هدنة وشيكة بغزة.. بايدن يتوقع الموعد المحتمل وحماس ترد
في الوقت الذي قدم فيه الجيش الإسرائيلي خطة للعمليات العسكرية المقبلة في غزة، أعرب الرئيس الأمريكي الإثنين، عن أمله بتطبيق قريب لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
وسُئل جو بايدن في أثناء زيارة إلى نيويورك عن الموعد المحتمل لبدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، فأجاب بأن «مستشاريّ للأمن القومي يقولون لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد. وآمل أنه بحلول الإثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار».
حماس ترد
من جهتها، ردت حماس على تصريحات بايدن معتبرة إياها "سابقة بأوانها، ولا تتطابق مع الوضع على الأرض".
وقال قيادي في حماس إنه "لا تزال هناك فجوات كبيرة يتعين التعامل معها قبل وقف إطلاق النار"، وفق ما أوردته رويترز.
وتحاول الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، التفاوض بشأن تسوية بين إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى هدنة مدتها ستة أسابيع مرتبطة بالإفراج عن رهائن تحتجزهم الحركة، وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن دخول كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن خلال فترة الهدنة التي تقول إنها " لن تعني نهاية الحرب".
وتطالب حماس من جانبها بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ العام 2007.
خطة عسكرية
وقدّم الجيش الإسرائيلي إلى مجلس وزراء الحرب «خطة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال في قطاع غزّة، فضلاً عن خطّة العمليّات المقبلة»، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء.
وفيما لم يتم تقديم أيّ تفاصيل بشأن عملية الإجلاء، قال نتنياهو لشبكة «سي بي إس»، إنّ هناك «مساحة للمدنيين شمال رفح في المناطق حيث أنهينا القتال».
غير أنّ هذه المناطق لا تزال هدفاً للنيران الإسرائيلية. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» عن غارات جوية على رفح وخان يونس (جنوب) ومناطق واقعة على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح، وعلى حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع.
وقال الجيش إنه اكتشف نفقا طوله عشرة كيلومترات تحت مبانٍ مدنية بين حي الزيتون ووسط غزة وفيه منشآت لتخزين الأسلحة بالإضافة إلى «جثث» مقاتلين.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بأنّ الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 92 شخصاً خلال الليل، مشيرة إلى مقتل 15 شخصاً من عائلة واحدة جراء استهداف منزل في مدينة غزة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، وفق بيانات إسرائيليّة رسميّة، كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وتردّ الدولة العبرية على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تسبّب بمقتل 29782 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
كارثة إنسانية
ويعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية كبرى، وأعلنت الأمم المتحدة أنّ 2,2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من السكان، مهدّدون بـ«مجاعة جماعية».
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، وبات نقلها إلى شمال القطاع شبه مستحيل، بسبب الدمار والقتال. ويواجه 300 ألف شخص مجاعة في هذه المنطقة، وفقاً للأمم المتحدة.
وأفاد فلسطينيون وكالة فرانس برس بأنّهم اضطرّوا إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية ولحم خيول بعد ذبحها، في حين تتعرض بعض الشاحنات القليلة التي تدخل القطاع للنهب من السكان الجوعى.
وقال عبد الله الأقرع (40 عاماً) الذي نزح من بيت لاهيا إلى غرب مدينة غزة: «أكلَنا الجوع... الجوع قتل الأطفال وكبار السن، لا أحد ينظر إلينا». وأضاف: «أطلقوا النار على ناس جوعى سعوا للحصول على الطحين عندما وصلت مساعدات لأول مرة إلى تل الهوى» جنوب غرب مدينة غزة.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز