حرب الأدغال.. القوات الأمريكية تستعيد مهاراتها المفقودة
بعد أكثر من 20 عاما من القتال في بيئات صحراوية، توجه القوات الأمريكية تركيزها الآن إلى حرب الأدغال وما تعنيه من تحديات فريدة.
وأدت الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وسوريا إلى إضعاف قدرات القوات الأمريكية على خوض المعارك في الغابات والتي تمثل مستوى مختلفا من الصعوبة وتتطلب تدريبات أكثر تخصصا وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وخلال الصيف الماضي أكمل فريق صغير من مشاة البحرية دورة تدريبية حول حرب الأدغال لتسليط الضوء على التحديات التي قد تواجهها القوات الأمريكية في صراع في المحيطين الهندي والهادئ.
ورغم أن الدورة بدأت في عام 2015 إلا أنها نطلقت فعليا في عام 2021 بشكل دوري، وتستغرق نحو أسبوعين حيث تقام في جزيرة أواهو بهاواي ويقوم بتدريسها قدامى المحاربين في العمليات الخاصة وإنفاذ القانون.
والدورة مصممة للتعامل مع عمليات خاصة صغيرة لتدريب الفرق وتعليمهم المهارات اللازمة للبقاء والنجاح في عمليات قتالية في الغابات.
وتتضمن الدورة تدريب أفراد مشاة البحرية على مهارات التنقل في الغابة، مثل التنقل بين الأدغال الكثيفة، وتسلق المنحدرات وهبوطها، وعبور الأنهار، وتقنيات مكافحة العبوات الناسفة، ونصب الكمائن ومهارات التتبع عن طريق تعقب الخصم ومنعه من تعقب الفريق.
وقال أحد أفراد مشاة البحرية "لقد تدربنا لفترة طويلة في البيئات الصحراوية، والآن علينا أن ننظر إلى المكان الذي قد تظهر الحاجة إلينا فيه.. والغابة على رأس تلك القائمة".
وتنتهي الدورة بتمرين نهائي يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أيام لاختبار جميع المهارات التي تدرب عليها مشاة البحرية.
وقال كودي كارول، نائب رئيس المدرسة التي تقدم الدورة "المشكلات التي نواجهها الآن مثل انخفاض الرؤية، وصعوبة منصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والاتصالات المعطلة، والمشكلات اللوجستية.. كلها كانت موجودة خلال الحرب العالمية الثانية وفيتنام".
وأضاف "لم نكن بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، بل فقط بناء المهارات التي توقفنا عن تدريبها لأننا أمضينا 20 عامًا في الصحراء".
وأوضح أن التحديات في الأدغال تكون مختلفة فمثلا تكون الحركة داخل الغابة مقيدة وغالبًا ما تقتصر الرؤية على بضعة ياردات فقط إضافة إلى انتشار العديد من الحيوانات الصغيرة والكبيرة مما يستلزم التدريب الصحيح للبقاء على قيد الحياة.
ولدى قوات الكوماندوز الأمريكية تاريخ طويل في خوض المعارك داخل الغابات مثلما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قاتلت وحدات العمليات الخاصة الأمريكية مثل كشافة ألامو وعناصر مشاة البحرية، اليابانيين في غابات جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.
وتكرر الأمر خلال حرب فيتنام، حيث خاضت القوات الخاصة حربًا سرية ضد الفيتناميين الشماليين والجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام (الفيت كونغ) في لاوس وكمبوديا.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز