"طالبان" تبدد خوف النساء بدعوة الانضمام لحكومتها
حثت حركة طالبان النساء على الانضمام إلى حكومتها في محاولة لاحتواء الخوف والقلق لدى الشعب الأفغاني بعد سيطرتها على العاصمة كابول.
وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ذكرت أنه بعد الهجوم الخاطف الذي شنته طالبان في أفغانستان وسقوط عدة مدن دون قتال، سعت الحركة لتصوير نفسها على أنها أكثر اعتدالا عما كانت عليه عندما فرضت حكمها نهاية التسعينيات، لكن يظل الكثير من الأفغان متشككين حيال الأمر.
وتتذكر الأجيال الأكبر آراء طالبان المتشددة، عندما فرضت عدة قيود على النساء، بالإضافة إلى الرجم، وبتر الأطراف، وعمليات الإعدام العلنية قبل أن يطيح بها الغزو بقيادة الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية.
وفيما لم ترد أي تقارير مهمة عن انتهاكات أو قتال في كابول التي تقوم طالبان حاليا بدوريات في شوارعها، بقي الكثير من السكان بمنازلهم، مكبلين بشعور الخوف بعد سيطرة الحركة على العاصمة.
وكانت وعود العفو العام التي أدلى بها إنعام الله سمنغاني، عضو اللجنة الثقافية بحركة طالبان، أول تعليقات على كيفية تحكم طالبان على المستوى الوطني.
ومع ذلك، ظلت تعليقاته غامضة، حيث لا تزال طالبان تتفاوض مع القادة السياسيين للحكومة المنهارة، ولم يتم الإعلان عن اتفاق تسليم رسمي.
وقال سمنغاني إن "الإمارة الإسلامية (الاسم الذي تستخدمه طالبان لوصف حكمها في أفغانستان) لا تريد أن تكون النساء ضحايا. يجب أن يكن بهيكل الحكومة وفقا لأحكام الشريعة".
وطبقًا لـ"أسوشيتد برس"، سيكون هذا عدولا عن آخر مرة كانت فيها طالبان في الحكم، عندما كانت النساء حبيسات منازلهن.
ولم يحدد سمنغاني بالضبط ما يعنيه بالشريعة، مما يعني أن الناس يعرفون بالفعل ما تعنيه الأحكام التي تتوقع منهم طالبان أن يلتزموا بها، مشيرًا إلى أنه "يجب على جميع الأطراف" الانضمام للحكومة.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه لم يتضح أيضًا ما يقصده بالعفو، بالرغم من أن قادة بطالبان قالوا إنهم لا يسعون للانتقام من أولئك الذين عملوا مع الحكومة الأفغانية أو الدول الأجنبية.
لكن يزعم البعض في كابول أن مقاتلي طالبان لديهم قوائم بالناس الذين تعاونوا مع الحكومة ويبحثون عنهم.
وأشار المتحدّث باسم مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إلى كل من تعهدات طالبان وخوف أولئك من هم الآن تحت حكمهم.
وقال كولفيل في بيان إن كل تلك الوعود تحتاج الوفاء بها، وأنه بالنظر إلى التاريخ، فإن مثل تلك الإعلانات يتم الترحيب بها بشيء من الشك.
وأضاف: "كان هناك العديد من الإنجازات التي تحققت بصعوبة في مجال حقوق الإنسان على مدار العقدين الماضيين. يجب الدفاع عن حقوق جميع الأفغان".
ويبدو أنه ما زالت هناك محادثات جارية بين طالبان ومسؤولين بالحكومة الأفغانية، بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي وعبدالله عبدالله، الذي ترأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات، طلب عدم ذكر اسمه، إن زعيم طالبان أمير خان متقي وصل إلى كابول قادما من قطر. وهو وزير التعليم العالي خلال حكم طالبان في السابق.
وقد بدأ متقي التواصل مع القادة السياسيين الأفغان حتى قبل هروب الرئيس أشرف غني، بحسب المصدر نفسه.