سفير الأردن لدى الإمارات: علاقات البلدين ضمانة للأمن القومي العربي
أكد جمعة عبدالله العبادي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الإمارات أن مشاركة الإمارات في احتفالات المملكة بمئويتها يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين.
وبين العبادي في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" أن العلاقات الإماراتية الأردنية شكلت عبر عقود ضمانة قوية للأمن القومي العربي والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وذلك نظراً لتطابق وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك عربيا وإقليميا ودوليا.
وقال السفير الأردني: "تغمر قلوبنا السعادة للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات وما يربطهما من أواصر عميقة وتفاهم وتعاون مشترك على كافة المستويات ونستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز المحطات المضيئة التي أرست علاقات الخير والأخوة والمحبة بين البلدين ومسيرة المؤسسين والبناة الأوائل الذين سطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة وتضحياتهم وتصميمهم علامة خالدة وبارزة في تاريخ أمتهم ورفعة أوطانهم".
وتابع: نستذكر المسيرة الخالدة لجلالة الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد بن سلطـان آل نهيان - "طيب الله ثراهما" - وما جمعهما من روابط أخويه عميقة عززت وشائج الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين وسار على نهجهما وخطاهما الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات حتى باتت العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجاً يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء.
وأكد أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تجاوزت الأطر التقليدية بفضل التنسيق والتعاون المستمر على أعلى المستويات والعمل الدؤوب لحفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين الداخلي والإقليمي وتعزيز وتقوية الروابط والوشائج الأخوية وكذلك التوافق والتناغم الكبير في مواقفهما تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية ذات الاهتمام المشترك في كافة المحافل الإقليمية والدولية والتشاور المستمر حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التعاون والتفاهم بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الشقيقين والمنطقة.
وحول النمو في حجم التبادل التجاري بين البلدين قال السفير العبادي: "إن المملكة ودولة الإمارات ترتبطان بعلاقات تجارية عميقة تترجمها الأرقام على أرض الواقع حيث بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في المملكة حوالي 17 مليار دولار وقيمة التبادل التجاري 818 مليون دولار خلال الفترة من يناير وحتى شهر نوفمبر من العام الماضي مؤكدا على التنامي المستمر في مستوى الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين.
وعن مشاركة دولة الإمارات في احتفالات مئوية المملكة الأردنية الهاشمية أكد أن الاحتفالات بمئوية المملكة تعكس مسيرة حافلة بالبناء والإنجاز ونهضة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مدى قرن من الزمن بجهود حثيثة من القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني وتم خلالها تحقيق المعجزات في بناء المملكة وتوطيد أركانها ومواجهة كافة التحديات والظروف الإقليمية الصعبة رغم ضيق وندرة الموارد.
وأكد العبادي أن العلاقات الإماراتية الأردنية شهدت نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين ولجنة مشاورات سياسية ولجان فنية ولجنة الأخوة البرلمانية الأردنية- الإماراتية حيث عملت هذه اللجان على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأوسع في العلاقات الثنائية ولمواجهة التحديات في المنطقة بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل العربي المشترك.
وأضاف أن البلدين يرتبطان من خلال هذه اللجان بعدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تنظم العمل في كافة مجالات التعاون الثنائي وقد باتت دولة الإمارات شريكاً رئيسياً واستراتيجياً للأردن في مختلف المجالات بفضل الإرادة السياسية والتوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين التي تدعو على الدوام إلى مزيد من الجهد من القطاعين العام والخاص لتحقيق شراكات ومخرجات تلبي الطموحات وتصب في مصلحة البلدين.
وعن الجهود الإماراتية الأردنية لتعزيز التعاون العربي المشترك ودعم ومساندة قضايا الأمة العربية قال السفير الأردني: "تنطلق المملكة ودولة الإمارات من مبادئ راسخة فيما يتعلق بالتعاون العربي المشترك ومساندة قضايا أمتنا العربية بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار".
وأضاف "تمتلك قيادتا البلدين رؤية مشتركة ومتقاربة لمجمل الملفات العربية وتحرصان كل الحرص على تعزيز قيم التعاون والتشاور بشكل مستمر في مختلف القضايا ودعم الجهود والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وكذلك العمل على تسوية النزاعات بالأدوات الدبلوماسية والتفاوض والحوار البناء.
وأشار إلى أن هناك تواصلا وتنسيقا وتشاورا مستمرا حول القضايا الإقليمية والدولية، في ضوء تزايد حجم التحديات التي تواجه المنطقة العربية والتي تتطلب عملاً جماعياً عربياً مشتركاً وزيادة في التعاون والتنسيق، وحل أزمات المنطقة بعقلانية وحكمة وتغليب الجهود الدبلوماسية وحماية المصالح العربية والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية.
وأكد أن هناك توافقن في الرؤى بين البلدين الشقيقين لتعزيز الاستقرار في المنطقة وترسيخ السلم والأمن الدوليين، حيث ينسق البلدان ويدعمان كل المبادرات الدولية التي من شأنها إرساء السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.