مؤسس "تمرد" المصرية: ثورة 30 يونيو كتبت نهاية الإخوان في الوطن العربي
في يوم مماثل قبل عقد من الزمان كان ملايين المصريين يتدفقون على ميادين المدن الرئيسية للمطالبة بعزل جماعة الإخوان من السلطة.
مسار بدأ حينما قرر مجموعة من الشباب جمع توقيعات على وثيقة تمرد تطالب بإجراء انتخابات مبكرة، متعهدين بجمع 15 مليون توقيع.
وعشية 30 يونيو/حزيران عام 2013 كان مؤسس حركة تمرد محمود بدر يعلن جمع 22 مليون توقيع على الوثيقة داعيا المصريين إلى التظاهر لإعلان رفضهم للإخوان وإجبار الجماعة على الرضوخ لإرادة الشعب.
في الذكرى العاشرة للثورة المصرية تحاور "العين الإخبارية" محمود بدر للحديث عن ذكريات لم تكشف من قبل وتستطلع رأيه في أسباب التفاف المصريين حول تمرد وتستشرف مستقبل الجماعة في العالم العربي.
وقال بدر إن الثورة كانت نتيجة شعور شعبي عام بالخطر على هوية مصر خاصة في ظل ممارسات الإخوان تجاه الأقباط وما حدث من اعتداء على الكاتدرائية.
وأكد بدر أن الثورة نجحت في إعادة مصر إلى مكانتها في الإقليم وكانت قادرة على فرض إرادتها حتى خارج حدودها حينما وضعت خطا أحمر في ليبيا يضمن أمنها القومي.
وإلى أبرز ما جاء في الحوار..
ما هي الدوافع الرئيسية التي استدعت قيام المصريين بالثورة؟
ثورة يونيو كانت استجابة شعبية للشعور العام بأن هناك خطرا على الهوية المصرية، هذا الشعور كرسته بشكل خاص ممارسات الإخوان تجاه أقباط مصر والتي وصلت ذروتها مع حصار الكاتدرائية بالعباسية والاعتداء عليها، وخطاب الكراهية الذي نضح من قنوات تابعة للإخوان.
هل أدرك المصريون الطابع الإرهابي الكامن في فكر الجماعة حينها؟
الإرهاب جزء أساسي من فكر الجماعة، في البدء ظهر الأمر مع حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وتعليق مشانق لرموز الإعلام المصري والتهديد بقتل المخالفين، وكذلك حصار السلطة القضائية والمحكمة الدستورية العليا وحصار القضاء وإصدار قرار رئاسي لأول مرة في العالم يجعل من الرئيس شبه إله ويحصن قراراته حتى من القضاء ويعزل النائب العام بطريقة عجيبة وكذلك مواجهة مع الشرطة والحديث على ضرورة هيكلتها وتسريح ضباط الأمن الوطني، وعداء جهاز المخابرات العامة وحصار مقرها والحديث عن وجوب تطهيرها رغم كفاءتها العالية والمشهودة، وأخيرا الحديث القوات المسلحة واستهداف الجنود في سيناء، الأمر الذي دفع المتحدث العسكري للخروج ببيان يعلن رفض المؤسسة العسكرية الزج باسمها في الأحداث السياسية أو إهانة قواتها، هذه الأمور جميعها دفعت لتبني فكرة تمرد.
هل كانت تلك الأجواء السبب في ميلاد حركة تمرد؟
بالفعل، كانت حالة الاحتقان الشعبي بلغت ذروتها والجميع في انتظار مخرج، وكانت وثيقة تمرد تستدعي فكرة مستمدة من التاريخ المصري حينما جمع المصريون توكيلات للزعيم سعد زغلول لتمثيلهم في المفاوضات مع الإنجليز، والفكرة كانت بسيطة علينا جمع 15 مليون وثيقة تطالب بعزل مرسي ولإجراء انتخابات مبكرة، هو جاء للحكم بأصوات 13 مليون ناخب وبوعي المصريين للخطر من استمرار الإخوان جمعنا 22 مليون توقيع.
وحينما وجدنا أن ذلك غير كاف دَعَوْنا للنزول إلى الشارع في 30 يونيو في ذكرى وصول مرسي إلى السلطة وأتذكر يوم 29 في مؤتمر بنقابة الصحفيين صرخت قائلا إن هذه الاستمارات لا معنى لها بدون اعتصام ومظاهرات تحميها وعصيان مدني يقويها، مما جعل المواطنين يتدفقون بالملايين إلى الميادين العامة ويحاصرون مرسي في الاتحادية.
بعد 10 سنوات من الثورة.. كيف ترى تأثيرها على وضع مصر في المنطقة؟
بعد ثورة يونيو وتحقيق الاستقلال الوطني رفضت الكثير من الدول العربية باستثناء الأشقاء في دولة الإمارات والسعودية والبحرين والأردن، ولكن بعد 10 سنوات، أصبح العالم والعرب يحترمون ثورة الشعب المصري ويتعاملون مع النظام الذي اختاره الشعب و يعترف بشرعيته وما نتج عنها من أحداث.
كما عادت مصر للعب دورها الإقليمي الطبيعي، على سبيل المثال مصر بقيادة السيسي كانت قادرة على وضع خط أحمر في ليبيا على بعد 1000 كيلومتر، خط سرت الجفرة ولم يتعدَّه أحد بفضل تنويع السلاح وتحديث الجيش المصري وتقويته برا وبحرا وجوا، وكذلك قدرة القاهرة على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الإخوة في فلسطين وعقد الهدنات المختلفة.
بعد عقد من الثورة صدرت أحكام عديدة ضد قادة الإخوان.. متى نرى تنفيذها؟
أمر قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وكل من ارتكب من إرهاب ضد المواطنين في يد القضاء المصري المستقل ونحن نحترم كافة أحكامه وأوامره.
ما هي أصداء ثورة 30 يونيو عربيا؟
مع انفضاح الجماعة واكتشاف فشلها وخواء ما تزعم أنه مشروعها الفكري انتقلت فكرة تمرد إلى باقي الأقطار العربية في تونس وليبيا على وجه الخصوص، ونتابع الآن إجراءات الرئيس قيس سعيد، وزيادة الوعي من إرهاب الجماعة. ونستطيع إن نقول أن ثورة 30 يونيو كتبت نهاية الإخوان في الوطن العربي.
في الذكرى العاشرة للثورة ما هي الذكريات التي لم تكشف عنها من قبل؟
أتذكر مشاهد دفعتنا للاستمرار وإدراك أننا نسير في الاتجاه الصحيح رغم بساطتها، أذكر أنه في مقر لحركة تمرد بوسط القاهرة حضر رجل بسيط من حي إمبابة يحمل 3 استمارات أراد تسليمها بنفسه كانت تحمل توقيعه وتوقيع وزوجته وابنته التي قال إنه يخشى على مستقبلها في ظل حكم الإخوان. ذكرى أخرى حينما كنت في شارع الهرم حضرت سيدة بسيطة تحمل 100 استمارة 23 منها موقعة من أقاربها ومعارفها وتبرعت بباقي الاستمارات.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز