لماذا يضع الجيش الأمريكي عينيه على القطب الشمالي؟
رغم الأجواء قاسية البرودة، يبدو القطب الشمالي المتجمد ساحة معركة مستقبلية يضع الجيش الأمريكي أعينه عليها، وسط عمليات لإعداد الجنود لمواجهة التحديات المختلفة بالمنطقة والسيطرة عليها، إذا احتاج الأمر.
وتدخل الولايات المتحدة حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية على القطب الشمالي، مع زيادة احتمالات الصراع، خاصة إثر نشاط المنافسين المكثف في المنطقة.
والشهر الماضي، التقى موقع «بيزنس إنسايدر» عددا من الجنود في تدريب نظمه مركز الاستعداد المشترك متعدد الجنسيات التابع للجيش الأمريكي في المحيط الهادئ بالقرب من فيربانكس ألاسكا.
وتحدث الجنود عن أهمية إعادة بناء قوة قتالية في الطقس البارد لردع الخصوم الأمريكيين في المنطقة. وقال الكولونيل شون لوكاس إن التدريب في القطب الشمالي "مهم لجيشنا، ولأمتنا"، مضيفا أن "الطريقة التي نعمل بها هنا هي ما نحاول اكتشافه، وما نحاول إتقانه".
شارك في التدريبات التي استمرت لمدة أسبوعين أكثر من 8000 جندي من الفرقة 11 المحمولة جواً، بالإضافة إلى عدد من الحلفاء والشركاء الدوليين.
والتدريبات هي الأحدث للجيش، وتمثل -كما قال الجنود- فرصة للابتكار والتجربة لكنها لا تأتي دون تحدياتها.
ومنذ الحرب العالمية الثانية حافظت الولايات المتحدة على تركيز وجودها العسكري في ألاسكا، وعلى قدرتها على استعراض القوة عبر القطب الشمالي، إلا أن ذروة هذا التركيز جاءت خلال الحرب الباردة.
وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي وتصاعد حرب مكافحة التمرد في الشرق الأوسط، أصبح الجيش منشغلاً، مما سمح لمهاراته في القطب الشمالي بالتدهور. وتأمل الولايات المتحدة في استعادة قدراتها بالمنطقة، من خلال بناء وجود عسكري أقوى في المنطقة، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل كندا والدنمارك.
وفي عام 2021، أصدر الجيش الأمريكي استراتيجيته الجديدة لاستعادة الهيمنة على القطب الشمالي، مما أدى إلى إعادة تنظيم قواته وأولوياته في ألاسكا.
واعترف الجيش بأن الذوبان السريع للجليد في الدائرة القطبية الشمالية، وارتفاع درجة الحرارة هناك بمعدل أسرع مرتين من بقية العالم، "يفتح فرصًا جديدة لاستخراج الموارد الطبيعية، وطرق الشحن، والصيد التجاري".
وقال إن "روسيا تسعى إلى تعزيز مطالباتها السيادية" في القطب الشمالي، وتطوير استراتيجية للمنطقة وهو ما يشعل المنافسة إضافة إلى الصين التي تعتبر المنطقة "حدودا استراتيجية جديدة".
تحديات
وأوضح قادة الجيش أن القطب الشمالي لديه مجموعة من التحديات مثل "المسافات الكبيرة، والافتقار إلى البنية التحتية التجارية والعسكرية، والمناخ القاسي".
وتراقب جميع دول القطب الشمالي ما يمكن اعتباره زيادة في الوصول إلى الطاقة والمعادن والموارد في المنطقة.
وتعيد الولايات المتحدة الاستثمار في قوات الطقس البارد، مع التركيز على بناء ما يكفي من الوجود والقوة من أجل ردع فعال، إضافة إلى تدريب الجنود على القتال في ظروف لا يمكن التنبؤ بها وتدريبهم على التكيف مع التغيرات في البيئة والطقس.
وتدربت قوات المظليين التابعة للجيش على القفزات داخل أراضي العدو، بينما ركزت المدفعية على كيفية التنقل في مختلف الظروف الأرضية.
وأجرت المروحيات عمليات محاكاة لهجوم عميق، وتنقلت عبر الدفاعات الجوية والحرب الإلكترونية للوصول إلى أهدافها وتدميرها.
وحاول الأطباء اكتشاف حلول لرعاية المرضى، فيما قال الرقيب زاكاري بيرنز "لقد تدربت كطبيب لمدة 13 عاما، وهذه بالتأكيد أصعب بيئة عملت فيها".
وأشار إلى الصعوبة التي يتطلبها تخزين الإمدادات الطبية، والوصول إلى الجنود المصابين أو استعادتهم في ساحة المعركة، ورعاية المرضى في درجات حرارة شديدة البرودة إضافة لمعاناة الجنود من انخفاض حرارة الجسم.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز