كيف خسر "جيانلين" 32 مليار دولار؟.. سقوط إمبراطورية "واندا" الصينية

فقد تصنيفه كأغنى رجل في آسيا، وخسر 32 مليار دولار في 6 سنوات، إنه الملياردير الصيني وانج جيانلين، مالك شركة "داليان واندا جروب".
وتتشعب أصول شركة "داليان واندا جروب" خارج الصين، فقد كان "جيانلين" منشغلا بالتوسع من خلال الاستحواذ على أصول في الخارج، بمساعدة الائتمان السهل.
ولكن لم يعد الرجل البالغ من العمر 66 عاماً حالياً بين أغنى 30 شخصاً في الصين، بعد أن خسر نحو 32 مليار دولار من ثروته الشخصية في أقل من 6 سنوات، وهو الرقم الأكبر بين رجال الأعمال في تلك الفترة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه وانج لخفض إجمالي ديون المجموعة البالغة 362 مليار يوان (56 مليار دولار) وتحويل إمبراطوريته الترفيهية إلى ممتلكات، فإنَّه يواجه مستثمري سندات متشككين.
وكانت بعض سندات "واندا" بالدولار، التي تستعد لمواجهة سداد استحقاق السندات المحلية قد بلغت ذروتها هذا العام، وكانت من بين أولى السندات التي تعثَّرت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما ضرب تراجع أوسع سوق الائتمان الآسيوية.
وجاءت عملية البيع، الناجمة جزئياً عن مخاوف المدفوعات الوشيكة، كتحذير من المستثمرين الحريصين على رؤية كيف سيتمكَّن وانج من إبعاد مجموعته عن مخاطر الديون التي أزعجت أقرانه من أمثال "إتش إن إيه جروب"، و"تشاينا إيفرجراند جروب"، و"أنبانغ جروب هولدينغز".
ومع استقرار اقتصاد الصين بعد احتواء الفيروس، فإنَّ إعادة افتتاح دور السينما ومراكز التسوق توفِّر لوانج الوقت الذي يحتاجه بشدة لتثبيت شركته، إذ يمضي قدماً في تنفيذ استراتيجية دافع عنها لسنوات، وتسمى نموذج "الأصول الخفيفة"، من أجل تقليل الرافعة المالية.
ويعني ذلك إنفاقاً أقل من خلال تقليص مشتريات الأراضي. وستتوقَّف شركة "داليان واندا كوميرشال مانجمنت جروب"، وهي واحدة من إحدى أكبر مشغِّلي مراكز التسوق في العالم التي توفِّر حوالي نصف إيرادات المجموعة، عن شراء الأراضي بدءاً من هذا العام، وستعمل على منح تراخيص بعلامتها التجارية إلى الشركاء بدلاً من ذلك، كما صرَّح شاو جوانجري رئيس الشركة لوسائل إعلامٍ في البر الرئيسي في سبتمبر/أيلول.
وقال بروك سيلفرز، كبير مسؤولي الاستثمار في "كايوان كابيتال" في هونج كونج، التي لا تملك أي أسهم أو سندات في وحدة "واندا": "لم يكن لدى "واندا" بديل حقيقي لاستراتيجيتها الجديدة للأصول الخفيفة، فديون الشركة غير مستدامة،" لقد كان تأثير الوباء على "واندا" مذهلاً.
وقالت شركة "واندا فيلم هولدينج"، الشركة التي تنتج الأفلام، وتشغِّل دور السينما، إنَّها قد تكون حقَّقت خسارة صافية بلغت مليار دولار العام الماضي. وعلى الرغم من أنَّ شركة "إيه إم سي" أصبحت بين الشركات المفضَّلة في طفرة ارتفاع الأسهم الذي غذَّته شركة "ريديت" مؤخراً، إلا أنَّها حذَّرت عدَّة مرات من أنَّها على وشك الإفلاس، وأبلغت عن أسوأ خسارة سنوية لها على الإطلاق مع انخفاض الإيرادات بنسبة 77%. وقالت شركة "واندا كوميرشال مانجمنت" إنَّ المبيعات والأرباح تراجعت بحوالي 50% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.
قواعد صارمة
وحتى إن كانت أعمال "واندا" ستتغلَّب على الأزمة الصحية العالمية، فليس هناك يقين بأنَّ الدائنين سيكونون لطفاء بعد التطورات في التكتلات الصينية الأخرى المثقلة بالديون، مثل: "إتش إن إيه"، و"إيفرجراند"، ومؤخراً في "سونينج أبلاينس جروب".
وفي نشرة طرح في سبتمبر، قالت "واندا" للمستثمرين، إنَّ مستوى مديونية المجموعة قد "يؤثِّر سلباً" على بعض العمليات، كما يواجه التكتل قواعد ائتمان أكثر صرامة في قطاع العقارات، إذ يتطلَّع المنظِّمون الصينيون للحدِّ من المخاطر المالية.
وجمعت "واندا" ووحداتها نحو 48.2 مليار يوان من الديون المحلية والخارجية العام الماضي، وهو أكبر رقم منذ عام 2016.
واستخدمت جزءاً منها لدفع الالتزامات القديمة، إذ تحتاج المجموعة إلى إعادة تمويل أو سداد حوالي 32 مليار يوان من السندات المحلية المستحقة في عام 2021.
وفي حين أنَّ سندات المجموعة بالدولار قد محت خسائرها تقريباً منذ تراجعها في وقت سابق من هذا الشهر -وهو أسوأ أسبوع لها منذ عام تقريباً– إلا أنَّ تجار الائتمان أشاروا إلى مخاوف بشأن السندات المحلية المستحقة للمجموعة، وعمليات بيع بعض سنداتها الداخلية.
وصنَّفت "فيتش ريتينغ"، و"ستاندرد أند بورز غلوبال ريتينغز"، و"موديز انفيستورز سيرفس"، ديون "واندا كوميرشال مانجمنت" على أنَّها من الدرجة غير الاستثمارية.
انهيار مفاجئ
في أوج ذروته، كان وانغ الجندي السابق في جيش التحرير الشعبي يتنقل في طائرته الخاصة من طراز "جولف ستريم جيه 550"، ويدفع أعلى الأسعار مقابل الأصول بما في ذلك الممتلكات الفاخرة في "بيفرلي هيلز"، و"ليجيندري أنترتينمنت" الاستوديو في هوليوود، و"وون ناين إيلمز" في لندن، وهو واحد من أطول الأبراج السكنية في أوروبا.
وتراجعت ثروته، فقد بدأت الصين في اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذا التوسع، وتدفُّقات رأس المال إلى الخارج. وتقلَّصت إلى حوالي 14 مليار دولار من ذروة بلغت 46 مليار دولار في عام 2015، عندما توّج أغنى شخص في آسيا، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وقالت "كايوان كابيتال سيلفرز": "بشكل مفاجئ كسبت "واندا" قليلاً من فترة فرص الاستثمار غير المقيَّدة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الشركة أسرعا في التخلُّص من الأصول مقارنة بالتكتلات الأخرى، ولكن لا يزال أمامها الكثير لتقطعه".
وقالت كلوي هي، مديرة تصنيف الشركات في "فيتش"، إنَّ استراتيجية الأصول الخفيفة ستساعد في توليد دخل إيجاري متكرر ومستدام لـ"واندا كوميرشال مانجمنت"، "الوحدة التي تولِّد السيولة" للمجموعة. وأضافت أنَّه يمكن لهذا أيضاً أن يمنع الشركة من الالتزام بنفقات رأسمالية كبيرة، وتحمُّل الكثير من الديون.
وأضافت: "سيكون هذا مفيداً للغاية بالنسبة لهم للتخلُّص من الديون في المستقبل، بشرط ألا يستثمروا في شيء آخر".
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg1IA== جزيرة ام اند امز