حكومة جوبا والمتمردون.. صبر الخرطوم وحرج الحلفاء
وسائل إعلام في الخرطوم اتهمت حكومة جنوب السودان بأنها تعمدت تجاهل الإيفاء بالتزاماتها الدولية بطرد الحركات السودانية المتمردة.
اتهمت وسائل إعلام في الخرطوم، حكومة جنوب السودان بأنها تعمدت تجاهل الإيفاء بالتزاماتها الدولية بطرد الحركات السودانية المتمردة رغم التحذيرات التي ظلت تطلقها حكومة السودان والمطالبة بضرورة طردها والاتجاه نحو تنفيذ الاتفاقات الموقعة بينها والسودان منذ 2012.
ورأى موقع (السودان اليوم) أن جوبا ظلت منذ التوقيع على اتفاقية التعاون المشتركة تقوم بإعمال مخالفة للنصوص التي جاءت في اتفاقية التعاون، والتي ضمت بنودها تأكيد الطرفان التزامهما على احترام مبادئ قانون تأسيس الاتحاد الإفريقي وميثاق الأمم المتحدة المرتبط بالعلاقات والتعاون بين الدول واحترام سيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها.
وأصبح إيواء جوبا لحركات التمرد الدارفورية و(قطاع الشمال) محل انتقاد من المجتمع الدولي؛ إذ جاءت الإدانات من قبل الدول الصديقة لجنوب السودان محذرة من عواقب استمرار الدعم والإيواء لحركات التمرد السودانية، ولم يعد سراً أن أقدمت معاهد بريطانية مرموقة على حث جوبا للالتفات إلى عواقب ومآلات استمرار دعمها لحركات التمرد، خاصة مع رفض المعارضة الجنوبية وجود القوات السودانية المتمردة.
وحذر معهد (جاثام هاوس) بلندن مؤخرا من مغبة استمرار دعم جوبا لقوات التمرد، مشيرا إلى أن السودان يسعى إلى وقف دعم الجنوب للحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور، كما حذرت سفيرة بريطانيا السابقة في السودان روزاليندا هارسدن من أن كل المتمردين سيتوحدون ضد النظام بجوبا ما لم يلتزم بطلب السودان طرد الحركات المناوئة له، وأكد الخبراء التزام السودان بالاتفاقيات مع حكومة جوبا لا سيما تأمين الحدود المشتركة بين البلدين وأشاروا إلى قلق السودان ومخاوفه من عدم انسحاب متمردي الشمال من الجنوب ومعتبرين أن هذا الأمر يشكل خطرا على أمن للدولتين.
من جهة أخرى، يعكس واقع الأحداث الأمنية في جنوب السودان حاجته إلى الاحتفاظ بقوات الحركات المتمردة التي أضحت تشكل عنصرا أساسيا في القتال مع صفوف الحكومة ضد المعارضة؛ إذ لم تزل الحركات المتمردة تسهم في القتال مع الحكومة، وأصبحت جزءا من الأزمة الأمنية في جوبا.
ويبدو أن ممارسات جنوب السودان من احتضان الحركات المتمردة أحرجت الولايات المتحدة -التي ظلت تعتبر دولة الجنوب مدللة منذ الانفصال- مما دفع الخارجية الأمريكية إلى إصدار بيان تحث فيه جوبا على الكف عن دعم التمرد، منادية بضرورة الوصل إلى مطلوبات الجوار الآمن، وتحقيقا لمبدأ العدالة الدولية طالبت جوبا بالكف عن دعم وإيواء الحركات المسلحة السودانية والامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي (2046) الذي يقضي بإبعاد المعارضة المسلحة التي تأويها ومنعها من ممارسة أي نشاط عسكري انطلاقا من أراضيها ضد السودان.
رغم الوثائق التي يمتلكها السودان والتي تثبت تورط جوبا في استمرار دعم وإيواء الحركات المتمردة، إلا أن الحكومة آثرت الصبر على جوبا وظلت عبر أجهزة الدولة المختلفة تقوم بإرسال رسائل تحذيره لحكومة الجنوب لمنع الدعم والإيواء رغم أن السودان يملك حق ملاحقة المتمردين في كل مكان باعتراف المجتمع الدولي بإمكانية تعامل السودان بالمثل مع جنوب السودان حال استمرت في دعم وإيواء الحركات المتمردة.
وينتظر أن تظهر في زيارة سيلفا كير خلال الأيام المقبلة إلى السودان أدلة ومؤشرات عن موقف بلاده من الحركات المتمردة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز