«خطورة المعلومات الكاذبة».. «جسور» يطلق جرس إنذار ويقدم روشتة العلاج
«المعلومات الكاذبة في مناطق الصراع»، عنوان فعالية نظمها مركز «جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية»، أكد خلالها المتحدثون خطورة المعلومات الكاذبة ومدى تأثيرها السلبي على المجتمعات والشعوب والأفراد وحياتهم.
وقال محمد الحمادي رئيس مركز جسور انترناشيونال، في مداخلته خلال الفعالية، التي أقيمت على هامش أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، إن المعلومات الكاذبة والمضللة أصبحت اليوم واحدة من أبرز التحديات في الإعلام وباتت تمثل مشكلة كبيرة ليس فقط للصحفيين الذين يعملون على نقل الحقائق ولكن أيضا للشعوب والمجتمعات.
روشتة العلاج
وشدد الحمادي على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الإعلام والصحفيون والمنظمات الإقليمية والدولية لمواجهة الظاهرة السلبية والخطيرة من خلال أدوات تحمي المجتمعات ويمكنها التأكد من مثل تلك المعلومات، خاصة التي يتم تداولها على مواقع التواصل والمنصات الإلكترونية قبل وصولها إلى القارئ أو المشاهد، خاصة إذا كانت مثل هذه المعلومات تأتي من طرفي نزاع لكل منهما أجندته الخاصة لترويجها ودون وجود إعلاميين مستقلين على الأرض.
وحذر الحمادي من خطورة ظاهرة المعلومات الكاذبة وتأثيرها على مهنة الصحافة ذاتها ومصداقيتها وأكثر من ذلك قدرة هذه النوعية من المعلومات عند تداولها على نطاق واسع في تحويل قضية من كونها عادلة إلى العكس.
بدورها، قالت الحقوقية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والخبيرة في العديد من المنظمات الدولية فاليريا إميليا إن المعلومات الكاذبة أو المضللة بات أثرها يتجاوز مجالا واحدا إلى العديد من المجالات الأخرى، خاصة حين يتم استخدامها على خلفية عرقية أو عنصرية والقيام بتصنيف البشر على أساس هذه المعلومات.
ولفتت إميليا إلى أن هذا جرى استخدامه بالفعل من قبل خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها في الحرب الباردة، وما كان يجري ترويجه للدفاع إما عن الرأسمالية وإما الشيوعية بحسب مروج المعلومة، مشيرة إلى أن تحديد الصيغة من قبل مروج مثل هذه النوعية من المعلومات يكون هدفه دفع الرأي العام نحو تبني رأي معين.
وأضافت الخبيرة الحقوقية أن التطور التكنولوجي واستخدامات الذكاء الاصطناعي حاليا جعل الظاهرة تتفاقم، وبات حجم المعلومات الكاذبة أو المضللة كبيرا، خاصة مع استخدام برامج لديها القدرة على التعامل مع صوت أو صورة شخص، وحثت وسائل الإعلام بشكل خاص على البحث عن المصدر الأصلي.
ازدواجية أوروبية
وأشارت إلى أن أحد أبرز الأمثلة لمدى تأثير مثل هذه المعلومات هو الازدواجية التي تعاملت بها الدول الأوروبية مع السوريين والأوكرانيين من اللاجئين، حيث ساد خطاب الكراهية في التعامل مع السوريين، وكان يتم وصمهم بالإرهابيين في الوقت الذي تم الترحيب بأقرانهم الأوكرانيين، مشيرة إلى أن هذا الأمر يصل إلى المساس بالحقوق الأساسية والإنسانية لأي شخص، منها حصوله على المساعدات الإنسانية.
وطالبت الخبيرة الحقوقية الحكومات بأن تعمل من أجل اتخاذ إجراءات يكون هدفها مكافحة المعلومات الكاذبة وردع مروجيها، كما حثت المجتمعات والأفراد على الوعي بالظاهرة والعمل للوصول إلى الحقيقة من خلال تلقي الخبر أو المعلومة من أكثر من مصدر للمقارنة.
من جانبها، قالت الدكتورة فيولا كريبس، الخبيرة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي بمركز المعلوماتية في جامعة جنيف، إن الإحصاءات الموجودة تشير إلى أن أكثر من خمسة مليارات شخص يحصلون على المعلومات من خلال شبكة المعلوماتية ما يعني أن نشر وتداول المعلومات الكاذبة عليها سيكون خطرا للغاية ومؤثرا على تشكيل الرأي العام.
وأشارت إلى أن المتلقي اليوم ومع تطور إمكانات الذكاء الاصطناعي لم يعد يعرف إن كانت الصورة التي يطلع عليها مثلا صحيحة أو لا، رغم أنها قد تستخدم لإيذاء شخص أو قضية أو مجتمع خاصة مع انتقال تلك الصورة أو المعلومة عبر الحدود.
دور حكومي
وأكدت كريبس ضرورة أن تعرف الحكومات الآن ومع التطور الكبير للذكاء الاصطناعي إلى أين هي ذاهبة، وأن تبذل كل الجهود من خلال برامج مبتكرة للتأكد من المعلومات وكل ما يجري ترويجه، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة التي باتت تستخدم في مناطق النزاع والحروب تتطلب مبادرة شجاعة لإيجاد الحلول في مواجهة هذه الأسلحة الذكية.
حضر الفعالية، التي أقيمت في معهد جنيف للدراسات العليا، عدد من ممثلي المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والصحفيين، إلى جانب توبياس كليرك مدير الإعلام والفعاليات في النادي السويسري للصحافة.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4yMjMg جزيرة ام اند امز