"العين الإخبارية" ترصد تجربة الأردن لمكافحة كورونا.. النجاح وشيك
الأردن فرض حظرا شاملا للتجول، لمدة 48 ساعة، ضمن إجراءاتِ الحد من تفشي فيروس كورونا، في وقت ارتفع عدد المتعافين فيه إلى 175.
مع الحرب التي تخوضها جميع دول العالم للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد، في ظل عدم اكتشاف علاج أو لقاح له حتى الآن، تقترب الأردن من مرحلة محورية في معركتها ضد كورونا، بعد تسجيلها "صفر" حالات إصابة الجمعة الماضية، ولاحقا إصابات محدودة.
وأعلن وزير الصحة الأردني، سعد جابر، ما وصفه بـ"الخبر المفرح"، أن الأردن لم يسجل الجمعة الماضية أي حالة إصابة بكورونا، فيما تم تسجيل إصابات محدودة خلال اليومين الماضيين.
وكان الأردن قد فرض بدءاً من منتصف ليلة الجمعة الماضي حظرا شاملا للتجول لمدة 48 ساعة، ضمن إجراءاتِ الحد من تفشي فيروس كورونا، في وقت ارتفع عدد المتعافين فيه إلى 175.
حزم حكومي والتزام شعبي
الدكتور بسام حجاوي، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا بالأردن، استشاري الأوبئة يروي لـ"العين الإخبارية" تجربة بلاده في تقليص عدد المصابين بكورونا.
"تكاتف وتضافر جهود الجهات الصحية والأمنية في البلاد، والاستعداد الجيد، وفرض الإغلاق، وغلق المعابر والحدود، مرورا بالاستقصاء الوبائي المستمر، وإجراء الفحوصات للمخالطين، وتبادل للخبرات بين الدول التي ظهر فيها الوباء، مع وضع جميع السيناريوهات للتعامل مع الأزمة"، أسباب أكد "حجاوي" أنها تقف وراء "البقاء ضمن حدود وسيناريوهات آمنة حتى الآن" حسب تعبيره.
وأكد "حجاوي" أن من أسباب الحد من انتشار وباء كورونا؛ هو تحقيق طرفي المعادلة؛ الحزم الحكومي في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والتزام المواطنين بهذه الإجراءات".
وقال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا إنه "منذ بداية الأزمة وانتشار كورونا في الصين؛ شكلت الأردن اللجنة الوطنية التي تعمل كاستشاري ومساعد لوزير الصحة؛ بهدف السيطرة على انتشار الفيروس".
ويضيف: "نجحت اللجنة في إعداد خطة طوارئ صارمة تضمنت جميع الاحتياجات اللازمة فى هذا الوقت، مع تجهيز المختبرات والمستشفيات للتعامل مع الفيروس، فضلا عن جميع الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة الناس".
تدابير منذ بدء الأزمة
ويشرح استشاري الأوبئة كيفية تعامل الأردن مع أزمة كورونا، قائلا: أول معالم الحجر الصحي تحت إشراف وزارة الصحة، كانت للمواطنين الأردنيين الذين أمر العاهل الأردني بإجلائهم من الصين بطائرة خاصة؛ منذ تفشي الفيروس هناك، مع عمل المتابعة العلاجية اللازمة إذا ظهرت عليهم أي أعراض للإصابة.
وأضاف "حجاوي" الذي يشغل أيضا رئيس جمعية الصحة العامة الأردنية: "جرى إغلاق جميع المطارات بالبلاد بعد إعطاء فرصة لجميع الأردنيين الموجودين في دول العالم، للعودة، حيث بلغت أعدادهم نحو 5 آلاف أردني من خلال 70 طائرة حطت في مطار الملكة علياء في ليلة واحدة، مشيرا إلى وضعهم في الحجر الصحي لفترة أسبوعين داخل فنادق 5 نجوم تحملت الدولة تكلفتها، مع مراقبة حالتهم الصحية.
فرق "استقصاء وبائي" تجوب المحافظات
وضمن الإجراءات الاحترازية، بحسب حجاوي، قامت كل مستشفي بتجهيز غرف عزل لديها في حال وصول إصابات، أو حالات مشتبه في إصابتها، مع التزام الكوادر الطبية العمل بالتناوب، حيث يعمل قطاع من هذه الكوادر أسبوعين، وإعطائهم راحة مماثلة؛ لسلامتهم وعدم إصابتهم بالمرض، أو لحين تعافيهم من أي إصابات محتملة.
وحول التدابير التي وضعتها اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا لحماية الأطقم الطبية، قال عضو اللجنة: "تمكنا من صناعة كمامات وقفازات طبية بأعداد كافية، وأبلغنا جميع أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات بارتدائها، فضلا عن ارتداء كل طبيب أو ممرض/ة بدلة وقائية كاملة عند التعامل مع حالات مشتبه في إصابتها، للحفاظ على الأطقم الطبية خط الدفاع الأول ضد الفيروس".
وأضاف: تشكلت فرق للاستقصاء الوبائي تجوب جميع محافظات المملكة بشكل مستمر للبحث عن إصابات محتملة، ما أسهم في تخفيف الضغط على الكوادر الطبية، والحفاظ على استيعاب النظام الصحي لأي إصابات جديدة، تفاديا لتكرار سيناريو إيطاليا وإسبانيا".
استمرار التدابير والتزام المنزل
ورغم انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الأردن، أكد حجاوي أن التدابير الاحترازية ستستمر، مع تخفيضها تدريجيا، في محاولة للوصول إلى الحد الأدنى من الإصابات.
وإذ أعلن بدء فتح المنشآت الصناعية تدريجيا، وتقديم المطاعم خدمة الدليفري وذلك حتى لا يكون هناك تجمعات، استدرك: "لكن لا يوجد فى خططنا حتى الآن فتح المدارس، أو الجامعات، أو دور العبادة، أو أي تجمعات حاليا؛ لأن التجمعات هى المحببة للفيروس، والتزام المنزل هو الأساس في الوقاية".
وقال عضو اللجنة: "نحتاج صفرا لأربعة عشر يوما متواصلة للتأكد من خلو المملكة من فيروس كورونا أو تواصل الانخفاض في أعداد المصابين خلال الفترة المقبلة"، معربا عن أمله أن ينحسر وباء كورونا بنهاية أغسطس المقبل.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد أشاد بالإنجاز الوطني في محاربة كورونا، قائلا في كلمة وجهها للأردنيين: "لا أتحدث إليكم اليوم لأقدم النصائح والتوجيهات بل لأقول لكم أثبتم كما كنتم دائما، أنكم كبار أمام الأمم في مواجهة التحديات، ليس بما تملكون من موارد أو إمكانات مادية، بل بعزيمتكم ووحدتكم ووقوفكم وقفة رجل واحد لحماية الوطن".
كما رسم العاهل الأردني صورة للحياة بعد انتهاء الأزمة: "الحياة ستعود إلى طبيعتها قريبا، وستعود الصلوات في المساجد والكنائس، وسيعود الطلاب إلى مدارسهم والعمال إلى مصانعهم".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز