طفرات يونيو المناخية.. رسالة تحذير لمستقبل أكثر احترارا
يخشى العلماء أن تجاوز درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم عتبة الاحترار الرئيسية لفترة وجيزة في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران الحالي، قد يعني تلميحا بمستقبل أكثر احترارا وأضرارا قادمة.
ورغم أن مؤشرات الحرارة عادت للانخفاض بعد ارتفاع قياسي في يونيو/حزيران، لكن الخبراء يقولون إن الارتفاع القصير يمثل رقماً قياسياً عالمياً جديداً للحرارة، ويشير إلى المزيد من التطرف في المستقبل مع دخول الكوكب في مرحلة "النينو" التي قد تستمر لسنوات.
وقال باحثون في خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي، إن بداية يونيو/حزيران شهدت ارتفاع درجات حرارة الهواء السطحي العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة للمرة الأولى، وهذا هو الحد الذي قالت الحكومات إنها ستحاول البقاء فيه في قمة المناخ بباريس عام 2015.
وحذرت سامانثا بورغيس، نائبة مدير برنامج "كوبرنيكوس" في تقرير نشرته "أسوشيتد برس" من أن "مجرد تجاوزنا مؤقتا لدرجة 1.5 لا يعني أننا انتهكنا حدود اتفاقية باريس"، ولكي يحدث ذلك، يجب على الكرة الأرضية أن تتجاوز هذه العتبة لفترة زمنية أطول، مثل عقدين بدلا من أسبوعين.
ومع ذلك، فإن الأيام الـ 11 التي تجاوزت الحرارة عتبة 1.5 درجة، تُظهر مدى أهمية أن يراقب العلماء عن كثب صحة الكوكب، لأسباب ليس أقلها إن الارتفاعات السابقة فوق 1.5 حدثت جميعها خلال الشتاء أو الربيع في نصف الكرة الشمالي، ومن المهم حقا مراقبة الوضع، لفهم الآثار المترتبة على ذلك في الصيف المقبل".
ويقول أندرو ويفر من جامعة فيكتوريا "بصفتي عالم مناخ أشعر أنني أشاهد حطام قطار عالمي في حركة بطيئة.. إنه أمر محبط للغاية، حيث إن مرحلة النينيا التي مدتها ثلاث سنوات، والتي تميل إلى التخفيف من آثار الاحتباس الحراري، أفسحت المجال لعكس ذلك في فترة النينو، والتي يمكن أن تضيف نصف درجة أخرى أو أكثر إلى متوسط درجات الحرارة، ومن المتوقع أن يكون عام 2024 أكثر دفئا من عام 2023 مع استمرار ظاهرة النينو في التطور".
ويضيف: "نعلم أيضا أنه كلما كان المناخ العالمي أكثر دفئا، زادت احتمالية تعرضنا لأحداث متطرفة، وزادت حدة تلك الأحداث المتطرفة، لذلك هناك علاقة مباشرة بين درجة الاحتباس الحراري وتواتر وشدة الأحداث المتطرفة".
ويقول ستيفان رامستورف من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ إن بيانات كوبرنيكوس "تذكير بمدى اقترابنا من الحد الأقصى للاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، والذي يوجد بعده مخاطر كبيرة على البشرية من حيث عدم استقرار المناخ وخسائر نظام النظام البيئي".
ويقول روب جاكسون، عالم المناخ بجامعة ستانفورد، إنه " في وقت ما في السنوات القليلة المقبلة سنحطم سجلات درجات الحرارة العالمية، إنه النينو القادم، نعم، لكنه ليس النينو فقط، فقد قمنا بتحميل نظام المناخ ما لا يطيقه، ولا ينبغي أن نتفاجأ مما حدث في يونيو/حزيران".
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز