رسائل مسربة: جونسون أعطى "أولوية" لإجلاء الحيوانات من أفغانستان
أظهرت رسائل بريد إلكتروني مسربة أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "سمح" شخصيا بإجلاء كلاب الجندي السابق بالبحرية الملكية البريطانية بن فارثينغ، مدير جمعية "نوزاد" الخيرية للحيوانات، من أفغانستان.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن جونسون يواجه مجددا اتهامات بالكذب على الجمهور بعد ظهور أدلة جديدة ترجح أنه شخصيا منح الإذن بعملية الإجلاء المثيرة للجدل لـ173 كلبا وقطة من أفغانستان.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد اتهم بـ"التعثر من فضيحة إلى الأخرى" بعدما كذبت رسالة بريد إلكتروني حكومية داخلية ادعاءاته حول عدم تدخله في إعطاء الأولوية لنقل الحيوانات جوا أغسطس/آب الماضي.
وخلال رسالة بريد إلكتروني إلى فريق بوزارة الخارجية المسؤول عن إدارة جزء من الإجلاء، قال مسؤول -تم حجب اسمه- إن جمعية "نوزاد" الخيرية للحيوانات "تلقت كثيرا من الدعاية" وأن رئيس الوزراء "أذن بإجلاء موظفيها وحيواناتها".
وفي نفس اليوم الذي أرسل فيه البريد الإلكتروني، تواصلت ترودي هاريسون، السكرتيرة البرلمانية الخاصة بجونسون، مع شركة تأجير خاصة -يمولها راع خاص- لتوفير طائرة لإجلاء الحيوانات والموظفين، بحسب تقارير نشرتها "سكاي نيوز" البريطانية.
ونقل عن مصدر بالشركة قوله إن السيدة هاريسون كانت حريصة على جعل الإجلاء قصة إخبارية جيدة، وقيل إنها ظلت تتحدث عن "الرئيس" وأن ذلك جعل الأمر يبدو أن طلبها جاء بدعم منه.
وأقرت هاريسون بدورها في العمل مع رئيس الوزراء، لكن أصرت على عدم مشاركته في أي خطط خاصة بالإجلاء.
وكان جونسون قد قال في وقت سابق في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي إن ادعاءات تدخله لإجلاء الحيوانات "محض هراء" وإنه "لم يؤثر على تلك المسألة تحديدا"، مضيفا: "ولن يكون ذلك صحيحا".
من جانبها، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مصداقية رئيس الوزراء البريطاني أصبحت موضع شك مرة أخرى، الأربعاء، بعدما ظهرت رسائل بريد إلكتروني مسربة تعارض ادعاءاته بشأن عدم تدخله في إجلاء حيوانات جمعية خيرية بريطانية في أفغانستان لدى سقوط البلاد في أيدي حركة طالبان.
وأثار نشر رسائل البريد الإلكتروني من قبل لجنة برلمانية للشؤون الخارجية مزاعم أن الزعيم البريطاني كذب، في وقت يواجه فيه بالفعل اتهامات بتضليل البرلمان بشأن حفلات ربما تنتهك القواعد المتعلقة بجائحة "كوفيد-19" في داونينج ستريت، التي تحقق الشرطة بشأنها الآن.
وانتشرت ترجيحات على مدار شهور تفيد باستخدام موارد حيوية في إنقاذ الحيوانات بدلًا من الناس بطلب من جونسون، بعد تغريدات حول هذه المسألة من وزير الدفاع البريطاني في أغسطس/آب ثم في شهادة خطية لموظف سابق بوزارة الخارجية، تحدث فيها بالتفصيل عن جهود الإجلاء "الفوضوية".
لكن رسائل البريد الإلكتروني التي نشرها البرلمان، الأربعاء، وقدمها المبلغ رافائيل مارشال، كدليل ضمن تحقيق مستمر بشأن الانسحاب البريطاني الفوضوي من أفغانستان، ترسم صورة مختلفة.
وفي رسالة، أرسلها مسؤول بوزارة الخارجية في 25 أغسطس/آب في الساعة 12:20 مساء بالتوقيت المحلي، جاء أن "رئيس الوزراء" قد "أذن" للتو بإجلاء موظفي وحيوانات جمعية "نوزاد" الخيرية التي يديرها الجندي السابق فارثينغ، في حين يتم الضغط على زميل للمساعدة في عمليات الإجلاء لجمعية خيرية أخرى للحيوانات.
وفي رسالة أخرى، أرسلت بين مسؤولي الوزارة ذاك اليوم، تشير إلى "قرار رئيس الوزراء" بإجلاء موظفي "نوزاد"، لكن لا تذكر الحيوانات.
وعبر موقعها الإلكتروني، تؤكد "نوزاد" أن مؤسسها، فارثينغ، جرى إنقاذه من أفغانستان مع موظفي الجمعية الخيرية وعائلاتهم، إلى جانب 94 كلبا و68 قطا.
وفي بيان للرد على رسائل البريد الإلكتروني المسربة، قالت "توزاد" إنها ليست لديها فكرة عن كيفية اتخاذ قرار إجلاء حيواناتهم، وأنهم "جزعوا من وجودهم في قلب جدال سياسي بالإعلام بشأن من فعل ماذا ومتى" فيما يتعلق بالإجلاء.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز