عيد العمال في زمن الذكاء الاصطناعي.. وظائف مهددة بالاختفاء

في ظل التقدّم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يطلّ عيد العمال هذا العام وسط مخاوف متزايدة من تغيّر شكل سوق العمل واختفاء وظائف تقليدية، مع تحوّل جذري يفرض تحديات جديدة على العمال حول العالم.
لكن التحديات التي تواجه العمال اليوم لم تعد تأخذ شكل ساعات طويلة أو مصانع قاسية، بل جاءت في هيئة تقنيات ذكية تتعلم وتتطور، أهمها الذكاء الاصطناعي.
تاريخيًا، لطالما شكل دخول التكنولوجيا إلى سوق العمل مصدر قلق للعمال، ففي عام 1945، نظم عمال المصاعد في نيويورك إضرابًا غير مسبوق رفضًا للأنظمة الآلية التي هددت بإلغاء وظائفهم.
حينها، تضرر أكثر من مليون مكتب عمل في المدينة المزدحمة بناطحات السحاب، التي كانت تعتمد على عمال لتشغيل المصاعد يدويًا، ورغم الاحتجاجات، انتصرت الآلة لأسباب تتعلق بالأمان والكفاءة والتكلفة، حتى اختفى وجود "عامل المصعد" تمامًا.
وظائف مهددة بالانقراض
واليوم، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يعيد التاريخ لكن بحجم مضاعف، إذ يهدد باضطراب مئات الوظائف في مختلف القطاعات، ليس فقط للعمال اليدويين، بل أيضًا للمهنيين والخبراء في أعلى درجات السلم الوظيفي، حيث يعترف الخبراء العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي بأن بعض الوظائف معرضة للانقراض، بحسب دراسة جديدة من مركز بيو للأبحاث.
ومع ذلك، فإن الخبراء أكثر تفاؤلًا بكثير من عامة الناس بشأن تأثير التقنية على الوظائف والاقتصاد خلال العقدين المقبلين، حيث يرى يرى 56% من خبراء الذكاء الاصطناعي أن التقنية سيكون لها أثر إيجابي خلال العشرين سنة القادمة، مقابل 17% فقط من الجمهور، وفقًا للتقرير الذي نقلته "CNBC"، الشهر الماضي،
كما أظهر الاستطلاع أن الخبراء يتوقعون تحسن طريقة أداء البشر لأعمالهم بفضل الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي.
وأُجري الاستطلاع على أكثر من 1,000 خبير في الذكاء الاصطناعي و5,400 من البالغين الأمريكيين، حيث أكد الخبراء أن بعض الوظائف ستكون أكثر عرضة للتأثر، من أبرزها:
- أمين الصندوق (73%)
- سائقي الشاحنات (62%)
- الصحفيين (60%)
- عمال المصانع (60%)
- مهندسي البرمجيات (50%)
ويبدو أن الجمهور يتفق مع الخبراء في معظم التوقعات، باستثناء مهنة سائق الشاحنة، حيث يرى فقط 33% من العامة أنها مهددة.
ويُشير جيف غوتفريد، مدير الأبحاث في مركز بيو، إلى أن "القيادة الذاتية تمثل تهديدًا واضحًا لوظائف سائقي الشاحنات مع تطور التقنية."
ورغم بعض الفجوات بين الرأيين، يتفق الجانبان على أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، وتحفظهما المشترك تجاه تأثيره على دقة الأخبار والانتخابات، ورغبتهما في الحصول على سيطرة أكبر على استخدام التقنية في حياتهم اليومية.
كما عبر الطرفان عن شكوكهما في قدرة الحكومة والشركات على تنظيم الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.
ويكشف التقرير أيضًا عن فجوة جندرية في آراء الخبراء، إذ أن 63% من الرجال يرون أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون إيجابيًا، مقارنة بـ36% فقط من النساء.
ويُعتقد أن هذه الفجوة مرتبطة بطبيعة الوظائف المهددة (كالخدمة الإدارية والدعم الفني)، إلى جانب انخفاض تمثيل النساء في مجال الذكاء الاصطناعي.
aXA6IDE4LjIxOS44OS4yMDcg جزيرة ام اند امز