قصة حب في أحضان الهيمالايا.. ابنة الشعب تطلب الزواج من الأمير
لم تكن تعلم جيتسون بيما، الفتاة البوتانية العادية وهي في الـ7 من عمرها، أن صدفة لقائها بولي عهد بلادها آنذاك، ستغير مسار حياتها للأبد.
كانت "بيما" مثلها مثل غيرها من فتيات مملكة بوتان الصغيرات العاديات، حين قابلت ولي عهد المملكة آنذاك جيجمي خيسار نامجيال وانجتشوك، البالغ من العمر 17 عاماً، فتغيرت حياتها تماماً، لتصبح بعد 14 عاماً ملكة البلاد.
جيتسون بيما، صاحبة الـ30 عاماً الآن، هي ملكة مملكة بوتان وأصغر ملكة في العالم.
وهي البرجوازية السابقة، التي أحبها ملك البلاد الحالي وقرر بسببها التخلي عن عادة قانون تعدد الزوجات، معلناً أنه لن يتزوج امرأة أخرى مطلقاً، وستكون هي زوجته الوحيدة في المستقبل.
التقى الزوجان الملكيان الآن، لأول مرة خلال نزهة عائلية، عندما كانت "بيما" في الـ7 من عمرها ووانجتشوك في الـ17.
ووقع ولي العهد على الفور في حبها، على الرغم من صغر سنها، وفرق 10 أعوام بينهما، وفقاً لمجلة "vanity fair" في نسختها الإيطالية.
على الرغم من أن "بيما" تعتبر من عامة الشعب، إلا أن لعائلتها صلات عديدة بالعائلة المالكة.
وهذه الفتاة البوتانية التي فتنت بولي العهد الوسيم في هذه النزهة العائلية، فاجأته قائلة بطفولية: "أود أن أتزوجك"، وهو الاعتراف الذي أربك وانجتشوك.
وعندما سألها عن السبب، أجابته بدون أي تردد: "أنا معجبة بك"، ليستحوذ اعترافها الطفولي والبريء على قلب الأمير، فوعدها بأنه سيتزوجها عندما تكبر، إذا كانا ما زالا عازبين.
لم تكن ملكة بوتان الحالية تعلم أن الشاب الذي اعترفت له بإعجابها به وهي صغيرة، هو ولي العهد، لتكتشف الأمر وهي في سن الـ10، لتقرر إكمال دراستها لتكون على قدر المساواة مع وانجتشوك.
وتمر السنوات ليصبح وانجتشوك الأمير الشاب أحد أصغر ملوك العالم عندما تولى عرش والده، الملك جيجمي سينجي وانجتشوك، الذي تقاعد في عام 2006، ويتخرج من جامعتي بوسطن الأمريكية وأوكسفورد البريطانية.
أما "بيما" فتم قبولها في واحدة من أفضل المدارس الثانوية في الهند، وأثناء وجودها هناك، اجتازت اختبارات اللغة الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد بنجاح كبير.
وبعد عامين من تخرجها من المدرسة الثانوية، بدأت تعليمها العالي في جامعة ريجنت بلندن، وبالإضافة إلى Dzongkha ، اللغة الرسمية لبوتان، تتحدث "بيما" الإنجليزية والهندية بطلاقة، ولديها اهتمام كبير بالفن والتصوير والموسيقى البوتانية التقليدية.
وبعد سنوات عديدة، التقى الأمير الشاب آنذاك وانجتشوك بالطالبة الجامعية "بيما" مرة أخرى، ليقرر في ذاك الوقت أنه لن يكون له زوجة أخرى غير "بيما".
"كثيرون لديهم فكرتهم الخاصة عما يجب أن تكون عليه الملكة: جميلة بشكل غير عادي، وذكية، ورشيقة، لكن يهمني أنا أن تكون كفرد إنسانة طيبة، أما كملكة فينبغي أن تكون مستعدة لخدمة شعبها وبلدها، وبالفعل وجدت ملكتي واسمها جيتسون بيما"، بهذه الكلمات أعلن ملك بوتان لبرلمان بلاده نبأ زواجهما.
وفي الـ13 من أكتوبر من عام 2011، تزوجت "بيما" وهي في الـ21 من عمرها من الملك وانجتشوك صاحب الـ31 عاماً، في حفل زفاف ملكي أقيم على الطراز البوتاني التقليدي البسيط، قصة الحب التي تكللت بإنجابهما لطفلين ملكيين، 4 أعوام والآخر أقل من عام.
وعلى الرغم من أن والده الملك جيجمي سينجي وانجتشوك، لديه 4 زوجات، فإن وانجتشوك وعد بأن "بيما" ستكون زوجته الوحيدة وملكته لأنها ستظل دائماً في قلبه، ابنة الشعب التي أصبحت أسعد ملكة في العالم.