قمة مكة لدعم الأردن ترسخ قاعدة الشراكة العربية لحماية المنطقة
المحلل السياسي الكويتي فؤاد الهاشم قال إن اجتماع مكة قادر على ضبط المنطقة ومواجهة مخططات قطر الشيطانية لزعزعة استقرار الدولة العربية
ثمن مراقبون وخبراء دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لعقد قمة بمكة المكرمة لدعم الأردن، معتبرين أن الخطوة تأتي في إطار إدراك السعودية لدورها بالمنطقة، لا في حدود محيطها الخليجي فقط، ولكن في المنطقة العربية كلها، من خلال مواجهة التحديات التي تحيط بالعالم العربي، وهو الدور الذي وضح في الأزمة التي تواجهها المملكة الأردنية.
وعد المراقبون الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن الدعوة السعودية تضع أساس قاعدة للشراكة في حماية المنطقة بأيد دول مؤثرة، على رأسها الإمارات، والكويت، لافتين إلى أن قمة مكة الرباعية، المقرر انعقادها اليوم الأحد، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تجسد هذه القاعدة.
- قرقاش: اجتماع دعم الأردن تجسيد صادق للدور العربي الخيِّر للسعودية
- وزير سعودي: اجتماع مكة لدعم الأردن يمثل "جمع للصف العربي"
وكان خادم الحرمين الشريفين قد دعا السبت الماضي، إلى عقد اجتماع يضم كلاً من السعودية والإمارات والكويت والأردن في مكة المكرمة، اليوم الأحد، لمناقشة سبل دعم الأردن والخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.
وتأتي القمة في مسعى لحماية الأردن عبر إجراءات دعم اقتصادية واستثمارات ضخمة ومشاريع إنمائية للقضاء على البطالة.
عضو مجلس الشورى السعودي، د. محمد آل زلفا، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "القمة عبارة عن دعوة خير لشعب الأردن من رجال كرماء في الإمارات والكويت، على أراضي المملكة العربية السعودية، هدفها حتمية الوقوف إلى جانب الأردن في الظروف التي يمر بها".
وتابع أن "الوقوف مبكراً يعتبر أمراً حاسماً، من الدول التي ستكون في مكة، للمواجهة بقوة حتى لا يترك الأمر للعابثين، كما سبق وأن فعلوا بسوريا والعراق واليمن، ويهدفون إلى تحويل الأردن إلى منطقة صراع، فهذا هو سبب حرص الدول الثلاث".
وأوضح آل زلفا أن "الأردن بلد عربي مهم في منطقة حساسة وظروف صعبة منذ التدخل الإيراني والتركي، والقمة لحماية المملكة بإجراءات دعم اقتصادية واستثمارات ضخمة، تتناسب مع شعب الأردن النشيط، الذي يحتاج لرسم خارطة طريق للسياسة الاقتصادية".
وشدد على "ضرورة أن تلتفت الحكومة بقوة للمطالب المشروعة للشارع بقطع دابر الفساد، حتى تستفيد الشعوب من خيراتها أو تستهدف بلادهم الاستثمارات الخارجية".
من جهته، قال المحلل السياسي الكويتي، فؤاد الهاشم، إن" الدول الثلاث، السعودية، الإمارات، الكويت، قادرة بقوة على ضبط المنطقة ومواجهة المخططات الشيطانية، التي تقودها قطر عبر الجماعات الإرهابية مثل الإخوان والحوثيين، والمهمة الآن إنقاذ الاقتصاد الأردني، الذي يعاني من قلة الموارد، عبر مشروعات تنموية".
وأضاف الهاشم أن "هذا الدور يؤكد قوة منظومة الخليج العربي، الذي يعي محيطه العربي، ودوره في المنطقة".
الهاشم شدد في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" على ضرورة توجيه ما سيخرج من قمة مكة من خطة اقتصادية عبر مساعدات إلى مشروعات تقوم بدور كبير في محاربة البطالة، ورفع معدل التنمية بالأردن.
من جانبه، أوضح الباحث السياسي السعودي، خالد المجرشي، أن "الدعوة الملكية تأتي من الحرص على استقرار الأوضاع بالعالم العربي بصفة عامة، والأردن بصفة خاصة، وهذا الأمر ليس جديداً، في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، الذي يضغط على دول من بينها الأردن، والاجتماع يمثل حرص السعودية مع الإمارات والكويت على دعمه".
المجرشي أشار في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن "ما يحدث في الأردن استغل عبر محركات خارجية، من تنظيم الحمدين، لأن الأولى أيد عاصفة الحزم والمقاطعة العربية وأوقف بعض المعاملات مع قطر، وألغى اتفاقيات كثيرة مع تركيا، للوقوف مع الرباعي لاسيما مصر، لأن الفضاء التركي احتضن منصات ضد القاهرة ودعم الإرهاب".
ولفت الباحث السياسي السعودي إلى أن "الخشية على مستقبل الأردن، حتى لا ينزلق كما حدث في دول أخرى بالمنطقة، وفي ظل الحرص العربي - الخليجي على استقراره، نرى العمل من القيادات الخليجية على بدء إجراءات اقتصادية واستثمارات في الجانب الأردني، وهي الأهم في هذا التوقيت، فضلاً عن المنح التي تضبط الاقتصاد لحين إنهاء الأزمة".