خوانيتو.. أيقونة مدريدية لا تعرف المستحيل
يزخر تاريخ ريال مدريد بالكثير من الأساطير والنجوم، التي سطرت بإنجازاتها أسطورة النادي الملكي، ومن بين هؤلاء "خوانيتو".
خوان جوميز جونزاليس، المعروف باسم خوانيتو، كان واحدا من أبرز النجوم في ريال مدريد خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ويقترن اسمه في أذهان الجماهير المدريدية بكونه أحد المشجعين المتعصبين للفريق الملكي، فضلا عن لعبه للفريق.
وفي الوقت الذي يستعد فيه ريال مدريد لخوض مباراة مصيرية أمام بروسيا مونشنجلادباخ، ربما تحتاج كتيبة المدرب زين الدين زيدان لاستحضار "روح خوانيتو"، الذي كان رمزا لواحدة من الملاحم الخالدة في تاريخ النادي الملكي، وكانت أمام نفس الفريق.
خوانيتو أيقونة مدريدية
المهاجم السابق انضم إلى ريال مدريد وهو في عمر 23 عاما قادما من بورجوس مقابل 160 ألف يورو في عام 1977، وذلك بعد تألقه في سن مبكر مع منتخب إسبانيا، وتنافس عدة أندية على ضمه.
لطالما أعلن خوانيتو عن حبه العميق لريال مدريد، وهو ما ظهر في تصريحاته الصحفية واحتفالاته الجنونية بالفوز والأهداف، رغم أنه في سنوات عمره الأولى لم يكن لديه أي شغف بالفريق الأبيض.
خوانيتو ولد في بلدة فوينخيرولا بإقليم الأندلس البعيد عن مدريد، وعرف عنه في طفولته تشجيعه لفريق ريال سرقسطة، كما أنه بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية أتلتيكو مدريد (1969-1973)، الجار والخصم اللدود للميرينجي، إلا أنه بدأ تشجيع الريال قبل سنوات قليلة من انتقاله إليه.
وبعد انضمامه إلى ريال مدريد قال خوانيتو: "اللعب في صفوف الريال يشبه ملامسة السماء، لطالما كان ريال مدريد خياري الأول كفريق، وكان مدريد دائما الأفضل لدي كمدينة".
خوانيتو رحل عن قلعة "سانتياجو برنابيو" في عام 1987 بعد عِقد كامل قضاه مع ريال مدريد، حيث اتجه إلى نادي ملقا، واستمر معه عامين قبل إعلان اعتزاله، ثم تراجع عن الاعتزال في عام 1991 ليلعب لفترة قصيرة مع ناد محلي في مسقط رأسه، يسمى لوس بوليتشيس.
المهاجم السابق خاض 401 مباراة بقميص ريال مدريد، سجل خلالها 153 هدفا، وحقق 10 ألقاب.
ملحمة جلادباخ
في ذهاب دور الـ16 لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا)، تلقى ريال مدريد هزيمة ثقيلة بنتيجة 1-5 أمام بروسيا مونشنجلادباخ، ليصبح خروج حامل اللقب مسألة وقت لا أكثر.
ريال مدريد نجح في قلب الطاولة في لقاء العودة الذي أقيم بملعبه "سانتياجو برنابيو" أمام 93 ألف مشجع، وفاز برباعية نظيفة ليحصد بطاقة التأهل بفضل الهدف الاعتباري خارج الديار، وواصل طريقه حتى حقق اللقب الثاني في البطولة.
في الدقيقة الأخيرة من اللقاء خرج خوانيتو للتبديل، وأثناء خروجه كان يتقافز فرحا احتفالا بالعودة التاريخية، ورد اعتبار الفريق الملكي بعد أسبوعين تقريبا من سقوطه المدوي في ألمانيا.
ورغم أن خوانيتو لم يسجل في تلك المباراة، إلا أن روحه القتالية ورغبته في تحقيق الانتصار واحتفاله الجنوني في أرض الملعب، جعلوه رمزا لتلك العودة التاريخية، وتسببوا في ظهور ما يعرف بـ"روح خوانيتو".
علاقة خوانيتو بمباريات العودة أو "الريمونتادا" لم تبدأ من موقعة جلادباخ، بل في الموسم السابق (1984-1985)، حين تغلب ريال مدريد على إنتر ميلان في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، في طريقه لتحقيق اللقب الأول بالبطولة.
إنتر فاز في إيطاليا ذهابا بثنائية دون رد، ورفض خوانيتو الاستسلام، وقال تصريحه الشهير: "90 دقيقة في البرنابيو مدة طويلة جدا"، وبالفعل نجح الفريق المدريدي في الفوز بثلاثية دون رد في مباراة الإياب بالبرنابيو.
مدريدي حتى الموت
وكما كانت حياته مرتبطة بريال مدريد، كانت وفاة خوانيتو أيضا كذلك، حيث فارق الحياة في أبريل/نيسان 1992 عن عمر 37 عاما، بعد تعرضه لحادث سيارة أثناء عودته إلى منزله عقب مشاهدة مباراة الريال ضد تورينو في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
جماهير ريال مدريد تحافظ منذ سنوات طويلة على تقليدها لتكريم خوانيتو في المباريات المقامة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، حيث تلوح بلافتة كبيرة تحمل الرقم "7" الذي كان يرتديه اللاعب، كما تصفق له عند الدقيقة السابعة.
جدير بالذكر أن خوانيتو كان بدأ مسيرته التدريبية قبل وفاته بعدة أشهر مع فريق ميريدا، حيث كان يحلم يوما ما أن يجلس على مقعد المدير الفني لريال مدريد.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز