العشوائيات تتحدى خطة إعادة بناء أفغانستان بعد الحرب
"المستوطنات غير الرسمية" يقيم فيها حوالي 100 ألف مشرد أضيفوا إلى سكان أحياء كابول ويرتعش الأطفال بها من البرد أو المرض.
بينما تعزز المفاوضات بين حركة طالبان ومبعوثين أمريكيين أحلام تحقيق السلام في أفغانستان، تبرز القرية العشوائية بول الشينا حقائق الواقع الصعب الذي ينتظر دولة تريد إعادة البناء بعد سنوات الحرب.
في ظلال الجبال شرقي العاصمة كابول، تنضم أسر نزحت في الآونة الأخيرة عن ديارها، بسبب القتال، إلى آخرين موجودين منذ سنوات أقاموا حياة من العدم لا تتوافر فيها إمدادات المياه أو الوقود أو المدارس لأطفالهم.
يخلف الثلج بعد ذوبانه وحلاً تغوص فيه الأقدام في بول الشينا التي يرى كثير من سكانها أن صفو الآمال في السلام يعكر إدراكهم أنه من غير المرجح أن تتغير مكابدتهم مع الحياة اليومية إلى الأفضل في أي وقت قريب.
وقالت سيما جول، وهي رائدة اجتماعية فرت مع زوجها وأطفالها التسعة من هجمات طالبان في إقليم مجاور قبل 18 شهرا: "حتى لو حل السلام لن يمكننا العودة"، وأضافت: "لا شيء بقي لنا هناك رغم أنه كان بيتنا في يوم من الأيام، علينا أن نحسن ما لدينا هنا".
وبول الشينا أكواخ تقوم حولها أسوار طينية يقيم فيها نحو ثلاثة آلاف و800 شخص، وهي جزء من شبكة تضم 50 أو أكثر من "المستوطنات غير الرسمية" التي يقيم فيها من يقدر عددهم بـ100 ألف مشرد أضيفوا إلى سكان أحياء كابول.
وإلى جانب أن سكان مثل هذه المستوطنات تنقصهم وسائل الراحة فإنهم لا حقوق ملكية أو صفة لهم في الأرض التي أقاموا عليها مساكنهم، وهو ما يتركهم تحت رحمة شركات العمران أو مسؤولي التخطيط في الحكومة.
ويعمل الرجال بجمع مخلفات المعادن وقطع الأخشاب بمساعدة أبنائهم غالباً بينما تغسل النساء الملابس في الضواحي القريبة، ويرتعش الأطفال من البرد أو المرض وهم يلهون مع الكلاب الضالة في الشوارع الضيقة القذرة.
وخلال عام 2018، بدأ المجلس النرويجي للاجئين، وهو واحدة من كبريات جماعات المساعدات العاملة في أفغانستان، في تحسين الآبار وإقامة دورات مياه ومساعدة السكان على إقامة المنظمات الاجتماعية، خاصة من خلال دعم الجماعات النسائية.
وقال الأمين العام للمجلس يان إيجلاند، إن المستوطنات مثل بول الشينا تبرز التحدي الذي تواجهه الدول التي تساعد أفغانستان بينما تتجه للسلام.
وبحسب تقديرات جماعات المساعدات هناك مليون ونصف مليون مشرد في أفغانستان، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب والجفاف شردا 600 ألف شخص في العام المنصرم وحده.
وعاد نحو 3 ملايين أفغاني من مخيمات في باكستان وإيران منذ عام 2015 انتهى المطاف بكثير منهم إلى القرى العشوائية، وما زال 3 ملايين غيرهم خارج الحدود.
قال إيجلاند، خلال زيارة لبول الشينا، هذا الأسبوع: "أنا مندهش من أن آتي إلى مكان خارج مدينة كابول مباشرة؛ حيث أناس هنا منذ 15 عاماً ولم يذهب أطفالهم إلى مدرسة"، وحذر من إمكانية التراجع عن التقدم الذي تحقق في النواحي الاجتماعية، وقال: "من المهم للغاية وقف إراقة الدماء لكن اتفاقاً بين من يحملون السلاح يجب ألا يتم بالتضحية بحقوق واحتياجات النساء والأطفال ومجتمعاتهم".
ويقول دبلوماسيون غربيون في كابول إنه رغم الآمال في الوصول إلى تسوية بعد أن جلس مقاتلو طالبان إلى الطاولة مع المفاوضين الأمريكيين لم يُبذل مجهود منسق في مجال وضع أي خطة لإعادة البناء بعد أن يتحقق السلام.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز