الأردن يعيش صدمة "رحلة الموت".. وعمليات البحث عن مفقودين مستمرة
السيول الجارية بشكل عنيف في وادي ماعين المطل على منطقة الشونة الجنوبية في الأغوار أدت إلى جرف الطلاب ومعلميهم وسقوط بعضهم
حالة من الحداد العام تسيطر على المملكة الأردنية الهاشمية، بعد وفاة 21 شخصا بينهم 3 عراقيين، وإصابة نحو 42 آخرين، بينهم طلاب ومعلمون ومواطنون، جراء السيول العنيفة التي ضربت منطقة البحر الميت (جنوب غرب) وجرفت معها الإنسان والحيوان والأخضر واليابس ودمرت المنشآت، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ والتفتيش بالمنطقة للبحث عن مفقودين.
وسقط معظم الضحايا لدى هطول أمطار غزيرة، ظهر الخميس، أدت إلى حدوث سيول عارمة في الأودية، تصادفت مع وجود رحلة مدرسية تضم طلابا ومعلمين في مجرى أحد الأودية أثناء استكشافهم المياه الكبريتية الحارة، وفق مصادر في وزارة التربية والتعليم الأردنية.
وأدت السيول الجارية بشكل عنيف في وادي ماعين المطل على منطقة الشونة الجنوبية في الأغوار إلى جرف الطلاب ومعلميهم وسقوط البعض منهم من فوق شلالات مرتفعة، ما أدى إلى وقوع وفيات فورية وإصابات.
وأعلن الأردن، الخميس، تنكيس علم السارية على المدخل الرئيسي للديوان الملكي، في العاصمة عمّان، اعتبارا من صباح، أمس الجمعة، ولمدة 3 أيام.
وأكد الديوان الملكي الأردني، بحسب ما نقل حسابه على موقع "تويتر"، أن الخطوة تأتي "حدادا على أرواح الطلبة والمواطنين الذين قضوا في الحادث الأليم بمنطقة البحر الميت بعد أن داهمتهم السيول".
غضب ملكي
وطالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بضرورة أن يكون هناك تقرير يحدد بدقة تفاصيل ما حدث، والعمل بشفافية لتحديد من يتحمل المسؤولية.
وقال إن "ما حدث، كان مأساة كبيرة آلمتنا جميعا كأردنيين، الله يرحم المتوفين، ويصبرنا، وأحر التعازي والمواساة لأسر المتوفين وأٌعزي نفسي وجميع الأردنيين".
وأشار الملك، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس السياسات الوطني في قصر الحسينية، الجمعة، إلى أهمية متابعة تداعيات ما تعرض له طلبة ومواطنون جراء السيول في منطقة البحر الميت، قائلا "إن ما حدث أثّر على قلوب كل الأردنيين، وعلى قلوب الناس بالإقليم والعالم، الذين عبروا عن تضامنهم مع الأردن في هذا المصاب الأليم".
ووجه الملك، خلال الاجتماع الذي حضره الأمير فيصل بن الحسين، مستشار الملك، رئيس مجلس السياسات الوطني، ورئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، بتقديم أفضل الرعاية الصحية والعلاجية للمصابين، معربا عن تمنياته لهم جميعا بالشفاء العاجل.
وتابع الملك: "كما أتوجه بالشكر للمواطنين الذين ساعدوا الأجهزة في عمليات الإنقاذ والإخلاء وهذا التعاون مصدر فخر وليس بغريب على الأردنيين".
وقدم العاهل الأردني، عبر حسابه على موقع "تويتر"، التعازي إلى أسر الضحايا، وقال: "حزني وألمي شديدان وكبيران، ولا يوازيهما إلا غضبي على كل من قصّر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة".
الرزاز يشارك في البحث عن الضحايا
وأشرف على عمليات البحث والإنقاذ، ميدانيا، رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، ووزير الداخلية سمير المبيضين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير الأمن العام، ومدير الدرك.
وطالب الرزاز جميع الأجهزة المدنية والعسكرية بالتحرك الفوري إلى المنطقة المنكوبة، ومتابعة الحادث ميدانيا، حيث تواجد وزير الأشغال العامة والإسكان ومدير عام الدفاع المدني في موقع الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين.
كما تم إرسال طائرات مروحية وتحريك آليات من وزارات البلديات والأشغال العامة وشركة البوتاس العربية للتعامل مع الحادث.
وما زالت عمليات البحث والإنقاذ والتفتيش مستمرة، للتأكد من عدم وجود أي أشخاص مفقودين، مع العلم أن وعورة المنطقة وغزارة الأمطار وتشكل السيول وما رافقها من طمي وأتربة وحدوث بعض الانهيارات في المنطقة كانت سبباً بإعاقة عمليات البحث.
فحص الحمض النووي
مدير المركز الوطني للطب الشرعي الأردني الدكتور أحمد بني هاني، قال إنه تم التعرف على هوية 20 جثة نقلت إلى المركز إثر حادثة البحر الميت وتسلمها ذووهم من أصل 21 جثة.
وأضاف بني هاني أن ذوي إحدى الفتيات المتوفيات لم يتعرفوا على جثة ابنتهم، وأنه لإزالة الالتباس والتعرف الدقيق على الجثامين، تم أخذ عينات لفحصها بواسطة الحمض النووي (DNA) وذلك في المختبر الجنائي التابع للأمن العام للتعرف على هوية الجثة الوحيدة المتبقية.
لجنة وزارية لتقصي الحقيقة
وقرر رئيس الوزراء، تشكيل لجنة للوقوف على حيثيات حادث البحر الميت، برئاسة نائب رئيس الوزراء الأردني الدكتور رجائي المعشر.
وضمت اللجنة كلا من وزراء "العدل، والداخلية، والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، والصحة، والشؤون البلدية، والسياحة، والدولة للشؤون القانونية، والدولة لشؤون الإعلام، ووزير الأشغال العامة والإسكان".
وكلف رئيس الوزراء، اللجنة بتقديم تقرير شامل حول جميع التفاصيل المتعلقة بالحادث، ليتسنى للحكومة الوقوف عندها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
"جوجل" تعلن الحداد أيضاً
وتضامنت شركة "جوجل" العالمية، مع الأردن، في مصابه الجلل، بعد أن وضعت على صفحتها الرئيسية صورة تدل على الحداد، لضحايا السيول الجارفة في البحر الميت.