إدانة تركية "غير متوقعة" لهجوم القدس تثير غضبا فلسطينيا
الإدانة التركية "غير المتوقعة" لهجوم القدس، أثارت غضبا فلسطينيا، إذ وصفها ناشطون بأنها لا تتفق مع مواقف تركيا من المقاومة الفلسطينية
أثارت الإدانة التركية "غير المتوقعة" لهجوم القدس، غضبا فلسطينيا؛ إذ وصفها ناشطون بأنها لا تتفق مع مواقف تركيا من المقاومة الفلسطينية.
ووقع الهجوم ظهر الأحد في متنزه بحي المندوب السامي بالقدس في نقطة تشهد عادة انتشارا أمنيا قويا ونفذ العملية الشاب فادي القنبر (28 عاما) بواسطة شاحنة قادها بسرعة باتجاه مجموعة من الجنود نزلت للتو من حافلة.
وقدم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، تعازيه لضحايا الهجوم، في تصريحات أدلى بها في مطار أسينبوغا بعد عودته من زيارته إلى العراق، فيما أدان نائبه محمد شيمشيك العملية واصفًا إياها بأنها "عملية إرهابية حقيرة"، وذلك عبر تغريدة في موقع تويتر.
وطالب الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور سعيد الحاج الناشطين بالتعقيب على إدانة رئيس الوزراء التركي ونائبه عبر موقع تويتر من خلال الإشارة إلى أن "المقاومة ليست إرهاباً" وأنه "لا وجود لداعش في فلسطين"، في إشارة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، التي قال فيها إنهم يعرفون هوية المهاجم وإنه بحسب كل المؤشرات مؤيد لداعش.
ودعا الحاج إلى التأكيد على أن "الحديث عن داعش تسويق للدعاية الصهيونية الكاذبة لتجريم وتشويه المقاومة، وأن "القدس أرض محتلة، والعملية استهدفت جنوداً مسلحين".
وأكد الحاج في منشور على صفحته في موقع فيس بوك أن "القانون الدولي يشرع المقاومة ضد الاحتلال"، وأن " تركيا تغامر بهذه التصريحات بمكانتها في العالم العربي، التي حصلتها بدماء شهدائها في سفينة مافي مرمرة وقمة دافوس".
ويبدو أن الناشطين لم ينتظروا دعوة الحاج؛ إذ استقبل حساب شيمشيك عشرات التغريدات الغاضبة من ناشطين فلسطينيين، طالبوه بالاعتذار عن هذه التغريدة.
وقال أدهم أبو سليمة: "موقفك هذا يستوجب الاعتذار، ولا نقبل أن تمرر هكذا رسائل على حساب المعاناة والوجع الفلسطيني".
ووصف شريف سمير التصريح، بأنه "عار على تركيا ورئاستها وحكومتها وشعبها وشهدائها"، مضيفاً: "عليك أن تسحبه وتعتذر لدماء الشهداء الذين قتلهم الصهاينة".
ورد نائب رئيس الوزراء التركي على هذه التصريحات الغاضبة، موضحاً أنه أدان الإرهاب، وأن هذه الإدانة ليس لها علاقة بالحق المشروع للشعب الفلسطيني.
ولم يجد التوضيح صدى عند المهاجمين، الذي عادوا لمهاجمته، وقال محمد سعيد نشوان: " هل تعرف معنى الإرهاب؟ الإرهاب أن يموت الأتراك في البحر بدم بارد على بعد أميل من غزة.. الإرهاب أن يحتلوا أرضنا ويطردونا منها".
ومن جهته، وصف الباحث والمحلل السياسي التركي جاهد توز تغريدة نائب رئيس الوزراء شيمشيك بأنها "غير معقولة"، وقال، في تسجيل صوتي له، إن مكتب نائب رئيس الوزراء أكد أن الإدانة جاءت في سياق الموقف التركي تجاه التنظيمات الإرهابية.
وكانت الولايات المتحدة قد أدانت الهجوم ووصفته بـ"الجبان"، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس "نقدم دعمنا الكامل لشركائنا الإسرائيليين الذين يعملون على إيجاد الجهة التي تقف وراء الهجوم"، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا.
وأضاف: "أعمال جبانة كهذه لا يمكن أبداً تبريرها، ونحن نناشد الجميع أن يبعثوا رسالة واضحة لا لبس فيها بأن الإرهاب لا يمكن أبداً تحمله".
وفي وقت لاحق كتب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن على تويتر: "أدين بشدة الاعتداء الإرهابي الجبان في القدس اليوم، وأصلي من أجل الضحايا والجرحى وعائلاتهم".