المجرية جوديت بولغار.. أقوى لاعبة شطرنج على مر العصور
بولغار المرأة الوحيدة على الإطلاق التي تُصنف ضمن أفضل عشرة لاعبي شطرنج في العالم، رغم أنها اعتزلت اللعب منذ أربع سنوات.
تمكنت المجرية جوديت بولغار، لاعبة الشطرنج العبقرية، من انتزاع لقب أصغر أستاذ شطرنج دولي من بطل العالم بوبي فيشر، وهو أرفع الألقاب في عالم الشطرنج، عندما كانت في الـ15 من عمرها.
- بطل العرب في الشطرنج سلطان الزعابي: طموحي رفع اسم الإمارات عالميا
- سعود بن عبدالعزيز المعلا رئيسا للاتحاد العربي للشطرنج
وتعد بولغار أقوى لاعبة شطرنج على مر العصور، حيث توالت إنجازاتها في بطولات الشطرنج، وأبرزها فوزها على غاري كاسباروف بطل العالم في اللعبة، بعد أن أكد في وقت سابق أن النساء ينبغي ألا يشاركن في منافسات الشطرنج.
ولا تزال بولغار المرأة الوحيدة على الإطلاق التي تُصنف ضمن أفضل عشرة لاعبي شطرنج في العالم، رغم أنها اعتزلت اللعب منذ أربع سنوات.
التفاني منقطع النظير والإصرار والإرادة التي لا تقهر والمران المتواصل بالإضافة إلى الموهبة الفطرية، هي أبرز أسباب النجاح عند بولغار، فضلاً عن أهمية دور الآباء في دعم وتشجيع أطفالهم، بحسب موقع بي بي سي.
وتقول بولغار، التي خاضت أختاها الكبريان أيضا منافسات الشطرنج، إن أبويها عقدا العزم منذ ولادتها على أن تصبح بطلة شطرنج.
وكانت أسرتها ترى أن التمييز ضد المرأة لا يمكن أن يعوقها عن إحراز أرفع الألقاب في عالم الشطرنج. وتقول إن والديها كانا على يقين أن الفتيات بوسعهن تحقيق نفس النتائج التي يحققها أي صبي موهوب.
قررت بولغار، منذ البداية، عدم المشاركة في بطولات شطرنج نسائية، لأنها أرادت أن تنافس أقوى اللاعبين، ومن المعروف أن أفضل لاعبي الشطرنج من الرجال.
واستطاعت بولغار أن تنمّي مهاراتها من خلال خوض منافسات شطرنج ضد الرجال وكانت تختار دوما مواجهة أشرس المنافسين حتى تتقن لعبة الشطرنج. وتقول: "كلما ارتفع سقف طموحاتك، زادت إنجازاتك".
وثمة أسباب عديدة ومتنوعة تفسر ضعف مشاركة النساء في لعبة الشطرنج، منها، على حد قول بولغار، توقعات المجتمع من الفتيات، والأدوار التي يخصصها لهن. فقد لا يخطر ببال أولياء الأمور أو المعلمين أن يؤهلوا بناتهم أو تلميذاتهم ليصبحن لاعبات شطرنج.
وتقول بولغار: "ينظر الآباء والمعلمون للطفلة بطريقة مختلفة، فيدللونها ويثنون على رقتها ونعومة شعرها". ولا ترى بولغار أن الفتيان بحكم طبيعتهم أكثر إصرارا من الفتيات على خوض المنافسات، أو أن الفتيات ينجذبن بالفطرة نحو الألعاب النسائية مثل الباليه.
تقول بولغار إنها لا تعتبر هذه الإهانة موجهة لها شخصياً، وتضيف: "إذا طالعت الإحصاءات ستجد أن هذا الرأي فيه شيء من الصحة".
إلا أن نتائج مباريات بولغار خير شاهد على مهارتها، إذ تغلبت على نايجل شورت، حامل لقب الأستاذ الدولي في الشطرنج عدة مرات، وفي كل مرة كان يقول لها: "أنتِ استثناء".
وتقول بولغار إن الكثير من منافسيها الذكور كانوا يستخفون بها لأنها امرأة، وتتذكر في المرة الأولى التي فازت فيها على أستاذ دولي في الشطرنج عندما كانت طفلة لم تتجاوز 11 عاماً، لم يتحمل الرجل ألم الهزيمة.
ولكن عندما بلغت 20 عاماً، أثنى عليها بطل العالم السابق فيسواناثان أناند بعبارة، رغم بساطتها، كانت من أبلغ عبارات الثناء. فعندما سئل عن رأيه في بولغار، قال أناند: "لا شيء، هي مجرد منافسة كسائر المنافسين، هي واحدة منّا".
لا شك أنه لم يكن من السهل للاعبة أن تنتزع اعتراف الآخرين بالمساواة بين اللاعبين واللاعبات. وتقول بولغار: "كان عليّ أن أرسخ قدمي في المجال وأتنافس على مدار عقود لأحظى باحترام اللاعبين الآخرين".
وترى بولغار أن مسألة إلغاء بطولات الشطرنج النسائية هي مسألة في غاية الحساسية، وتقول إن التنافس في هذه الحالة سيكون صعبا على الفتيات، لأن مستوى اللاعبين في البطولات المختلطة أعلى بمراحل من مستوى اللاعبات في بطولات الشطرنج النسائية.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز