يوري راتاس.. حلم العاصمة الخضراء يقود "العمدة الشاب" إلى حكم إستونيا
ضيف الشرف في القمة العالمية للحكومات
رئيس وزراء إستونيا استعرض في القمة العالمية للحكومات الإنجازات التكنولوجية لبلاده
في عمر الـ27 عاما فقط تمكن يوري راتاس في عام 2005 من الفوز بمنصب عمدة "تالين" العاصمة الإستونية ذات التراث المعماري العريق، الذي يعود إلى القرون الوسطى، ورغم المكانة الجيدة التي حظت بها العاصمة كمركز للنقل البحري والبري، فضلاً عن كونها مركزاً لصناعة التكنولوجيا كان لدى راتاس حلم كبير بأن تفوز مدينته أيضا بجائزة "العاصمة الأوروبية الخضراء"، التي تمنحها المفوضية الأوروبية للمدن التي تراعي المعايير البيئية بمختلف مؤشراتها.
في منصب العمدية، زادت المناطق الحضرية الخضراء في العاصمة رغم النمو الصناعي والنشاط الاقتصادي، وخطت تالين خطوات هائلة في إدارة النفايات، حيث أصبحت تقوم بتدوير أكثر من ثلثي نفاياتها، كما غدت نموذجاً مثالياً لجودة البيئة الصوتية من خلال العمل مع السكان لمراقبة مستويات الضوضاء والإبلاغ عنها.
- رئيس وزراء إستونيا: سنفتتح سفارتنا في أبوظبي وسنشارك في إكسبو 2020
- إستونيا.. تفوق دولي في التكنولوجيا ومكافحة الفساد
راتاس المولود في يوليو 1978 قطع شوطاً طويلاً لتحقيق طموحه، وبينما اقتربت مدينته من تحقيق اللقب المرجو عدة مرات، مع إدراجها في قوائم المدن المرشحة للفوز، ترقى حلم السياسي الشاب ليشمل إستونيا ككل.
في عام 2007 فاز راتاس بمنصب نائب رئيس البرلمان الإستوني، بعد انتخابه في البرلمان، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 2016، بعد أن أعيد انتخابه في البرلمان عام 2015.
واصل راتاس، يبلغ عمره حاليا 41 عاما فقط، مشواره السياسي السريع، حيث حقق في 5 نوفمبر 2016 فوزاً كبيراً عندما انتخب زعيماً لحزب الوسط الذي ينتمي إليه، وفي غضون أيام أصبح رئيساً لوزراء إستونيا في 23 نوفمبر 2016 بعد أن قاد مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب "برو بارتيا" المحافظ.
في خطاب تقلده للمنصب أمام البرلمان وصف راتاس التطور الديموجرافي في البلاد والركود الاقتصادي وتزايد عدم المساواة، بأنها أكبر التحديات التي تواجه إستونيا، ويبدو أن عقليته ربطت بشكل مباشر بين نشر التكنولوجيا وبين التنمية المستدامة كحل لتلك المشاكل، فضلا عن تحسين الأوضاع البيئية لبلاده، وسرعان ما ظهرت بصماته على إستونيا العضوة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث دخلت التكنولوجيا في جميع أعمال الحكومة.
"حكومتنا الإلكترونية تجتمع لمدة 27 دقيقة فقط تتخذ خلالها قرارات مهمة قد يصل عددها إلى 16 قرارا.. وأنا أقوم بتوقيع القرارات من خلال هاتفي الذكي في أي مكان في العالم"، تلخص هذه العبارة التي أدلى بها راتاس خلال إحدى فعاليات القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي بالإمارات، الأحد، عقلية رئيس الوزراء الشاب الذي يرى في الحلول الرقمية فرصة لتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة فاعلية الخدمات لتسهيل وتحسين جودة حياة الناس.
وإستونيا هي البلد الضيف في القمة العالمية للحكومات، التي انطلقت أعمالها في دبي، الأحد، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمشاركة أكثر من 4000 شخصية من 140 دولة.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز