تهنئة الاستقلال.. ملك المغرب يستعيد ذكرى هدية جده لأمريكا قبل قرنين
استعاد ملك المغرب محمد السادس، في برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمناسبة استقلال أمريكا، ذكرى هدية عمرها أكثر من قرنين من الزمن.
وأحيا الملك في نص البرقية ذكرى هدية من المغرب إلى الولايات المتحدة قبل قرنين من الزمن، حين قال: “لا يفوتني في غمرة هذه المناسبة المجيدة، أن أحيي مع فخامتكم الذكرى المئوية الثانية لإهداء جدنا المنعم السلطان المولى سليمان مبنى المفوضية الأمريكية في طنجة للولايات المتحدة".
وعدّ الملك تلك الهدية "عربونا على الصداقة والمودة التي كان يكنها (جده الملك) لحكومة بلدكم، والذي نعتز بكونه رمزا للعلاقات التاريخية المتميزة، التي تربط المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية".
الملك محمد السادس قال: “إن هذا الطابع العريق لعلاقاتنا الثنائية المبنية على أسس متينة قوامها التقدير والاحترام المتبادلان؛ ليشكل حافزا قويا لنا للمضي قدما في تطويرها وتعزيزها على الدوام بشراكات متنوعة تعم مختلف الميادين والمجالات".
وعبر العاهل المغربي الملك محمد السادس، في برقية التهنئة عن رغبة المملكة في تطوير العلاقات الثنائية لبلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعرب الملك، في هذه البرقية، عن تهانيه لبايدن والشعب الأمريكي بمناسبة العيد الوطني لأمريكا، كما أن التزام المملكة المغربية الوثيق بالقيم الدولية والكونية -يقول الملك- يعتبر “منطلقا ذا أهمية بالغة للتنسيق مع إدارتكم في كل ما من شأنه أن يسهم في ترسيخ مختلف هذه القيم النبيلة التي تمثل قاعدة أساسية من أجل الاستمرار في العمل المشترك جنبا إلى جنب ، بما يخدم ويقوي روابط الصداقة والتعاون العريقة بين بلدينا".
وتعود علاقات المغرب والولايات المتحدة إلى فترات سحيقة، حيث تعدّ الرباط أول دولة في العالم تعترف بأمريكا المستقلة عن الاستعمار البريطاني، قبل 245 عاما.
ويعود ذلك إلى تاريخ سحيق حين كانت بضع ولايات أمريكية تناضل للتحرر من نير الاستعمار البريطاني، بعدما ضاف ذراع سكان هذا الجزء من العالم من سوء التبعية للإمبراطورية العظمى.
وكانت الولايات البالغ عددها 13، في القرن الثامن عشر، تتكئ على دعم أوروبي من فرنسا وإسبانيا، وهي تائهة في العالم دون اعتراف بها كدولة مستقلة، نظرا لطول يد بريطانيا، التي وُصفت ساعتها بأنها الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.
لكن الاعتراف الذي كانت الولايات الأمريكية في أمس الحاجة إليها وقتها، جاء من المملكة المغربية، حين أقدم سلطان البلاد حينها سيدي محمد بن عبدالله؛ على إصدار وثيقةً رسمية تقضي باعتبار ذاك الجزء من العالم دولة مستقلة ذات سيادة.