اجتماع سداسي بالأردن لبحث عودة سوريا للجامعة العربية
خبراء يؤكدون أن الأردن دولة محورية في العلاقة مع سوريا، ومن الممكن أن يكون بوابة العرب إلى دمشق
يحتضن الأردن، غدا الخميس، اجتماعا سداسيا عربيا لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية، كما يبحث سبل وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة.
ووصل وزراء خارجية 5 دول عربية، الأربعاء، إلى العاصمة الأردنية عمّان، لعقد اجتماع في قصر المؤتمرات على شاطئ البحر الميت في الأردن، لبحث القضايا الإقليمية وأبرزها ملفا سوريا والتدخل الإيراني في شؤون دول الجوار.
ويشارك في الاجتماع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وسامح شكري وزير الخارجية المصري، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير خارجية الكويت، ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بالإضافة إلى أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، وذلك للتشاور حول الملف السوري وإيجاد حلول لإعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.
ولدى وصولهم إلى عّمان توجه وزراء خارجية الدول العربية الخمس إلى الديوان الملكي لمقابلة العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة: "إن الوزراء سيبحثون العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وسيتبادلون وجهات النظر حول سبل التعامل معها بما يحقق الهدف المشترك في حل أزمات المنطقة، ويخدم المصالح والقضايا العربية.
وأكد المحلل السياسي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاجتماع يهدف إلى بناء خارطة طريق واتخاذ قرارات مهمة، مثل عودة سوريا إلى حضنها العربي، وفرصة للتحاور على مستوى وزراء الخارجية في أمور أخرى تشترك فيها هذه الدول الستة.
وبيّن "السبايلة" أن احتواء نفوذ إيران، يعد جزءا مهما من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، وهو بحاجة إلى تحرك عربي، حتى وإن كان عبر سوريا، وإعادتها إلى حضنها العربي.
وحول أهمية عقد الاجتماع في الأردن، اعتبر أن وزير خارجية أمريكا قدم أول تصريح حول إيران من الأردن، ولذلك فإن واشنطن ترى ضرورة احتواء إيران دبلوماسيا، ولذلك فمن الضروري ظهور نفوذ عربي لمواجهة طهران.
وأكد أن الأردن يعد دولة محورية في العلاقة مع سوريا، ومن الممكن أن يكون بوابة العرب إلى دمشق، خاصة أن العاصمة السورية تربطها علاقات وطيدة مع النظام في إيران، وبالتالي يمكن تشكيل نفوذ دبلوماسي عربي يمكنه من التعامل مع طهران عبر دمشق.
وحول الملف الفلسطيني، استبعد "السبايلة" أن تتم مناقشة هذا الملف خلال الاجتماع السداسي المرتقب، معتبرا أن قضية فلسطين وأزمتها تحتاج اجتماعا وقمة بمشاركة الزعماء العرب.
ولفت إلى أن جميع الأمور والمفاوضات في الملف الفلسطيني مؤجلة لما بعد الانتخابات الإسرائيلية، إضافة إلى "المخاض الذي يمر به المكتب السياسي الفلسطيني"، وفق قوله.
فيما اعتبر، وزير خارجية الأردن الأسبق، الدكتور كامل أبو جابر، أن الاجتماع يأتي في وقت هام للغاية، خاصة أنه كلما أسرع العرب في إعادة تأهيل سوريا وإعادتها إلى وضعها الطبيعي في العالم العربي، كان هذا لمصلحتها ولمصلحة فلسطين والعرب.
وأضاف أبو جابر، أنه لا يجب نسيان أن الحرب على سوريا هي من أجل الجولان، وإسرائيل لا تزال ترفض أي نوع من الانسحاب من الهضبة المحتلة لأنها تريد بسط سيطرتها على تلك المنطقة.
وأشار إلى أن الصحف الأمريكية نشرت مؤخرا تصريحات إسرائيلية تطالب واشنطن بالاعتراف بأن أراضي الجولان هي أراضٍ إسرائيلية وليست سورية.
وشدد وزير خارجية الأردن الأسبق على أن الملف السوري يأخذ طابعا ذا أهمية مطلقة، لأنه آن الأوان أن يُعاد لم شمل الدول العربية إلى ما كان عليه سابقا.
وأكد أن الأردن يلعب دورا مهما في عودة سوريا إلى مكانها الطبيعي، خاصة أنه البلد الوحيد الذي له تماس مباشر ديمغرافيا وجغرافيا مع دمشق.
وفيما يخص الشأن الإيراني، أكد أبو جابر أن للأردن الحق في إبداء رأيه في سياسة إيران الخارجية وتدخلاتها في العالم العربي، وهو موقف رفضه ويرفضه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وعبر عنه في أكثر من مناسبة.