عودة جونسون.. خطة سرية وعقبات محتملة
لا ينقص رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون الطموح، لكن مشكلته تكمن في اصطدام خططه للعودة إلى المشهد السياسي بعقبتين.
وعندما غادر جونسون داونينغ ستريت، قارن نفسه بالقائد الروماني لوسيوس كوينكتيوس سينسيناتوس الذي استدعاه الشعب من مزرعته ليصبح زعيماً لروما لمرة ثانية وهو الأمر الذي اعتبره البعض إشارة لاستعداد زعيم المحافظين السابق لقيادة البلاد مجددا.
وتقف في طريق جونسون عقبتان؛ الأولى هي دائرة انتخابية آمنة تفتح له باب العودة والثانية هي صديقه اللدود ديفيد كاميرون الذي يبدو هو الآخر يفكر في استعادة رئاسة الحكومة.
ورغم اختفائه إلى حد كبير خلف عموده الصحفي الأسبوعي إلا أن الحديث عن عودة جونسون استمر منذ استقالته من منصبه كنائب عن أوكسبريدج وجنوب روسيليب في يونيو/حزيران 2023.
وفي أعقاب فضيحة "بارتيجيت"، بدت فكرة "إعادة بوريس" كحماقة إلا أن سعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض إضافة إلى التراجع الكبير لحزب المحافظين في استطلاعات الرأي حيث حصل على أدنى مستوى من الدعم منذ ما يقرب من 50 عاما زادت من فرص جونسون.
والشهر الماضي، كشفت "مصادر مطلعة على تفكير جونسون" أنه سيرحب بمكالمة هاتفية شخصية من رئيس الوزراء ريشي سوناك لطلب مساعدته في الحملة الانتخابية للمحافظين في الانتخابات العامة المرتقبة خلال العام الجاري حيث يرغب الاستراتيجيين المحافظين في الاستعانة بعمدة لندن السابق.
وفي حين كشف استطلاع للرأي أن مقارنة سوناك بسلفه سلبية حيث وصف أحد الناخبين رئيس الوزراء بأنه "رجل الأعمال الاستعراضية" أشاد آخرون بجونسون بسبب الكاريزما التي يتمتع بها وقدرته على "التحدث إلى الناس".
كما أشار 4 من أصل 7 مشاركين في الاستطلاع إلى أن رحيل جونسون وما تلاه من صراع داخلي كان سببا لتخليهم عن دعم حزب المحافظين.
وقال أحد المخضرمين داخل الحزب "لا يستطيع سوناك القيام بحملة انتخابية.. لا يحب ذلك ولا يجيده.. إن قدرة بوريس على الحملات الانتخابية هي الجزء الأكثر أهمية في المشكلة الآن".
وأضاف "هناك 45% من الناخبين لم يتخذوا قرارهم بصدق ويحتاجون فقط إلى الاقتناع" معتبرا أن سوناك لن يستطيع فعل ذلك في حين أنه "من المحتمل أن يتمكن بوريس من إحداث فرق".
وتعتمد خطة إعادة جونسون حاليا على إنزاله بالمظلة على مقعد آمن بعد استقالة نائبها الحالي أو تنحي مرشح الدائرة ليحل رئيس الوزراء السابق محله.
ويحتاج نجاح هذه الخطة تحديد مقعد لا يتمتع فقط بأغلبية مناسبة بل يحتاج أيضًا إلى تحديد مقعد داعما لعودة بوريس وأن يكون في منطقة صوتت في 2016 لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى ضرورة إقناع نائب الدائرة عن التخلي عن مقعده.
ويبدو أن جونسون يكثف جهوده من أجل العودة حيث أجل نشر مذكراته إلى ما بعد الانتخابات. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي قالت شبكة "جي بي نيوز" إن رئيس الوزراء السابق انضم إليها كمقدم وصانع برامج.
ورغم أنه لم يظهر على الهواء بعد إلا أنه يُعتقد أنه يعمل على سلسلة جديدة حول قوة بريطانيا في العالم وهو الموضوع المناسب لتقديم جونسون كرجل دولة عالمي يدافع عن الغرب.
وستعزز عودة ترامب للبيت الأبيض صورة جونسون كزعيم قادر على المساهمة على المسرح العالمي بسبب انسجامه الكبير مع الرئيس الأمريكي السابق، إضافة إلى علاقته الوثيقة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي لن تقدر بثمن إذا تعلق الأمر بالتفاوض على اتفاق سلام مع روسيا.
وفي عموده بصحيفة "ديلي ميل" اعتبر جونسون أنه يعتقد أن ترامب سيفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بأوكرانيا وبالتالي ستكون رئاسته "فوزا كبيرا للعالم".
كما زار جونسون كييف لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب ودعا بريطانيا وحلفاءها إلى منح أوكرانيا "المساعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي يحتاجون إليها".
ومع ذلك فإن جونسون لديه منافس هائل خاصة إذا تعلق الأمر بالسياسة الدولية هو ديفيد كاميرون الذي يُعتقد أن عودته للحياة السياسية كوزير للخارجية جعلته يتطلع إلى ولاية ثانية في داونينغ ستريت.
ويتضح طموح كاميرون في مقطع الفيديو الرائع الذي نشره عبر موقع إكس (تويتر سابقا) الثلاثاء الماضي مع تعليق "لقد كنت وزيراً للخارجية لمدة 113 يومًا.. هذا ما فعلناه" وهو ما بدا وكأنه عرض للعودة إلى رئاسة الوزراء.
وقال نائب محافظ إن وزارة الخارجية بدأت تشير إلى كاميرون باسم "رئيس وزراء خارجية بريطانيا" وأضاف "إنه رئيس الوزراء على المسرح العالمي بينما سوناك لا يفعل ذلك".
ومثل جونسون، فإن كاميرون، الذي استقال من البرلمان ورئاسة الوزراء في 2016 عقب استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي سيتعين عليه الترشح لإعادة انتخابه حتى يتمكن من قيادة المحافظين مرة أخرى وهو ما يعني مواجهة المعضلة نفسها وهي اختيار الدائرة الانتخابية المنافسة.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA=
جزيرة ام اند امز