أحلام الإخوان على جناح بايدن.. ذكريات أوباما تراود جماعة الإرهاب
"العين الإخبارية" ترصد مخاطر فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط، بما يمثله من "فرصة" لعودة الإخوان للمشهد السياسي
ما زال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية يبحث عن موطئ قدم، يشرعن به وجوده داخل المجتمع الأمريكي، ومن ثم يسانده للانقضاض على أى ظرف سياسي، يُمكن فروعه من العودة للمشهد السياسي بمنطقة الشرق الأوسط.
ولم يجد التنظيم الأكثر دموية في تاريخ الجماعات المتأسلمة فرصة أفضل من الانتخابات الأمريكية المقررة نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي يسعى من خلالها لاستعادة دعم الإدارة الأمريكية، كما كان الأمر في السابق في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
منذ بداية عهد أوباما عام ٢٠٠٩ ولمدة ثماني سنوات، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية، وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة أوروبيا، ما جعل الجماعة الإرهايية ترى في المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن، طوق نجاة لها في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة، في الوقت الذي تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لم يتمكن من تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية لاعتبارات عدة، بعضها متعلق بانشغاله بالداخل الأمريكي والآخر بسبب اللوبي الإخواني صاحب التأثير الواسع والمهيمن على الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة.
لكن مراقبين يرون أن موقف الإدارة الأمريكية من التيارات المتأسلمة في عهد ترامب هو الأفضل، لاسيما مع رفضه شراكتها على حساب حلفائه في المنطقة.
ويدرك الرئيس ترامب خطورة جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان الإرهابية، ويعول المراقبون على قدرته على إقناع المؤسسات الصلبة بخطورة التنظيم علي المصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي.
ويرى مراقبون، تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ربما يفتح الباب أمام ممارسة ضغوط للحد من قدرة الأنظمة على استهداف الجماعات المتأسلمة وفي مقدمتها الإخوان.
بايدن.. طوق نجاة الإخوان
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية قال لـ"العين الإخبارية" إن "التوقعات الأولية تشير إلى أنه إذا فاز جو بايدن فإنه سيعيد النظر في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي"، مستدلا بتجربة المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون والتي وصفها بأنها "ليست جيدة"، فيما يتعلق بدعم جماعة الإخوان الإرهابية".
ويرى "فهمي" أن "نموذج بايدن سيكون أكثر تباينا عن الرئيس الحالي في التعامل مع ملف الجماعات المتأسلمة"، مرجحا أن "يفتح ملف الجماعة الإرهايية من منطور مصلحي وليس أيدولوجي".
ويستطرد: "ولاية جو بايدن هي الأفضل بالنسبة للتنظيم الإرهابي، لاعتبارات أهمها أنه لن يعادي الجماعة أو يُقدم على حظرها، وذلك وفقا لتراكمات منذ كلينتون لذا فإن الإخوان وجماعات الإسلام السياسي يتمنون فوزه ورحيل ترامب، لأن بايدن سيبدأ معهم مرحلة جديدة تختلف عن سابقه".
خياران، رأى فهمي، احتمالية حدوث أحدهما في حال فاز بايدن، "الأول التعامل وفق النفعية الأمريكية وبالتالي سيتمكن الإخوان من القفز على هذه الفرصة واستغلالها".
والثاني، وهو ليس ببعيد عن الأول، يمكن عنونته بـ"التعامل الحذر بحيث لا يكون هناك اصطدام"، لافتا إلى أن "أي رئيس أمريكي ينشغل بالداخل خلال العامين الأولين، ولا يفتح أي ملفات على وجه السرعة مثل جماعات الإسلام السياسي".
دعم بايدن.. مخطط إخواني مبكر
ووفق ما نشره مركز "ذا غلوبال مسلم براذرهود ديلي ووتش"، المتخصص بمراقبة نشاط الجمعيات الإسلامية المتشددة، فأن "أكبر نجاح حققته جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا في مساعيها لإضفاء الشرعية على وجودها هي كلمة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن أمام المؤتمر السنوي 57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، أحد فروع جماعة إخوان المسلمين التي تأسست قبل عقود افي الولايات المتحدة.
ووعد بايدن بأن إدارته المحتملة ستعيّن “أمريكيين مسلمين” في عدد من المناصب على مستويات مختلفة، وهو ما علق عليه المركز بأن "تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية، ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر".
وعكس تقرير "ذا غلوبال" المخاوف من السماح لجماعة الإخوان بالاستقطاب، خاصة للعبها دور الحاضنة الفكرية والروحية للإرهاب في كثير من التجارب بدول بالمنطقة.
ولا يبدو أن الإخوان يفوتون على أنفسهم الفرص، فبحسب موقع إن بي آر (هيئة الإذاعة العامة الأمريكية)، وجهت المنظمات الإسلامية العام الماضي الدعوة قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، للمرشحين لحضور المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، وهو أحد أكبر التجمعات لمسلمي الولايات المتحدة.
الإخوان وبايدن.. على خطى أوباما
دكتور منذر الحوارات، الخبير السياسي الأردني ذكر بما حدث في عهد أوباما بقوله: "خلال حكم أوباما كان هناك ثمة قناعة أن الوريث الشريعي لمؤسسات الحكم العربية هو التيار الإسلامي المعتدل وفق مسمى أوباما وحاول أن يقيم اتصالات مع ذلك التيار وساهم في وصول الإخوان في مصر إلى السلطة واستطاعوا أن يستفيدوا من التساهل والاتفاق معهم للوصول للسلطة".
وفي تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أضاف: "فيما بعد أدركت الولايات المتحدة أن هذا التيار (جماعات الإسلام السياسي) ليس له فرصة للعيش لأنه إمكانية وجود انقسام عمودي في المجتمع بسبب صعود هذا التيار قد تكون أكبر من أي شيء آخر".
ورغم المخاوف من أن يكون بايدن طوق نجاة للجماعات المتأسلمة ومنها الإخوان، فإن منذر "يرى صعوبة تكرار تجربة صعود تيارات ايدولوجية للحكم وممارستها السلطة بعد فشلها".
ووفق منذر، فإنه "لا مجال للعودة لأنه الإخوان لم يكونوا متدربين على السلطة وحينما استلموها لم يكونوا موفقين في التعاون مع التحالفات الاجتماعية وحاولوا أن يتناسوا ذلك ولكن عاد عليهم بالسلب وأدى إلى إقصائهم في أكثر من مكان وتراجع شعبيتهم بشكل كبير".
وتوقع المختص أنه "في حال فوز بايدن فإنه سيركز على الديمقراطيات في الدول وسوف تعود الضغوط الأمريكية على نظم الحكم في منطقة الشرق الأوسط بالعودة للتركيز على الديمقراطية وحرية التعبير".
أما في حال فوز ترامب، فإنه "سيركز أكثر على استعادة الدور الأمريكي وخاصة الاقتصادي، كما سيبقى موقفه الرافض لتيارات الإسلام السياسي".
واتفق منذر مع فهمي أن الفترة الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي سيكون منخرطا بمشاكل الإدارة والانقسام داخل المجتمع وهو ما سيحول بينه وبين الانخراط الأمريكي في القضايا الدولية.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز