جونسون يحلم بتكرار تجربة "روزفلت" لإنقاذ الاقتصاد البريطاني
وأدت تدابير العزل إلى انهيار إجمالي الناتج الداخلي في بريطانيا 0,4% لشهر نيسان/أبريل في سابقة تاريخية
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين، إنه يريد أن يستوحي من الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت الذي طبق "الاتفاق الجديد" في الثلاثينات، لتحريك اقتصاد بريطانيا الذي تضرر كثيرا بفيروس كورونا المستجد.
وقال جونسون لإذاعة "تايمز راديو"، "أعتقد أن الأوان قد حان لتطبيق مقاربة روزفلت في بريطانيا" في إشارة إلى سياسة النهوض من خلال الطلب وتدخل الدولة بعد الكساد الكبير في الثلاثينات.
وشغل روزفلت منصب الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1933 حتى وفاته في عام 1945.
ولمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وضع الرئيس روزفلت برنامج الصفقة الجديدة (New Deal) الاقتصادي ليساهم بذلك في إنعاش اقتصاد بلاده وإنقاذها من الأزمة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يتحدث عشية خطاب يعلن خلاله برنامجا كبيرا للاستثمارات في البنى التحتية للبلاد. وخلال حملته الانتخابية تعهد بضخ الملايين في الخدمات العامة.
- مصانع بريطانيا تشهد أسوأ فصل على الإطلاق منذ 38 عاما
- بريطانيا تنتظر "لحظة عظيمة" الثلاثاء لتجاوز محنة كورونا
وأضاف "ما سنفعله خلال الأشهر المقبلة هو مضاعفة برنامجنا الأصلي الذي كان يركز على الاستثمارات لصالح البنى التحتية والتعليم والتكنولوجيا لتوحيد البلاد".
ويشمل البرنامج خطة لإعادة إعمار المدارس بقيمة 1.1 مليار يورو ويبدأ في 2020-2021 ويتعلق بخمسين مشروعا في المرحلة الأولى.
وسيعرض وزير المال الموازنة في الخريف كما ذكر جونسون مؤكدا أن لا عودة إلى التقشف التي عرفها البريطانيون قبل 10 سنوات عندما كان المحافظ ديفيد كاميرون في السلطة.
وأدت تدابير العزل إلى انهيار إجمالي الناتج الداخلي في بريطانيا ب20,4% لشهر نيسان/أبريل ، في سابقة تاريخية.
ودون مساعدة إضافية من الدولة، قد تبلغ البطالة معدلات غير مسبوقة منذ الثمانينات متخطية 3.3 مليون عاطل عن العمل في 1984.
وقال جونسون " بالطبع الأشخاص سيدركون صعوبة تخطي هذا الأمر".
وتابع "شهدنا تراجعا كبيرا في إجمالي الناتج الداخلي و عندما سنخرج من هذا المأزق سنواجه أوقاتا عصيبة لكن اقتصاد بريطانيا ديناميكي ومتين بشكل كبير وسنتخطى هذه المرحلة بصورة جيدة جدا".
وتكبدت بريطانيا خسائر حادة بسبب تفشي الفيروس، جاء في مقدمتها وفاة 43 ألف شخص ما جعلها الدولة الأكثر تضررا في أوروبا.
وعلى المستوى الاقتصادي، تضررت بريطانيا بشدة بسبب إجراءات العزل الصارمة، وانهار إجمالي الناتج الداخلي للبلاد.
وانكمش اقتصاد بريطانيا بوتيرة قياسية قدرها 5.8% في مارس/آذار الماضي، مقارنة مع فبراير/شباط السابق له مع تصاعد أزمة فيروس كورونا، لتأمر الحكومة بإغلاق معظم البلاد لوقف انتشار الفيروس.
وهذا أكبر انخفاض على أساس فصلي منذ نهاية 2008، خلال ذروة الأزمة المالية.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز