خبراء: اتفاق جوبا نقطة تحول في تاريخ السودان
الخبراء يقولون إن هذا الاتفاق من شأنه وقف الحرب نهائيا في السودان، لكنه بحاجة لأن يستكمل بإلحاق بقية الحركات المسلحة .
أشاد خبراء وفاعلون في المشهد السياسي السوداني، بالاتفاق الذي وقعته حكومة الخرطوم، وتحالف الجبهة الثورية في العاصمة جوبا، ووصفوه بأنه نقطة تحول تاريخية في مسيرة البلاد.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن هذا الاتفاق من شأنه وقف الحرب نهائيا في السودان، لكنه بحاجة لأن يستكمل بإلحاق بقية الحركات المسلحة غير المنضوية في العملية السلمية.
ووقعت الحكومة السودانية، الإثنين، بالأحرف الأولى على بروتوكولات سلام مع فصائل تحالف الجبهة الثورية المسلح، وسط أجواء تفاؤل عمت أرجاء العاصمة جوبا.
وبحسب مصادر "العين الإخبارية" فإن البروتوكولات الموقعة تضمنت تمديد الفترة الانتقالية لتكون 39 شهرا تبدأ مع توقيع اتفاق السلام، وحكم ذاتي لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وإعطاء الحركات، 3 مقاعد بمجلس السيادة و75 مقعدا في المجلس التشريعي ضمن تفاهمات تقاسم السلطة.
وجرت مراسم التوقيع في جوبا بحضور رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وبعثات دبلوماسية ومراقبين دوليين وإقليميين.
وقال المحلل السياسي، حافظ المصري، إن "الاتفاق يمثل خطوة كبيرة في مسار وقف عقود من الحرب الأهلية في السودان، ويجب أن يجد كل هذا الاحتفاء".
وشدد المصري، على أن الاتفاق سيحقق الاستقرار في دارفور، وسيسهم في عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وهو خطوة تاريخية في مسار العملية السلمية في السودان.
وأضاف "في تقديري أن فرحة السودانيين منقوصة اليوم نسبة لعدم وجود حركة عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور في هذا الاتفاق، لأن من شأن ذلك أن يعطي صورة مشوهة للسلام الذي تحقق".
ودعا إلى ضرورة أن تقدم الحكومة الانتقالية بجدية لقيادة مفاوضات جادة مع حركتي الحلو وعبدالواحد نور للوصول إلى السلام الشامل تحقيقا لشعارات الثورة.
لحظة طال انتظارها
ومن جانبه، يؤكد الصحفي والمحلل السياسي، مجدي العجب أن الاتفاق خطوة كبيرة في مسار العملية السلمية في السودان، وهي لحظة طال انتظارها.
وقال "ما تم خطوة محفزة للرافضين لمحادثات السلام، وهي إشارة للحلو، وعبدالواحد، وبدا ذلك واضحا من خلال ترديد المشاركين في حفل التوقيع اليوم مطالبهم لهذين الفصيلين بالانضمام للعملية السلمية".
وأضاف "بهذه الخطوة يكون قد تحقق 75% من السلام الذي سيستكمل بفصيلي الحلو وعبدالواحد، إذ اصبح السبيل ممهدا أمام انضمامهما للعملية السلمية".
ويرى المحلل السياسي، أحمد حمدان، أن الأطراف تمكنت من تجاوز عقبة التوافق، وأصبح أمامها محك استكمال الاتفاقية وتنفيذها الذي يحتاج إلى إرادة سياسية قوية.
وقال حمدان "لقد تحقق الكثير في مسار العملية وتبقي القليل الذي يحتاج إلى تحركات قوية من أجل إكمال الفرحة وطي صفحة الحرب اللعينة إلى الأبد".
ورغم هذا الزخم، إلا أن الفرحة تبدو منقوصة بالنسبة للسودانيين، حيث ما يزال هناك فصيلان مسلحان كبيران خارج العملية السلمية، وهما الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بزعامة عبدالواحد محمد نور.
وتعثرت المفاوضات بين الحكومة وحركة الحلو، بعد مطالبة الأخير بعلمانية الدولة السودانية أو إعطاء حق تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ذات الغالبية السكانية غير المسلمة.
ورفضت الحكومة السودانية هذا المطلب التفاوضي، معللة بأن هذا الأمر يخرج عن إطار تفويضها ويجب أن تطرح هذه القضايا في مؤتمر دستوري قومي لحسمها.
أما حركة عبدالواحد محمد نور التي تسيطر على مناطق واسعة بجبل مرة غربي السودان، فقد رفضت الدخول في المفاوضات، واشترطت نقل المحادثات إلى الخرطوم للانخراط في العملية السلمية.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز