"لاك بعومر" 2021.. حج يهودي بطعم الموت
مشهد يبدو مأساويا إلى حد كبير في جبل ميرون بالجليل؛ هناك حيث تحول احتفال اليهود بعيد "لاك بعومر" السنوي إلى مأتم.
44 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم، وأصيب عشرات آخرون بجروح في تدافع ضخم حصل فجر الجمعة خلال الاحتفال الديني الذي شهد مشاركة عشرات الآلاف من اليهود المتشددين، في كارثة طبعت أضخم تجمّع تشهده إسرائيل منذ بدء جائحة كورونا.
وقال متحدّث باسم نجمة داود الحمراء: "أحصينا 38 قتيلا في مكان الحادث، لكن هناك قتلى آخرون في المستشفى"، فيما قال مصدر بمستشفى زيف، أحد المراكز الطبية التي نقل إليها الضحايا، إنّ المستشفى تلقّى 6 جثث، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية الأولية للكارثة إلى 44 قتيلا على الأقل.
وحددت السلطات عدد المشاركين بـ10 آلاف شخص، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أنه ربما كان هناك ما يصل إلى عشرة أضعاف هذا العدد من الأشخاص هناك.
ووسط ذلك الاكتظاظ، يقول شهود عيان إن التدافع بدأ حين انزلق عدد من الأشخاص من على منحدر مائل به أرضية معدنية وأقسام معدنية مموجة على كلا الجانبين، ما تسبب في تكدس المحتفلين فوق بعضهم البعض.
مأساة تبتر حج اليهود السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد.
أصل الذكرى
يؤم اليهود هذا المقام في رحلة حج تنظم سنويا بمناسبة عيد "لاغ بعومر" الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك أهلك أتباع الحاخام عكيفا، والاحتفال بالهيلولا، وهو ذكرى وفاة الحاخام شمعون بار يوحاي، القديس الأكثر احتراماً لدى يهود السفارديم. وقد كان هذا الحاخام من بين المؤسِّسين للتصوف اليهودي، ومؤلِّف كتاب الزوهار في القرن الثاني من العصر الحالي.
ويزور اليهود هذا القبر في اليوم الثالث والثلاثين بعد عيد الفصح اليهودي، وتقام احتفالات تتخللها عادات وطقوس مختلفة بينها التجمع حول النار، و"الحلاقة" لأول مرة للأطفال ممن بلغوا سن 3 سنوات.
وميرون بلدة شمالية، تقع على منحدرات جبل ميرون في الجليل الأعلى قرب صفد، تأسست في عام 1949 على أنقاض قرية فلسطينية مهجورة، وتشتهر بقبر الحاخام شمعون بار يوحاي.
في "جربة" التونسية أيضا
في جزيرة جربة التونسية، يحتفل اليهود أيضا بعِيد "لاك بعومر"، حيث يجتمع اليهود الشرقيون للحج في الغريبة، والسفارديم، وأغلبهم من أصول أندلسية وهاجروا إلى بلدان حوض المتوسط ومنها تونس.
ومن طقوس حج اليهود في جربة، كتابة الأمنيات على البيض وإضاءة الشموع، والرقص والغناء في كنيس الغريبة.
في الأثناء، يقوم آخرون بإضاءة الشموع داخل المعبد وإقامة الصلوات وترديد الأدعية.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز