمانيا، من خطورة القرار الأمريكي بوصفه سيعمق الصراع في الشرق الأوسط.
ونقلت شبكة "أي بي سي" نيوز الأمريكية عن جابرييل قوله إن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لن يهدئ من حدة الصراع بل سيزيده وقد يؤدي إلى تطورات خطيرة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA=
جزيرة ام اند امز