جونسون يترك المحافظين في معاقلهم ببريطانيا بين الحيرة والأمل
تركت استقالة رئيس الحومة البريطانية بوريس جونسون المحافظين في معالقهم بين الحيرة والأمل.
ف في المناطق المحافظة في كينت (جنوب شرق إنجلترا)، يبدو الناخبون في حيرة من أمرهم أمام الضجيج الصادر من ويستمنسر وإعلان رئيس الحكومة بوريس جونسون مغادرة منصبه.
هل كان المحافظون محقّين أم لا في مطاردة رئيس الحكومة؟ هل كان بإمكانهم انتظار ظهور شخصية أفضل لخلافته؟
ويرى مايك ستودهولم، المتقاعد البالغ من العمر 67 عاماً في بلدة تونبريدج الصغيرة، أنّ جونسون "أخرج نفسه بنفسه".
ويضيف الناخب المحافظ وهو يقف في ظلال قلعة تعود للقرون الوسطى "ارتكب الكثير من الأخطاء في التقدير". ويوضح "الآن بعد استقالته يجب عليه أن يغادر"، مطالباً برحيل فوري لبوريس جونسون، بينما يتوقع أن يبقى في داونينغ ستريت بانتظار اختيار خليفة له.
قام بالكثير لأجلنا
تبدو المحافِظة المتشدّدة لورين إيستميد (62 عاماً) أقل حدة، فهي "ليست سعيدة" بالاستقالة القسرية لبوريس جونسون كرئيس لحزب المحافظين.
وتقول المسؤولة عن دار للمسنّين "ارتكب أخطاء ولكنّهم جميعاً يرتكبونها... لقد فعل الكثير لأجلنا على الساحة الدولية".
تعتبر إيستميد أن بقاء بوريس جونسون حتى انتخاب زعيم جديد للحزب، أمر مبرّر. وتقول "نحن بحاجة إلى نوع من الاستمرارية بحيث يمكن أن يكون هناك تسليم مناسب (للسلطة)، كما هو الحال في أي وظيفة أخرى".
وتقع تونبريدج في دائرة النائب المحافظ توم توجندهات، الذي أعلن مساء الخميس في صحيفة "ديلي تلغراف" المحافظة أنه سيدخل السباق إلى القيادة.
ومن المرجّح أن ينضمّ إليه عشرات النواب المحافظين الآخرين.
على الرغم من شعبيته لدى بعض الناخبين الذين التقتهم وكالة فرانس برس الجمعة، إلا أنّ الكثيرين ينظرون إليه بعين من الشك.
تقول لورين إيستماد عن الجندي السابق الذي يترأس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، "أظن أنه غير جاهز على الأرجح".
وتضيف المرأة السيتينية "تعجبني ليز تراس" في إشارة إلى وزيرة الخارجية التي تعدّ مرشحة محتملة. من جهته، يرى مايك ستودهولم أن "هناك على الأرجح مرشّحين أفضل" من توجندهات، في الوقت الذي يعرب فيه عن عدم اقتناعه بأداء ليز تراس رغم تمنّيه أن تتبوأ امرأة المنصب.
وتمنح ولاية بوريس جونسون المضطربة والتي تخلّلتها االقضايا والفضائح، الأمل في شخصية من عيار رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، التي تتبنّى ليز تراس، بذكاء، بعضاً من شعاراتها.
"تهريج"
تُظهر جيسيكا ستابلي (41 عاماً) التي تقوم بنزهة مع كلبها بجانب النهر، حماساً أكبر للعضو المحلّي في البرلمان.
وتقول "توم رجل جيّد وسيكون من الرائع لتونبريدج أن يتبوّأ أحد مسؤوليها المحلّيين المنتخبين منصباً مهمّاً. لن يكون ذلك إلّا أمراً جيداً بالنسبة إلينا".
وفي الانتخابات العامة الأخيرة ديسمبر/كانون الأول 2019، صوّت ثلثا الناخبين في البلدة لصالح حزب المحافظين.
وبالنسبة للثالث المتبقي، فإنّ نهاية سنوات بوريس جونسون الثلاث أمر مرحّب به، بالرغم من بعض المخاوف بشأن خلافته.
يقول كولين روبنسون، عالم الكمبيوتر البالغ من العمر 45 عاماً، "كان يجب أن يغادر منذ فترة طويلة، ربما لم يكن يجب أن يكون رئيساً للوزراء".
ويضيف "كنت سعيداً لرؤية النظام يقوم بما كان يجب القيام به منذ وقت طويل"، مشيراً إلى أنه غير متأكد ممّا "إذا كانوا سيستبدلونه بشخص أفضل".