جيل بايدن وميلانيا ترامب.. مقارنة بين سيدتين في البيت الأبيض
بعد قرابة أسبوعين على دخولها البيت الأبيض، تطل السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن بأسلوب قريب من واقع الأمريكيين.
إطلالة جيل تتناقض بشكل واضح مع ميلانيا ترامب، عارضة الأزياء السابقة التي لطالما اعتبرت شخصية باردة غير تقليدية.
كل شيء يدل على الفرق بين جيل بايدن وميلانيا ترامب، حين ظهرت السيدة الأولى، الأربعاء، خلال حفل شاي افتراضي أقامته لزوجات عسكريين، من خلفية الزهور إلى إبريق الشاي والعلم الأمريكي.
تقول جيل بايدن: "من الصعب بالنسبة لي أن أصدق أنه لم يمض سوى أسبوعين على التنصيب وكان لدي بالفعل الكثير لأفعله".
والاختلاف بين جيل وميلانيا واضح كما الفرق بين زوجها الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. وهي استمدت من جذورها العسكرية ونشأتها كأمريكية من الطبقة الوسطى للتواصل مع الآخرين في مكالمة عبر الفيديو.
وقالت جيل بايدن (69 عاما): "لقد تعلمت حبي لهذا البلد من والدي"، مستعيدة تقليد مرافقة والدها إلى نصب تذكاري لضحايا الحرب.
وفي مناسبة أخرى لدعم معهد السرطان الوطني، شددت بايدن أيضا على تجربتها مع واقع الحياة العادية حين روت كيف أن السرطان خطف حياة والديها ومن ثم إبن زوجها بو في سن السادسة والأربعين.
هل تكترث؟
قد يكون لميلانيا ترامب التي أتت من سلوفينيا إلى الولايات المتحدة كعارضة أزياء مهاجرة شابة والتقت دونالد ترامب، قصة خاصة بها عن تجربتها الأمريكية. لكن طبعها المتكتم منعها من أن تشارك الأمريكيين بها.
نادرا ما تحدثت ميلانيا لفترة طويلة في مناسبات عامة، فيما كانت مداخلاتها المرتجلة أقل بعد، خلافا لجيل بايدن التي تبرع في إلقاء الخطب.
بدلا من ذلك خطفت أزياء ميلانيا ترامب المترفة في معظم الأحيان الأنظار.
وذلك شمل إطلالتها بالأسود من مجموعة شانيل ودولتشي إي جابانا وحذاء كريستان لوبوتان عند مغادرتها البيت الأبيض للمرة الأخيرة في يناير/كانون الثاني.
وحين هبطت الطائرة في فلوريدا، نزلت مرتدية ثوبا ملونا من تصميم دار جوتشي بقيمة آلاف الدولارات ما يثبت تفضيلها المصممين الأجانب.
في المقابل، ظهرت جيل بايدن التي أبقت على وظيفتها كاستأذة لغة إنجليزية في جامعة نورذرن فرجينيا، الأربعاء، على تطبيق زوم مرتدية سترة داكنة طويلة عادية.
وكانت ارتدت ثوبا من دار أزياء خلال حفل تنصيب زوجها في 20 يناير/كانون الثاني، لكنها اختارت بدلا من الماركات الأوروبية المترفة، ماركة ماكاريان التي مقرها في نيويورك.
وسبق أن ارتدت ميلانيا ترامب ملابس توجه رسائل معينة بما يشمل قبعة شبيهة بأسلوب حقبة الاستعمار خلال زيارة إلى كينيا.
لكن أكثر ملابسها لفتا للأنظار سترة ارتدتها العام 2018 كتب عليها "أنا لا أكترث حقا، هل تكترثون؟".
ويبدو أن جواب جيل بايدن على هذا السؤال هو أنها تكترث فعلا.
لا حجج
وتجد زوجات الرؤساء الأمريكيين أنفسهن في موقف غريب إذ أنهن متزوجات من أقوى رجل في البلاد من دون أن يكون لديهن دور رسمي.
لذلك عادة ما يخترن موضوعا للتركيز عليه ويستخدمن قوة الدعاية بدلا من سن القوانين لإحداث تغيير.
واعتمدت ميلانيا ترامب حملته بعنوان "كن الأفضل" وهدفها العمل من أجل حياة أفضل للأطفال والتي روجت لها بشكل متقطع فقط.
أما جيل بايدن فقد اختارت ثلاثة مواضيع وكلها لها ثقل إضافي كونها شخصية للغاية.
يتعلق الأول بالعمل على دعم عائلات العسكريين، وهو مجتمع تعرفه جيدا وعاشته مع بو بايدن، ابن جو بايدن الذي خدم في العراق مع الحرس الوطني الأمريكي.
أما المحور الثاني هو تعزيز دعم مرضى السرطان والأبحاث - وهو موضوع مطبوع في هوية عائلة بايدن بسبب وفاة بو بمرض سرطان الدماغ العام 2015.
ويعتمد الموضوع الثالث على حياتها المهنية في مجال التعليم. كانت بايدن تصحح اختبارات الطلاب في أوج حملة زوجها الرئاسية المحتدمة وهي تدخل التاريخ كسيدة أولى لها وظيفة مدفوعة الأجر خارج جدران البيت الأبيض.
وقالت لمجلة "بيبول" في مقابلة مشتركة مع جو بايدن، "هذا شغفي" مضيفة "هذه هي حياتي".
ثمة فارق آخر بين السيدتين. فوضع العلاقة بين دونالد ترامب وزوجته الثالثة ميلانيا كان على الدوام مصدرا للشائعات.
في المقابل، لن يشكل الزوجان بايدن مادة دسمة لصحافة المشاهير.
وقالت جيل بايدن لمجلة "بيبول"، "بعد 43 عاما من الزواج، لم تعد هناك بالواقع مواضيع كثيرة للاختلاف حولها".
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز