جمعة الكعبي: دولة الإمارات لها دور كبير في تشجيع الحوار بين الأديان
جمعة الكعبي يقول إن دور الإمارات في التعايش السلمي يمتد إلى العالم بمشاركتها في المؤتمرات التي تنبذ كل أنواع التطرف والتعصب والكراهية
قال جمعة الكعبي، مدير مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني في مدريد، إن المؤسسة تأسست في يناير/كانون الثاني 2017، بهدف تعزيز قيمة التسامح الديني بين الناس على مختلف أديانهم وأعراقهم، ونشر حب الأخوة الإنسانية للمساهمة في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وقيم الدين الإسلامي الحنيف.
وأضاف جمعة الكعبي، على هامش ندوة عقدها في جامعة غرناطة بإسبانيا حملت عنوان "ثقافة التسامح": "المؤسسة تنشر أهدافها عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات والبرامج الثقافية والتوعوية، وإنشاء الحلق والجلسات العلمية، في الفن واللغة والأدب والثقافة وإصدار المجلات والكتب الثقافية والعلمية، كما تنظم الملتقيات والمعارض مع الخبراء والفنانين في شتى أنحاء العالم لتحقق تسامحا عالميا وتعايشا حضاريا مستداما بالتعاون والمحبة واحترام القيم والتنوع الثقافي".
واستكمل: "إن التسامح الديني بين الأديان والشعوب له أهمية كبيرة في تحقيق سبل التعايش السلمي المشترك، وخاصة مع التنوع الثقافي والتعددية ووجود الأقليات ومختلف الأديان والأعراق، وما يميز إسبانيا هو تنوعها الثقافي وتاريخها العريق الزاخر بمواقف من التسامح والتنوع الثقافي وتعدد الحضارات على مر العصور".
وتنطلق هذه السلسلة من الندوات حاملة عنوان "ثقافة التسامح"، وتهدف إلى ترسيخ وتعزيز قيمة التسامح والتعايش السلمي بين الناس على مختلف أعراقهم وأديانهم، مما يعمق الروابط الإنسانية بين الشعوب والثقافات.
وتعد هذه الندوات أحد برامج مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني لسنة 2019، وسيتم إلقاؤها في 4 جامعات، من قبل خبراء متخصصين في مختلف المجالات، لخلق حلقة نقاشية مثمرة حول موضوع التسامح والتعايش، مما يسهم في تحليل كل الموضوعات المتعلقة بالتسامح، والهدف الأسمى من هذه النقاشات هو وضع قواعد أساسية وأسس حضارية على الصعيد الإسباني والأوروبي والعالمي، والنظر في متطلبات المستقبل للتسامح.
واستكمل جمعة الكعبي موجها حديثه إلى الحضور قائلا: "يطيب لنا الانطلاق بهذه الندوات ابتداء بجامعتكم الموقرة، والتي تعد من أكبر جامعات إسبانيا، حيث تقع في مدينة غرناطة وإقليم الأندلس الذي يعد خير مثال على ثقافة التسامح والتعايش السلمي المشترك قديما، حيث يضم ثقافات متعددة وديانات مختلفة تمتزج فيما بينها في ظل روح من المودة والمحبة والأخوة الإنسانية".
وأضاف: "إن الواقع المعاصر يحتم على الشعوب والمجتمعات أن تتعايش بتسامح فيما بينها، حيث تعددت الديانات وكثرت الثقافات، فحريٌّ بنا كخبراء ومؤسسات ومعلمين الأخذ بزمام المبادرة بتعزيز قيم التسامح والمواطنة، والتعايش السلمي المشترك بالتعاون والمحبة واحترام الآخر وتقبل وجهات النظر المختلفة، فلا بد من تفعيل المبادرات وتطبيق الأفكار البناءة بطرق أكاديمية وتعليمية لتعزيز هذه القيم بالندوات الثقافية والمؤتمرات العلمية، ومن ثم تطبيقها على الواقع، والخروج بنتائج وتوصيات".
وقال: "انطلاقا من فكرة التعاون البنّاء لتعزيز هذه القيم النبيلة لا مانع من تبادل الخبرات بين المنظمات العالمية والدول التي لها دور كبير وتجارب عظيمة في التعايش السلمي المشترك كدولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على أسس وقواعد بنيت على قيم من التعايش والتسامح، وهو القائل رحمه الله تعالى: "العالم بما فيه من الدول ما هو إلا مجموعة من الأسر المتجاورة، وإذا حسنت العلاقة بين الجار والجار وكان شعارها الأخوة والتسامح شاع الأمن والاستقرار"، وقد آمن بهذه القيم حيث جعل الإمارات رمزا حضاريا عالميا يتعايش فيها أكثر من 200 جنسية مختلفة تعايشا سلميا بتسامح ومحبة، بالرغم من اختلاف أديانهم وأعراقهم وألوانهم".
وأضاف متحدثا عن التعايش السلمي في الإمارات: "ينص دستور دولة الإمارات على الاحترام المتبادل واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق، كما ينص على المساواة، وعدم التمييز ونبذ الكراهية، ولدولة الإمارات أيضا دور كبير في تشجيع الحوار بين الأديان حيث كان الشيخ زايد يستقبل رجال الدين من مختلف الديانات، بل قد وجّه بحرية بناء الكنائس والصوامع والمعابد".
وأكد أن "دور دولة الإمارات لم يقف عند ذلك، بل امتد إلى العالم أجمع، حيث تشارك وتشجع المؤتمرات العالمية التي تعزز هذه القيم، وتنبذ كل أنواع التطرف والتعصب والكراهية"، مشيرا إلى أن الإمارات هي الدولة الأولى التي تنشئ وزارة للتسامح، كما أطلقت على العام الحالي "عام التسامح".
وقال: "من أعظم الأعمال والمبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّع عليها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والتي تم التوقيع عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون وثيقة تاريخية تجمع الشرق والغرب، وتؤكد أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، كما تنص على أن كل إنسان يحق له أن يحيا في كنف حياة كريمة، وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس يسهم في حل كثير من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية".
وأوضح أن النهج الذي تسير عليه مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني هو النهج الذي أكدته وثيقة الأخوة الإنسانية، فقد وضعت عدة أنشطة من شأنها خدمة هذه القيم النبيلة، وهي كالتالي:
1- إقامة الندوات والمؤتمرات مع المتخصصين والخبراء لتعزيز قيمة التسامح الديني بين الأديان والمجتمع الأوروبي والإسباني.
2- تنظيم الدروس العلمية والثقافية وتكوين حلقات نقاشية علمية في الأدب والفن واللغات والثقافة الإسلامية والتاريخ وغيرها.
3- إصدار الكتب والمجلات والنشرات العلمية والثقافية التي تخدم أهداف المؤسسة.
4- تنظيم المعارض الفنية والملتقيات للفنانين والمفكرين والأساتذة لنشر الثقافة والحضارة الإسلامي.
5- تنظيم ملتقيات مع خبراء دوليين ودبلوماسيين وشخصيات بارزة لتعزيز الثقافة الإسلامية وعلاقتها بالغرب وتعزيز التعاون بين المنظمات الأكاديمية والتعليمية.
واختتم الندوة قائلا: "إن سلسلة هذه الندوات تهدف إلى تطبيق كل ما سبق كمؤسسة ثقافية (مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني) بهدف تعزيز قيمة التسامح الديني بين الناس بمختلف أديانهم وأعراقهم من خلال تشجيع الحوار بين الأديان عن طريق تنمية الأخوة الإنسانية، وترسيخ السلم الديني بين الأديان، ونشر خطاب السلام والمحبة وإصدار الكتب والمجلات وتنظيم المؤتمرات والمعارض والدروس العلمية والثقافية".
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز